الفنانة التشكيلية رزان البورنو مبدعة في فن حرفة الصناعات الخشبية
شبكة العودة الإخبارية – أحمد موسى
رزان البورنو ابنة 23 ربيعاً، فلسطينية من قطاع غزة حاصلة على بكالوريوس في "تكنولوجيا حيوية"، بدأت مسيرتها الاحترافية في فن "الخيطان والمسامير" على الخشب، رويداً رويداً أخذت رزان تكتشف موهبتها في صناعة حرفة الخشب، واستطاعت تطوير ذاتها وتحقيق الحلم الذي طالما راودها لتصبح رائدة في افتتاح مشروعها الخاص.
وفي حديث خاص مع شبكة العودة الإخبارية قالت رزان: بدأت جدياً في فكرة بناء مشروع صغير وخضعت لدورة تمهيدية لتنمية المهارات وصقلها ترجمتها بعد اجتهاد طويل إلى ابتكار وتصاميم حرفية متميزة بأشكال وأنواع مختلفة وبرسومات وزخارف جميلة متعددة، تعتمد على تصاميم عصرية باستخدام الآلات الكهربائية الحديثة والمواد المحلية.
حصلت رزان على تمويل صغير من أجل افتتاح ورشة صغيرة وبناء مشروعها الخاص التي تحلُم من خلاله تصنيع منتجات فنية وتطوير المنتجات من خلال ابتكارات مستوحاة من بعض الأفكار التي تواكب الطلب، والتي تحتاج لوضع اللمسات الفنية على التصاميم لتعطي المصنوعات الحرفية الجودة العالية.
وحول خطورة التعامل مع الآلات الكهربائية قالت رزان خضعت لعدة دورات إضافية بتوجيه وإشراف من المدربين وبفضل الله استطعت التعامل مع الآلات الكهربائية بحذر تام أخذةً بعين الاعتبار اللباس الخاص للحرفة.
وأعربت رزان أنها تواجه صعوبات كبيرة منها قطع الكهرباء لساعات طويلة مما يشكل تحدياً أمام الحرفة التي تعتمد كلياً على الكهرباء، وعدم القدرة على الاستفادة من الكهرباء في الفترة المسائية بسبب الأصوات العالية للآلات والمعدات مما يؤثر على راحة الجيران ويسبب ازعاج لهم.
بالإضافة إلى أن المنتجات المستوردة تشكل تحدياً كبيراً لأنها ذات قيمة زهيدة لعدم جودتها، بخلاف ما تنتجه رزان والذي يعتمد على الحرفة اليدوية وجودة المنتج. وهذا يدعوني لإيجاد أفكار ترويجية رائعة لبيع المنتجات المبتكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعن أهم المنتجات التي تنتجها رزان قالت: هذا يتوقف حول المناسبات والأعياد وطلب السوق، لكن يبقى لشهر رمضان المبارك طقوسه الخاصة بحيث يكثر الطلب على الفوانيس الرمضانية وصواني الضيافة ومجسم هلال شهر رمضان وبعض القطع المنحوتة المميزة التي تلبي أذواق المستهلك.
وتجتهد رزان بوضع لمساتها الفنية الجميلة على المنتجات، بإضافة الإضاءات الكهربائية مما يعطي المنحوتة رونقاً وجمالاً أخّاذ.
تطمح رزان بالمستقبل القريب إلى تصدير منتجاتها الحرفية خارج قطاع غزة، وأن تنشأ مركز تدريب مهني لتعليم الحفر على الخشب بطريقة إبداعية وعصرية، وتخريج حرفيين وحرفيات يتقنون فنون هذه المهارة، وخلق فرص العمل والمنافسة في السوق المحلية.
وتأمل من تحقيق هدفها بإقامة المعارض داخل غزة وخارجها من أجل تسليط الضوء على منتجاتها الحرفية الجميلة.
وختمت رزان حديثها بتوجيه رسالة للشباب الفلسطيني على المضي قُدماً من أجل اكتشاف المهارات لديهم وتنميتها والعمل على أنفسهم في عدة مجالات والحد من انتشار البطالة خصوصاً أن قطاع غزة يعاني من أزمة البطالة بنسبة عالية جداً، ووفقًا لتقرير البطالة الفصلي للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الأخير، ذكر أن معدل البطالة في قطاع غزة لعام 2022 وصل إلى 44.1%. أما البطالة في صفوف النساء أعلى بكثير وصلت لعام 2022 إلى 65.1%، ولا يزال يعاني من حصار خانق منذ أكثر من ١٦ عاماً.
تعد الصناعات الخشبية التقليدية مظهراً من مظاهر الحضارة، بل هي وسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافة وأصالـة المجتمعات، وقـد انبثقت هذه الحرفة المحلية وارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً، واتُخذت الحرفة مصدراً للعيش لكثير من أفراد المجتمع الفلسطيني، والتي تمتاز بدقتها الحرفية، كما أنها تعبر عن مظاهر مختلفة في الأشكال والرسومات والزخارف والنماذج المستوحاة من البيئة نفسها، أو من خلال طابعها الحضاري أو التاريخي، فهي أحياناً تمثل ملامح إسلامية وأحياناً تعبر عن سلوكيات المجتمع في مناسبات عديدة، وأحياناً أخرى تأتي في لوحات فنية حرفية بتصاميم من مبدعين يتقنون الصناعات التقليدية التي يتم نقشها على الأخشاب.
أضف تعليق
قواعد المشاركة