ندى ومها.. فلسطينيتان تبدعان في الرسم على بقايا الأشجار

منذ 8 سنوات   شارك:

خلف مكتب صغير تناثرت عليه الكثير من الأعواد الخشبية وأوراق الشجر وأدوات الرسم والتلوين، تخط "ندى" بريشتها المكسوة باللون الأسود، أولى لمساتها الفنية التي تستوحيها من جمال الطبيعة على لوحة جديدة تنتظر منذ أيام دورها كي تكتمل صورتها النهائية.

وبدقة متناهية، تحاول ندى شكشك (23 عاماً) أن تمسك بيدها اللوحة الخشبية التي صنعتها لها شقيقتها مها (19 عاماً) من "أعواد الأسنان الخشبية"، لتبدأ بمرحلة الرسم والتلوين التي تستوحيه غالباً من جمال ونقاء الطبيعة، وتوظفه بإبداع متناهٍ على لوحات فنية تسر وتُدهش الناظرين.

موهبة الرسم عند الشقيقة الكبرى برزت في أثناء دراستها في الجامعة، بعد التحاقها بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى بمدينة غزة، فقررت أن تستثمر تلك الموهبة بطريقة مختلفة ومميزة، فاختارت مهملات الطبيعة الصغيرة لتكون أساساً في رسم لوحاتها الفنية.

الطبيعة تتكلم

وتتلخص فكرة أعمال الشقيقتين؛ ندى ومها، في جمع المهملات من الطبيعة مثل "أعواد الأسنان والمثلجات الخشبية، وقشور الفستق، وأوراق الجرائد، والأوراق البالية، والأحجار"، المتوفرة بكل مكان وبثمن رخيص جداً، لتستغلاها في صنع لوحات فنية تنطق باسم الطبيعة وجمالها.

والطابع الذي يغلب على رسم الشقيقتين اللتين تتشاركان الإحساس والتفكير، وتتبادلان الأدوار في تركيب اللوحات الخشبية والرسم والتلوين، هو استخدام "أعواد المثلجات" ترسمان عليها خلفية دامجتين بخيالهما الطبيعة الصامتة في الحية.

وتقول "ندى" التي حاولت أن تخلق لنفسها أسلوباً جديداً وطابعاً مميزاً بالرسم على الأشياء المهملة والمستهلكة وإعادة صنعها، وأشياء من الطبيعة وتحويلها إلى قطع فنية مميزة، لـ"الخليج أونلاين": "إن موهبة الرسم لديها ترعرعت معها منذ الصغر، بعد أن كانت ترسم بعض اللوحات الفنية أثناء الدراسة الابتدائية والإعدادية وتحظى بإعجاب وتشجيع كبيرين من الطلبة والمدرسين، واستمر شغفي بالرسم حتى الثانوية العامة".

وتضيف: "تعلقي الكبير بالرسم والتلوين على كل شيء متوفر قادني لدراسة الفنون الجميلة، لأتمكن من تطوير موهبتي، ومحاولة إيجاد فرصة عمل، وعدم الاصطفاف خلف طابور البطالة الطويلة للخريجين، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في قطاع غزة، وقلة فرص العمل".

وتتابع "ندى" حديثها لـ"الخليج أونلاين" بعد أن تبادلت بعض الابتسامات مع مها، التي وقفت خلفها وتنظر بشغف كبير نحو لوحتها الخشبية التي بين يدي شقيقتها تنتظر شكلها النهائي: "بحثت عن زاوية للتميز في الرسم والخروج عن الطابع المألوف، فوجدت في مخلفات الطبيعة ضالتي، فحاولت أنا وشقيقتي التركيز في هذا الجانب والإبداع فيه".

حصار يقتل الإبداع

وتشير إلى أنها بدأت مشوارها الفني بالرسم على "أعواد المثلجات"، ومن ثم انتقلت للرسم على "نكاشات الأذنين والأسنان، وأسياخ الشوي"، حتى وصلت إلى رسم لوحات فنية طبيعية وبسيطة على أوراق وجذوع الأشجار القديمة الملقاة على الأرض.

وتلفت "ندى" إلى أن أزمة الكهرباء التي يعاني منها سكان القطاع كانت العقبة الكبرى التي تواجهها، وكانت تعيق كثيراً من الرسومات الدقيقة التي تحتاج إلى إنارة، حتى إنها كانت بعض الأوقات تنتظر أكثر من 20 ساعة حتى تكمل رسم لوحاتها.

وتتمنى الشقيقتان استغلال موهبتهما جيداً، وأن يتم التسويق محلياً وعربياً ودولياً لمشروعهما الصغير، وأن تشارك لوحاتهما في أكبر المعارض الخارجية، وتتجاوز أزمات وعقبات الحصار الإسرائيلي الذي طالما كان حاجزاً أمام نقل الإبداع والفن الفلسطيني للعالم.

شاركت لوحات الشقيقتين خلال الشهور الأخيرة في العديد من المعارض المحلية، أبرزها معرض "أبجديات عربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية"، وجدارية "القدس والقضية" في مركز رواسي بغزة، ومعرض فني آخر في جامعة فلسطين.

وتعد الشقيقتان؛ ندى ومها، من بين آلاف الخريجين العاطلين عن العمل في قطاع غزة، إذ أظهر تقرير للقوى العاملة الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أخيراً، أن عدد العاطلين عن العمل في القطاع حتى نهاية العام الماضي بلغ 206.8 آلاف شخص، فيما بلغت نسبة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل ما يزيد على 150 ألف خريج في الضفة والقطاع.
 

المصدر: الخليج أون لاين



السابق

"جذور" على موعدٍ للمشاركة في معرض بيروت الدولي للكتاب

التالي

باحثان فلسطينيان يتوصلان لآليةٍ للوقاية من مرض "الليشمانيا"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

فايز خليفة جمعة (أبو مديرس): رمز البطولة والشجاعة في عملية انتزاع الحرية من سجن شطّة 1956!

في أروقة الأسر والسجون، حيث يلتقي الألم بالعزيمة، يعيش الإنسان بين جدران باردة لا تعرف الرحمة، ومعاناة لا تنتهي.  هناك، خلف قضب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير