الفلسطيني "محمد أبو مطر".. عندما تتحوّل العلوم إلى شغفٍ ووسيلة لكسر الحصار
خاص شبكة العودة الإخبارية- غزة
"مَعمَلي هذا الذي أنا فيه الآن كان حُلُماً من أحلام الطفولة، فقد نشأتُ في صغري شقياً وفضولياً، أُلهي نفسي في مراقبة الأشياء حولي من نباتاتٍ وطيورٍ وحشرات، أو أُلقي نفسي أرضاً وأتأمل السماء الواسعة، وأخرى أذهبُ لأزعِج صغار العصافير في أعشاشها.. بهذه الكلمات بدأ الشاب محمد أبو مطر، من قطاع غزة حديثه لشبكة العودة الإخبارية.
فقد كانت حينها فكرة تحوّل المادة من شيء إلى آخر تسحر محمد، ولما عرِفَ في المدرسة سرّ بعض تلك التحولات صار مُحبّاً للعلوم، وتحديداً الأحياء. ويضيف محمد «في كلّ تجربةٍ كان يطرحها معلمو الكيمياء والأحياء في الإعدادية والثانوية كنتُ لا أُفكّر حينها إلا بالعودة إلى البيت مسرعاً لإعادة التجربة، وما أكثر تلك المرّات التي تسببتُ فيها بحرائقٍ صغيرة أو أتلفتُ معداتٍ في المطبخ، وقد اعترفتُ لعائلتي بعد وقتٍ أنني حولتُ المطبخ إلى مُختبر».
وفور تخرجه من الثانوية العامة عام 2004 اتّجه محمد لدراسة دبلوم الاتصالات اللاسلكية في كليةٍ للتعليم المهني في قطاع غزة، رغم أنّ معدله يمنحه فرصة دراسة البكالوريس في الهندسة، لكنه أحبّ ذلك التخصص نظرًا لما فيه من غموض، ولما يوفره التعليم المهني من ممارسة عملية، فكان سلوكاً جريئاً منه.
ولأنّ الظروف التي يحياها الفلسطينيون في غزّة من أصعب الظروف على كوكب الأرض؛ إلاّ أنّها مصدر إلهامٍ ودافعٍ لهم لابتكار وتطوير ما يلزم لتسهيل حياة الناس.. فعُقب ظهور الطابعة الثلاثية الأبعاد لم يستطع محمد إحضارها إلى غزة، فدفعه ذلك إلى صنع واحدة بنفسه واستطاع من خلالها أن يُنتج أجهزةً ومواد تطوّر المجال الطبي، والفني، والتعليمي في غزّة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة