حي الرشيد بطولكرم.. تغول استيطاني وتنكر من السلطة لمأساته

منذ 9 سنوات   شارك:

 مأساة حقيقية تلك التي يواجهها المواطنون في حي الرشدي شرق طولكرم شمال الضفة الغربية، بسبب التغول الاستيطاني الصهيوني، والغياب الواضح لدعم صمودهم من قبل السلطة الفلسطينية ولو بالقليل من مقومات الحياة.

فمنذ ما يزيد على أربعة أعوام ما زال أكثر من ستين عائلة من سكان حي الرشيد لا يرون نور الكهرباء إلا تلك الأنوار المنبعثة من أضواء الحراسة الصهيونية في مستوطنة "أفني حيفتس" التي لا تبعد سوى أمتار عنهم.

حرمان من مقومات الحياة

عشرات المباني المقامة في الحي، والتي يحاول أهلها منع مصادرتها من الاحتلال يعيشون حياة بدائية بدون أبسط مقومات الحياة، فلا ماء ولا كهرباء ولا طرقات ولا صرف صحي هناك.

الحاج عبد باير وزوجته مطيعة يسكنان الحي منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهما يعانيان الأمرين للحصول على الماء، ويضيئان بيتهما بالشمس في النهار، ويستظلان ليلا بأضواء الحراسة الصهيونية في مستوطنة "أفني حيفتس" المقابلة لمنزلهما.

يقول الحاج عبد لنا: "منذ ثلاثة أعوام جئت وسكنت هنا خوفا من مصادرة أرضي من قبل الاحتلال؛ حيث إنها ملاصقة للأراضي المقامة عليها مستوطنة أفني حيفتس، ولكن منذ ذلك الوقت وأنا وزوجتي نعيش بلا ماء أو كهرباء".

ويضيف الحاج عبد: "أقوم أنا وزوجتي بشراء الماء وملء الخزان في كل شهر رغم المعاناة الشديدة التي نعانيها من أجل إيصال الماء إلى البيت؛ لعدم وجود طرقات صالحة لسير المركبات".

بدوره، أكد لنا المواطن تيسير مصيعي أنه "تقطن أكثر من 60 عائلة في هذا الحي من دون كهرباء ومياه وخطوط مواصلات"، مشيرا إلى أن "الكثير من الأزواج الشابة الذين لديهم مساكن في هذه المنطقة، اضطروا لترك منازلهم باتجاه مدينة طولكرم نظرا لعدم وجود كهرباء".

ولفت مصيعي إلى حاجة المنطقة الماسة للكهرباء ومياه الشرب حيث إن "خزان المياه الوحيد الموجود في هذه المنطقة يعتبر ملجأ لروث الطيور كونه غير مغطى، وتشرب منه كافة أنواع الطيور، وبالتالي يتم استخدام المياه لري المزروعات في المنطقة".

وقال: "الكثير من المواطنين يستخدمون الحمير لشراء المياه المعدنية الصالحة للشرب لسكان الحي لتعذر وصول المركبات؛ نظرا لوعورة الطريق".

غياب دعم الجهات المختصة

لم تقتصر معاناة سكان حي الرشيد على الخوف من مصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم من الاحتلال فحسب، بل إن تمسكهم بأرضهم لم يحظ بالدعم الكافي من أجل تعزيز صمودهم من قبل المؤسسات المختصة والسلطة.

حيث أكد سكان الحي لنا أن العديد من المسؤولين المحليين ومسؤولين في السلطة زاروا الحي، ووعدوهم بحل مشاكلهم دون أن يروا شيئا من ذلك على أرض الواقع.

وقال لنا سامح عباس وهو أحد سكان الحي: "توجهنا إلى بلدية طولكرم، وأعطونا كتابا إلى سلطة الطاقة بأنه لا مانع من توفير خدمة الكهرباء للحي، وسلطة الطاقة وعدت بالعمل على المشروع، ولكن دون أي نتائج على الأرض".

وأضاف عباس: "منذ أربع سنوات، ونحن نسمع وعودا كثيرة من كافة الجهات إلا أننا لم نرَ شيئا سوى الوعود"، وقال عباس مستهجناً: "لو أن مستوطنا يسكن في "أفني حيفتس" بدون كهرباء يمدوه بخط الكهرباء من الطيبة في الداخل مباشرة، ولكن نحن أصحاب الأرض ننتظر الكهرباء منذ أربع سنوات".

بدوره، أكد لنا مدير العلاقات العامة في بلدية طولكرم عبد الخالق جبارة، أن البلدية راسلت الجهات المختصة مبدية استعدادها لتنفيذ مشاريع المياه والكهرباء والبنية التحتية في الحي؛ إذا حصلت على الدعم من الجهات ذات العلاقة.

وقال جبارة: "نحن ما زلنا على استعداد لتقديم كافة الخدمات للحي، وراسلنا الجهات المختصة منذ سنتين من أجل ترميم الشارع الرئيسي الذي يصل الحي بمدينة طولكرم وضاحية ذنابة، لكن لم يتم الرد على مراسلاتنا حتى اليوم".

مناطق "C"

لعل الإجابة الأسرع في تأخر الاستجابة لمطالب المواطنين في حي الرشيد هو القول بأن هذه المنطقة تقع في مناطق "C"، أي خارج الصلاحيات التنظيمية للسلطة بحسب اتفاق أوسلو.

وأشار لنا جبارة، أن "هذا الحي يقع في مناطق C بالإضافة إلى أنها لا تدخل في أي مخطط تنظيمي لبلدية طولكرم، ولا أي مخطط تنظيمي آخر، وبالتالي فهذه المناطق مستثناة من خطط البنية التحتية والخدمات".

وأضاف جبارة: "نحن مستعدون لضم هذه المناطق إلى المخطط التنظيمي لبلدية طولكرم في حال وافقت الجهات المختصة على ذلك".

بدوره، اعتبر مدير الحكم المحلي في طولكرم خالد اشتية أن مناطق "C" محرومة من الخدمات وهذا شيء غير منطقي، مؤكدا "أن من يسكن في الحي هم فلسطينيون قرروا البقاء على أرضهم في وجه الاحتلال، ويجب دعمهم ومساندتهم".

وأضاف اشتية: "صحيح أن أي مشروع في تلك المنطقة بحاجة إلى تنسيق مع الاحتلال "الإسرائيلي" لتشجيع الداعمين والمنفذين للمشروع بضمان عدم مصادرة معداتهم ومخالفتهم من قبل الاحتلال، وهذا شيء على الجهات المختصة في السلطة العمل من أجله".

وقال اشتية: "نحن ندعم كافة المؤسسات ذات العلاقة في تنفيذ أي مشروع من شأنه إنهاء معاناة الأهالي هناك، داعيا مؤسسات السلطة النظر إلى القضية بعين الاهتمام والتحرك العاجل على كافة المستويات".



السابق

إخطارات صهيونية بإزالة 2000 شجرة شمال سلفيت

التالي

"فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني" عنوان مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.