"عبير أبو غيث" ريادية من فلسطين
شبكة العودة
ولدت عبير أبو غيث في مخيم مادبا للاجئين في الأردن عام 1984، حيث قضت فيه أول 12 عاماً من عمرها. ومنذ صغرها كان لها شغف بالتعليم، حيث أن المنافسة في ما يسمى مدارس الأنروا شديدة، وكان عليها أن تثبت تميزها منذ ذلك الحين. وهي ترى أن أول الدروس التي تعلمتها في حياتها هي إيمانها أن كل شخص له رسالة يجب ان يؤديها، وهي كذلك صاحبة رسالة في هذا العالم.
بعد ذلك انتقلَت بعد اتفاقيات أوسلو تحديداً- إلى غزة، حيث مكثت هناك مدة عام إلى أن انتقلت إلى الخليل. وكانت هذه نقطة تحول هامة في حياتها حيث أن وجود الاحتلال والمستوطنين والحواجز الاسرائيلية بين المدن ساهمت في ان يصبح المجتمع الذي تعيش فيه في الخليل محافظ جداً، ولكنها قامت بتكميل تعليمها الثانوي لتلتحق فيما بعد بجامعة بوليتكنيك فلسطين، تاركة حلمها حينها بأن تسافر إلى الخارج وتكمل تعليمها في لندن. في الجامعة، تخصصت عبير بمجال هندسة أنظمة الحاسوب (الكمبيوتر) ودرسته بشدة، حتى تخلص أهلها من تحمل عبئ الأقساط الجامعية.
بعد تخرجها من الجامعة بدرجة الشرف، واجهت عبير أولى الصدمات المهنية في حياتها، حيث بحثت لمدة عامين ولم تجد لنفسها وظيفة في سوق العمل. في هذه الأثناء، كانت عبير تحمل مواد تعليمية عبر الإنترنت من أجل تطوير قدراتها ومهاراتها، وقد ساعدها هذا التعليم الذاتي بعد حين في أن تُقبل كمدرّسة في الجامعة. كما أنها تدربت ببرنامج للخريجات الجدد مع منتدى سيدات الأعمال، حتى تم تعيينها كموظفة في المنتدى. من خلال هذه الوظيفة، عملت عبير على العديد من البرامج مع منظمات محلية وعربية ودولية مختلفة وعملت بمجال الريادة والتوظيف، حيث تعلمت كيفية تسخير التكنولوجيا لتحقيق أعلى قدرممكن من النتائج في البرامج التي كانت تعمل عليها وبالتحديد كيفية المساعدة في توظيف الشباب والشابات.من خلال عملها على برامج الريادة للنساء، وكونها أيضاً المسؤولة عن شبكة سيدات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرع فلسطين، اكتسبت عبير رؤية أكبر لسوق العمل في العالم العربي والمنطقة بشكل عام، حيث اطلعت على المشاكل الحقيقية والعوائق التي تواجهها النساء في الانخراط في سوق العمل.
انتهت فترة عملها مع المنتدى بعد عامين ونصف، حيث توجهت حينها إلى العمل مع مؤسسة أمريكية تسمى «Women's Campaign International » ببرنامج يدعى ألواني. كان البرنامج عبارة عن تحالف من 16 دولة عربية تجمع القادة من نساء ورجال في كافة المجالات بهدف محاولة النهوض بدور المرأة في العالم العربي. وتبنت عبيرمع لجنة فلسطين في البرنامج قضية التمكين الاقتصادي للمرأة في فلسطين، حيث أن عدد النساء المتعلمات في فلسطين عالٍ جداً ولكن نسبة النساء المنخرطات في سوق العمل حينها كان الأقل في العالم كله.
فعملت عبير مع فريق العمل على مبادرة تحت مسمى «خليك أونلاين» تحاول من خلالها أن ترى إمكانية ربط التكنولوجيا في قضية انخراط المرأة في سوق العمل، حيث يمكن حل هذه المعضلة التي سببها صعوبة التنقل عن طريق الانترنت.
كانت هذه الفكرة هي المكون الأساسي لشركتها «مينا ألاينسيز» (تحالفات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) حيث أن الفكرة عبارة عن مبادرة تملك منحى اقتصادي. وتم تحويل هذا النموذج إلى الشركة القائمة حالياً تحت قيادتها. فبعد 5 سنوات من عملها وخبرتها في الخارج، قررت عبير أبو غيث العودة إلى المنزل والعمل على تطوير هذا المشروع الريادي، لانها تؤمن ان لا قيود ولا حواجز ولا عادات يمكنها ان توقف المرأة الطموحة من تحقيق حلمها.
أضف تعليق
قواعد المشاركة