عين الحلوة: سباق بين التفجير وإنقاذ المخيّم
يشغل الوضع الأمني المتردي في عين الحلوة كل اهتمامات القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية على حد سواء. إذ بدت كأنها في سباق مع الوقت بين التفجير الواسع أو احتواء الوضع بعدد من الإجراءات الرادعة لإنقاذ المخيم وأهله من الفتنة. ويأتي في هذا السياق ما أعلنه أمس مسؤول «حماس» في لبنان علي بركة، الذي زار صيدا وعقد لقاءات في عين الحلوة مع القوى والفصائل الإسلامية وتوجّها بمؤتمر صحافي، حيث أكّد أنه «سيتم وضع حد للجهات التي تعبث بأمن الفلسطينيين»، مشيراً إلى «قرار فلسطيني جدي لتشكيل قوة أمنية في مخيّم عين الحلوة من 150 عنصرا، على ان يبدأ تنفيذ الخطة الأمنية خلال أيام»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «حماس» ستشارك في هذه القوة الأمنية.
وأشار إلى أنّ «المناطق التي تشهد الاغتيالات في المخيم ستكون على جدول أعمال القوة الأمنية التي ستتشكل وتتولى الأمن السياسي والاجتماعي»، مشدداً على أنّ «كل القوى الفلسطينية في لبنان حريصة على حماية المبادرة الفلسطينية الموحدة لمنع الاقتتال الفلسطيني الداخلي والفتنة مع الجوار اللبناني، وهناك قرار سياسي فلسطيني موحد لإنجاح الخطة الأمنية في عين الحلوة».
وقال بركة: «نحن في حماس مصممون على نجاح المبادرة في لبنان والخطة الأمنية، ولا نقبل بتحويل المخيمات إلى ساحة لتصفية الحسابات»، مذكراً أنّ «المبادرة الفلسطينية تنصّ على تولي القوى الفلسطينية أمن المخيم، وهذه المبادرة جاءت لمنع تورط أي جهة فلسطينية في الاقتتال، ولمنع أي تورط فلسطيني في الصراع الداخلي اللبناني وقد تلقينا دعماً من الدولة اللبنانية عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لدعم الخطة الامنية». وعن زيارة البطريرك الماروني إلى الأراضي المحتلة قال بركة: «نطالب بدعم المقاومة في فلسطين ونضال الشعب الفلسطيني وتحرير المقدسات، وأن لا نتعاطى مع الأمر الواقع»، معرباً عن رفضه لأي زيارة لأي شخصية تحت نير الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
الى ذلك، التقى وفد من «المبادرة الشعبية» في مخيم عين الحلوة بمسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في المنطقة عبد الله الدنان. وشدّد الدنان على «الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس لأي عمل والبدء بالمصالحة الوطنية ببنودها كافة، ووضع آلياتها كلها قيد التنفيذ المباشر». وكان الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» قد أشار لوفدٍ فلسطيني إلى أنّ «استفحال الفوضى والتقاتل في المخيمات يشكلان تهديداً لاستمرار الدور النضالي التاريخي لهذه المخيمات، بل لوجودها بحد ذاته، ويشكلان في الوقت ذاته تهديداً للأمن الوطني اللبناني وللاستقرار والسلم الأهلي، وإلى تصفية القضية الفلسطينية، وتفجير الفتنة المذهبية في لبنان، ونقل ما يجري في سوريا إلى ربوعه».
وعن النازحين الفلسطينيين من سوريا، أكد المدير العام للأمن اللعام اللواء عباس ابراهيم أمام وفد من القيادة السياسية الفلسطينية أنه «سيتم تسوية أوضاعهم من خلال التجديد للمقيمين منهم في لبنان لمدة ثلاثة أشهر إضافية، وانه وعد بالنظر، لأسباب إنسانية، بالحالات التي تفرقت بين سوريا ومخيمات لبنان عبر الإبلاغ عنها وإعادة جمع شملها».
المصدر: محمد صالح - السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة