"أصحاب الهمم" .. لعبة إلكترونية تستنهض ذوي الاحتياجات الخاصة

منذ 8 سنوات   شارك:

في ظل نظرة المجتمع لفئة ذوي الإعاقة ووصفهم بمصطلح "المعاقين" الذي ربما يجرح مشاعرهم في بعض الأحيان ويشكك في قدراتهم العقلية والجسدية، ويطمس أحلامهم وقدراتهم التي تحتاج في الحقيقة إلى تسليط الضوء عليها ورفع معنوياتهم أكثر من حاجتهم إلى تقديم المساعدة المادية والإنسانية التي تركز عليها كافة المؤسسات الاجتماعية، إلا أن معظم أفراد هذه الشريحة أثبتوا جدارتهم في مختلف المحطات وأظهروا القدرة والطاقة الكامنة بداخلهم لذلك وجب عليهم أن نسميهم "أصحاب الهمم العالية".

ومن هذا المنطلق وظف شابان إبداعهما في مجال الوسائط المتعددة والرسوم المتحركة في معالجة هذه القضية المجتمعية من خلال عمل لعبة إلكترونية "أصحاب الهمم" تستهدف هذه الفئة.

الطالبان صالح سيف الدين أحمد وزميله عبد الرحمن عبد الله التلباني يدرسان تخصص وسائط متعددة ورسوم متحركة في قسم الحاسوب بكلية فلسطين التقنية.

فقال أحمد: "في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، إلى جانب انتشار استخدام مجالات الوسائط المتعددة والرسوم المتحركة في معالجة قضايا اجتماعية كثيرة، من بين هذه المجالات مجال الأفلام السينمائية القصيرة ومجال ألعاب الفيديو التي تتناول العديد من تلك القضايا، لهدف التأثير على السلوك والفكر الاجتماعي كان ذلك بوابة لانطلاق فكرة المشروع".

وأوضح أنه تم تصميم وبرمجة لعبة حاسوب لدعم المشروع، والوصول للهدف المنشود، حيث تعتبر هذه اللعبة الأولى محليًا وعالميًا، مضيفًا: "فبطل اللعبة شاب من ذوي الإعاقة يستخدم كرسيه المتحرك ليتجاوز العديد من العقبات خلال مراحل حياته اليومية".

وقاطع زميله التلباني حديثه ليشير إلى أن هذه اللعبة تحمل اسم "أصحاب الهمم"، فهذه اللعبة لا تزال في مراحلها الأولى كنسخة تجريبية، حيث سيتم إصدار النسخة النهائية منها لاحقًا.

وتابع حديثه: "فما يميز اللعبة أنها تحمل أهداف وطموح ذوي الإعاقة كالتعليم والوصول لمرحلة الجامعة وتعلم اللغات، فكل مرحلة من اللعبة يصل فيها اللاعب إلى هدف من حياته، بعد التغلب على الصعوبات التي تواجهه داخلها التي ربما تساهم في رفع معنوياتهم من خلال انجاز مراحل اللعبة".

وأثناء تنفيذ المشروع، تعرضا للعديد من المشكلات، كعدم توفر أجهزة كمبيوتر بموصفات عالية تمكنهما من العمل بشكل متواصل للخروج بالجودة التي كانا يرنوان لها، وكذلك عدم توفر البرامج المستخدمة بنسخ أصلية تساعدهما على استخدام كل إمكانيات البرامج وإضافاتها المميزة، إلا أنهما حاولا جاهدين الوصول إلى هذه المرحلة والتي يعتبرانها إنجازا تم في غضون فترة قصيرة باستخدام كافة الوسائل المتاحة.

وبين أحمد أنه من المتوقع أن يكون المشروع نموذجًا يحتذي به في تغير مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مصطلح "أصحاب الهمم العالية"، "وأيضًا انطلاقًا لخيوط الأمل التي تلامس أفكار وطموحات ذوي الهمم العالية الذين من حقهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مثلهم مثل أي شخص"، وفق قوله.

ويسعيان إلى استكمال مراحل اللعبة وتطويرها ورفعها على مواقع الانترنت الخاصة بالألعاب وكذلك نشرها على متاجر الهواتف الذكية، منوهًا التلباني إلى أن المشروع مر بعدة مراحل منها مرحلة تجهيز سيناريو اللعبة، وتجميع الصور وتجهيزها ومعالجتها بما يتناسب مع فكرة المشروع، بعد ذلك مرحلة التجميع ومن ثم البرمجة التي أخذت الكثير من الوقت.

ولفت التلباني إلى أنه استمر العمل مدة ثلاثة شهور لإنتاج مرحلتين من اللعبة بشكل متواضع وبسيط وحصلت اللعبة على المرتبة الأولى من بين مشاريع تخرج الكلية.

ويطمحان إلى أن تصل فكرة اللعبة لكافة المؤسسات وأطياف المجتمع، وتساهم في تغير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، وتسليط الضوء أكثر على رفع معنوياتهم وتحقيق أحلامهم، فهؤلاء هم أصحاب الهمم.

 

المصدر: فلسطين أون لاين 



السابق

فلسطين تحصد عدة ميداليات في بطولة الأندية الدولية للتايكوندو

التالي

"طرب سليم عبد الهادي" رائدة من رائدات الحركة النسائية الفلسطينية (1918-1980)


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير