"ليلة العودة إلى الدامون"

منذ 9 سنوات   شارك:

على أرض قرية الدامون المهجرة، التقى المئات من أبنائها، في "ليلة العودة إلى الدامون". ليلة اختلفت عن باقي ليالي القرية منذ عقود، فكانت جميعها مظلمة حالكة، أما هذه فكانت مُنارة بالمولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود، في سهرة وجدت طريقها إلى قلوب الكبار والصغار، فسالت الدمعات من عيون الكثيرين من الحاضرين.

الليلة التي نظمتها "لجنة المبادرة لأهالي الدامون" بالتنسيق مع "اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة"، والتي تسبق احتفال الاحتلال بما يسميه "يوم الاستقلال"، حملت إلى مسامع المشاركين قصصا من ذاكرة من ولدوا هناك، ترافقت مع عرض صورة من الجو للقرية، تظهر معالمها واضحة فيها، سواء بيوتها ومسجدها وكنيستها أو طرقاتها، وصدحت أصوات بالغناء الملتزم، وحناجر صغار جادت بالأشعار.

"هذه هي الدامون"، قال محمد مرشد (أبو كمال)، الذي ولد في البلدة قبل النكبة، مشيرا إلى صورة القرية المعروضة أمام الناس، وعدد أسماء الأحياء والعائلات التي سكنت فيها.

تمكن المنظمون من التواصل مع مخيم "نهر البارد" في لبنان. هناك كان عدد من أهالي القرية المهجرين من عدة عائلات قد اجتمعوا، ينتظرون الاتصال، الذي كان رديئا، ومع هذا فهمت من المتحدثين كلمات الاشتياق للعودة إلى أرض الوطن، وبعثوا بتحياتهم، لتعلو من أرض الدامون زغاريد النساء.

الحاج علي أبو الحاج، اتكأ على عكازه. كان في الخامسة عشرة من عمره، حين انتكبت القرية بفعل الاحتلال الاسرائيلي.

اختار الحاج وضع القصص المحزنة جانبا، وتحدث عن أعراس الدامون، التي كان يشارك فيها معظم سكان القرية، ويقّدم فيها الكثير مما لذ وطاب، وقال "أحن إلى عادات وتقاليد الدامون المهجرة وأتمنى العودة إليها".

على عين الماء عند بقايا البئر شبه المهدّمة، وقف مجدي عياشي، الذي باح بمشاعره لـ"العربي الجديد"، قائلا: "عندما دخلت الدامون هذه الليلة، شاهدتها مضاءة وعامرة بهذا الجمع الكبير، شعرت برعشة في داخلي. تخيلت أن أهالينا سكنوا هنا، وأن حياة كانت هنا وعين ماء جارية وبيوتاً وحارات وخيرات كثيرة وأطفالاً يلعبون، وبين يوم وضحاها انتهى كل شيء. إنه أمر مؤلم ولكننا متمسكون بالعودة وإنّ غداً لناظره لقريب".

أما أحمد ريان، الذي ولد عام 1949 بعد النكبة بعام واحد، فقال لـ"العربي الجديد" بحرقة: "هذه ليلة تاريخية، تسجّل بأحرف من نار ومن نور، نؤكد فيها أنه لا مساومة على حق العودة ولا تنازل عن العودة الفعلية. أمل العودة كامن فينا، إذا لم نعد نحن فسيعود أولادنا أو أحفادنا. لا يأس هنا فالموت مع الأمل خير من الحياة مع اليأس. سنواصل العمل والنضال لاستعادة حقوقنا المغتصبة. سنرجع يوما إلى حيّنا مهما مر الزمان، وأشد ساعات الليل حلكة وسوادا هي التي تسبق بزوغ الفجر".

المصدر: العربي الجديد



السابق

يوم عمل تطوّعي تضامناً مع اليرموك في عين الحلوة

التالي

العالول يطلق صالونا سياسيا في لندن


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.