صالون ثقافي فلسطيني في مصر.. حلم محمود درويش الذي تحقق أخيرًا
أطلقت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، مساء أول أمس السبت، صالون فلسطين الثقافي الأول بالقاهرة، بحضور السفير جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين، جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، القاص زياد خداش، الشاعر مهيب البرغوثي وأبناء الجالية الفلسطينية في مصر.
وقال الروائي ناجي الناجي مدير المركز الثقافي والإعلامي بسفارة فلسطين بالقاهرة، إن تدشين صالون ثقافي فلسطيني بالقاهرة، كانت إحدى أمنيات الشاعر الراحل محمود درويش، مؤكدًا أنه في آخر زيارات درويش إلى القاهرة كان شخصا ما يسأله عن حلمه، فرد عليه درويش أنه يتمنى إقامة صالون ثقافي فلسطيني على أرض مصر.
وارتبط الشاعر الراحل محمود درويش بمصر بعلاقة قوية، حيث كان المثقفون العرب يعتبرونها في ستينيات القرن الماضي، حضن الأمة العربية، لذا فور إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية، ذهب مدعوًا من مهرجان ثقافي في موسكو، ثم رجع لزيارة مصر.
وامتدت علاقة محمود درويش بمصر حتى وصلت إلى أنه ارتبط بقصة حب من المترجمة المصرية حياة الهيني، وتزوجها بعد ذلك.
وتقول الهيني إن درويش كان يستيقظ كل صباح ليضع لها وردة حمراء على السرير، ماعدا الأيام التي كان بينهما ضجر أو ضيق، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كتب لها قصيدة، أصر مارسيل خليفة حين سمعها من درويش أول مرة أن يلحنها ويغنيها، لكن لم يجد نفعًا أمام رفض درويش، بعد ذلك، حين سافر درويش في رحلة علاجه الأخيرة إلى أمريكا، طلب من خليفة تلحينها وغنائها، لكنه لم يسمعها.
ومن شدة حب درويش لمصر، كتب قصيدة، مطلعها:
"في مصرَ، لا تتشابَهُ الساعاتُ...
كُلُّ دقيقةٍ ذكرى تجدِّدُها طيورُ النيل.
كُنْتُ هناك. كان الكائنُ البشريُّ يبتكرُ
الإله/ الشمسَ. لا أحَدٌ يُسَمِّي نفسَهُ
أَحداً. ((أنا اُبنُ النيل – هذا الاسم
يكفيني)) . ومنذ اللحظة الأولى تُسَمِّي
نفسك ((ابن النيل)) كي تتجنَّب العَدَم
الثقيل. هناك أحياءٌ وموتى يقطفون
معاً غيومَ القُطْنِ من أرض الصعيد،
ويزرعون القمحَ في الدلتا. وبين الحيِّ
والمَيْتِ الذي فيه تناوُبُ حارسين على
الدفع عن النخيل. وكُلُّ شيء عاطفيٌّ
فيك، إذ تمشي على أطراف روحكَ في
دهاليز الزمان، كأنَّ أُمَّكَ مِصْرَ
قد وَلَدَتْكَ زَهْرَة لُوتسٍ، قبل الولادةِ"
المصدر: الدستور
أضف تعليق
قواعد المشاركة