أبناء «لوبية» يروون عن النكبة ويستذكرون شهداء البلدة

منذ 11 سنة   شارك:

أفاد يوسف سعيد حسن، أبو رياض، من انخراطه في الجيش الإنكليزي في العام 1946، وحصل على خبرة عسكرية سخرّها العام 1948 في مقاومة عصابات الهاغاناه الصهيونية في بلدته لوبية بقضاء طبريا في فلسطين المحتلة.

ولا تزال تلك المعركة بين أبناء بلدة لوبية كبرى بلدات طبريا والعصابات الصهيونية في حزيران 1948، راسخة في ذاكرة أبي رياض الذي بلغ 86 عاماً، وهو يستذكر شهداء البلدة الـ23 وقتلى الهاغانا الذين غطت جثثهم الطرق الضيقة في البلدة.

وقد تدرب أبو رياض في معسكرات للجيش الإنكليزي في منطقة الرملة، وخدم سنتين في هذا الجيش متنقلاً بين قلقيليه وعتليت وسواهما من المناطق الفلسطينية، ومع إعلان تقسيم فلسطين التي منح بموجبها الصهاينة 56 في المئة من الأراضي الفلسطينية، عمد الجيش الإنكليزي المحتل إلى تسريح الفلسطينيين ومن بينهم أبو رياض الذي سحبت منه بندقيته أيضاً.

التحق أبو رياض الذي كان في العشرين من العمر بالمدافعين عن لوبية التي كانت القرى الصغيرة تستعين بأبنائها نظراً لكثرتهم وشجاعتهم. وهو قاوم ببندقيته الألمانية والمجهزة بعشر طلقات جحافل الهاغاناه الذين اجتاحوا البلدة من أكثر من جهة وتكبدوا على أعتابها قتلى، وأحرقت بعض آلياتهم المصفحة.

لكنّ البلدة وعلى الرغم شراسة المقاومة التي أبداها أبناؤها سقطت بفعل عدم التكافؤ بين القوات المهاجمة والمقاومين، «وتخاذل» ما سمي حينها جيش الإنقاذ العربي.

يعتبر أبو رياض الذي يعيش مع آلاف من أبناء بلدته لوبية في مخيم البرج الشمالي أنه قد أدى قسطاً صغيراً من واجبه تجاه فلسطين. وهو لا يترك مناسبة تجمعه مع كبار السن أو سواهم في «ديوانية جمعية الحولة» أو غيرها من الأماكن التي يرتادها إلا ويذكر بتلك المعركة.

وقد زار أبو رياض بلدته ثلاث مرات بعد النكبة آخرها العام 1992 بعد تلقيه دعوة من شقيقته داخل الخط الأخضر، وقد وجد آثار النكبة في الحقول والبيوت، وهو يتبادل مع ابن بلدته محمد فرح هجرس، أبي عصام، والمربي علي نوف وآخرين حكايات عن لوبية التي لم يبق فيها أي شاهد على «فلسطينيتها» غير مقبرتها، بعدما حولتها إسرائيل إلى بلدة مهجورة يسرح فيها المستوطنون ويستغلون أرضها، ويستذكرها «أبناء الداخل» في مسيرات حج سنوية يتجاوز عددها الـ15.

كان أبو عصام في سن الثامنة عشرة يوم احتدمت معركة لوبية، وهو يستذكر كيف استبسل أبناء البلدة في الدفاع عن بلدتهم، ولا سيّما الشهداء الذين دفنوا في مغارة يطلق عليها مغارة الشهداء، وكذلك الشهداء الأحياء الذين دافعوا عن بلدتهم ببسالة.

ينقل أبو عصام الذي لم يكن يجيد القتال المسلح واقتصر نشاطه على الحراسات الليلية ما شاهده من التحام مع قوات العدو الإسرائيلي وإحراق آليات له والسيطرة على بعضها، وصولا إلى خروجه من لوبية إلى لبنان عبر بلدة يارون وإمضاء أسابيع تحت أشجار الزيتون والتين قبل أن يتم نقله مع رفاقه إلى بعلبك.

ويتذكر علي نوف ابن السبع سنوات آنذاك، والذي كان يتلقى علومه الابتدائيه البلدة وبيوتها وأشجارها وزملاءه، ورحلة التهجير التي قادته في أعقاب النكبة إلى عنجر في البقاع قبل أن يستقر وعائلته في البرج الشمالي من دون أن ينسى لحظات اللهو على مصفحة للهاغاناه أحرقها المقاومون في ساحة لوبية.

ويؤرخ نوف لبلدته ويحفظ أعداد سكانها الذين كانوا يفوقون الثلاثة آلاف في العام 1948، وينتشرون على مساحة نحو أربعين ألف دونم، وصاروا اليوم نحو خمسين ألفاً وأكثر، ويتوزعون بشكل أساسي في مخيمي البرج الشمالي وعين الحلوة ومخيمات الشمال وسوريا.

المصدر: حسين سعد - السفير



السابق

اعتصامات فلسطينية في الذكرى الـ 66 للنكبة

التالي

«عين الحلوة» : صرخة غضب اليوم في وجه الأحداث


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

النجيل الفلسطيني: صمود لا ينكسر في وجه القهر!

  في زوايا الأرض التي تحافظ على أصالتها، تنمو عشبة النجيل بعزيمة لا تلين. قد تُقص أو تُجز، لكنها سرعان ما تعود إلى الحياة، تنبت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير