فايز أبو عيد

نُصرةً للقدس واستجابةً لنفيرها، وتحت عنوان "اغضب للأقصى" أطلق بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة حملته الثقافية الإلكترونيّة، التي دعا الأدباء والفنٌانين للمشاركة فيها بالكلمة الحرة والريشة المتشحة بألوان الوطن، وذلك عبر اختيار صورة من صمود المقدسيين أمام الصهاينة المحتلّين و الكتابة الشِّعريَّة والنَّثْريَّة أو محاكاتها بالرَّسم الكاريكاتوري، والفن التشكيلي، والأغنية الوطنيَّة.

وحول أهمية الحملة واطلاقها قال الشاعر "سمير عطية" مدير بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة إن الحملة التي جاءت نصرة للمسجد الأقصى والقدس، تأخذ أهميتها من الأحداث التي يمر بها المسجد الأقصى وما يتعرض له من اعتداءات وحملات شرسة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني، التي تجلت بإغلاق المسجد الأقصى و تركيب بوابات الكترونية وكاميرات للمراقبة على عدد من أبوابه، وعدم السماح للمصلين الوصول إليه لأداء الصلاة فيه، إضافة لقمعه المتظاهرين المحتجين ضمن إجراءاته التي تهدف إلى تهويد المسجد الأقصى ومدينة القدس بالكامل واقتلاع هويتها الحضارية والدينية والتراثية والثقافية وإلغاء كل ما يمت إلى عروبتها وإسلامها بصلة.

موضحاً أن الموقف الثقافي لبيت فلسطين للشعر وثقافة العودة يأتي منسجماً مع موقف شعوب الأمة العربية والإسلامية، ومنسجماً مع الصمود والثبات لأهلنا في القدس الشريف، الذين يرفضون الدخول من البوابات الإلكترونيّة التي وضعها الكيان الصهيوني.

وقال عطية إن حملة "اغضب للأقصى" هي حملة للأدباء والفنانين السائرين على درب الإبداع لينحازوا إلى تحشيد الأمة بالآداب والفنون، ويكونوا على منوال الجيش الثقافي والأدبي الذي بناه صلاح الدين الأيوبي لتحرير بيت المقدس.

وأشار مدير بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة إلى أن هذه الحملة ليست الأولى التي يطلقها البيت انحيازاً إلى قضايا الأمة، فهي حملة جاءت بعد حملات متعددة خلال السنوات الماضية، فقد أطلق بيت فلسطين للشعر أولى حملاته الشّعريّة الإلكترونيّة التّضامنية تحت عنوان (أشرعةُ الموت)، بهدف تأبين شهداء البحر الغرقى من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، بعد ذلك أطلق بيت فلسطين للشعر حملته الإلكترونيّة التّضامنية الثانية والتي جاءت تحت عنوان (شهيد الفجر ...محمد أبو خضير) الطفل الفلسطيني الذي خُطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة، كما أن بيت فلسطين للشعر أطلق حملته الشعرية الثالثة والتي حملت عنوان (انتفاضة القصائد) تضامناً مع قطاع غزة

ضد العدوان الذي تعرض له من قبل العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي، وتحت عنوان (ثلج ناصع الألم) أطلق بيت فلسطين للشعر حملته الإلكترونيّة الخامسة للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين السوريين والأطفال السوريين الذين ماتوا من البرد في مخيمات اللجوء، أما (حاصر حصارك) فقد كان شعار الحملة الإلكترونيّة التّضامنية الشعرية السادسة التي أطلقها بيت فلسطين للشعر بالتعاون مع رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين للتضامن مع أهل قطاع غزة ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، وأضاف مدير سمير عطية أن بيت فلسطين للشعر كان قد أطلق قبل أشهر قليلة حملة مع القدس بعنوان "للقدس تنتفض الحروف"، ووفقاً للعطية فأن حملة "اغضب للأقصى" تأتي ضمن سياق متصل مع هذه المحطات الثقافية و الإلكترونيّة في التضامن والنصرة لقضية فلسطين بكافة محطاتها ومحاورها.

واعتبر الشاعر سمير عطية في ختام حديثة أن النضال الثقافي هو وجه من أوجه المقاومة التي تشحذ الهمم وتحث على المقاومة والاستمرار في المطالبة بالحقوق حتى نيلها، منوهاً إلى أن النضال الثقافي هو لغز حير الطغاة والمحتلين على مر الزمان، وهو الروح التي تحرك الشرف في الإنسان, والنور الذي يضيء طريق الثائرين، مؤكداً على أن الأمة التي يفقد فيها مثقفوها وأدباءها روح النضال الثقافي، ستحل بهم لعنة التاريخ، ويقع فيهم وباء الذل والهوان.

الجدير بالتنويه أن القائمين على بيت فلسطين للشعر أخذوا على عاتقهم إطلاق مثل هذه الحملات لشعورهم بالمسؤولية الأدبية والتاريخية تجاه أبناء شعبهم الفلسطيني، ولنصرة القضية الفلسطينية ثقافياً؛ لإيمانهم بأن من الضروري أن يكون للكلمة دورها وللشاعر والكاتب والمثقف مشاركته، فالقصيدة والكلمة لأجل فلسطين وقضايا الشعوب المضطهدة تحرك الوجدان وتلهب المشاعر وتُشكل رؤية وتصنع موقفاً سيقود إلى التحرير والعودة.
LikeShow More ReactionsComment