تاريخ الصحافة العربية في فلسطين منذ النشأة حتى النكبة (1/2)
![]() ![]() |
شبكة العودة الإخبارية -أحمد موسى
العصر العثماني
بدأت مسيرة الصحافة العربية في فلسطين في العهد العثماني في القرن التاسع عشر، حيث شهدت صدور عدة صحف فلسطينية. وكانت الصحافة الفلسطينية زاخرة بالكتاب والأدباء والشعراء، واحتضنت الصحافة مثقفين وشعراء وطنيين وفنانين يتغنون بالعروبة والأصالة العربية.
وحسب المراجع الموثوقة صدر في فلسطين نحو210 صحف و55 مجلة فلسطينية، كانت تصدر من مدن رئيسية كالقدس وعكا وحيفا ويافا، ولم يقتصر العمل على الصحافة الناطقة باللغة العربية، بل كانت هناك صحف فلسطينية تصدر باللغات التركية والإنجليزية والإيطالية والألمانية واليونانية والإسبانية والعبرية.
أول صحيفة فلسطينية صدرت عام 1876 وحملت اسم صحيفة "القدس الشريف" الناطقة باللغة العربية والتركية، وأول ظهور للصحافة كان في مدينة القدس التي كانت تشكل مركزاً للثقل السياسي والديني لوجود مقدسات مسيحية وإسلامية فيها، وتاريخ المدينة جعل منها أحد الحواضر الهامة للدولة العثمانية كثقل سياسي وديني، فصدرت "القدس الشريف" فيها، كأول صحيفة حكومية رسمية، وكان يرأس تحريرها في قسم اللغة العربية الشيخ علي الريماوي وفي قسم اللغة التركية عبد السلام كمال.
كذلك في نفس العام صدرت صحيفة "الغزال" باللغة العربية فقط، وكان الهدف من إصدار الصحيفة هو تعميم الأوامر الرسمية من قبل الدولة العثمانية.
ومن أهم الصحف التي صدرت في العهد العثماني: (صحيفة القدس الشريف، فلسطين، لسان العرب، الصراط المستقيم، مرآة الشرق، حقيقة الرأي، النفائس العصرية، العصى لمن عصى، الترقي، النجاح، النفير، الحرية، الكرمل، البلبل الطائر، الحمارة القاهرة).
وكانت أنواع الصحف في فلسطين تهتم بمختلف الجوانب والمواضيع السياسية والأدبية والفنية والتعليمية والاقتصادية والمالية والهندسية والرياضية والزراعية والقصصية.
ومن سمات الصحافة الفلسطينية أنها تأثرت بتطور الأدب العربي في القرن التاسع عشر حيث كان أسلوب اللغة والواقع الثقافي في تلك الفترة للصحف العربية متميزاً، فتطورت حركة الأدب التي شكلت واقعاً راقياً للمستوى المهني للصحافة.
ومن أبرز الصحفيين الفلسطينيين في العهد العثماني: (الشيخ علي الريماوي، حنا عبدالله العيسى، جرجي حبيب حنانيا، نجيب نصار، بندلي الياس مشحور، خليل زقوت، توفيق السمهوري، عيسى العيسى، نجيب نصار، سعيد جار الله، عيسى داوود، يوسف العيسى)
انطلقت أول مجلة فلسطينية غير رسمية عام 1906 حملت اسم مجلة "باكورة جبل صهيون" وهي مجلة أدبية شهرية، وفي 1908 تأسست جريدة "القدس"، وكانت جريدة علمية أدبية تورد أخبار الحكومة، وكانت ملتزمة بسياستها. وفي نفس العام صدرت صحيفة "الكرمل" الأسبوعية.
وفي عام 1908م صدرت جريدة "بشير فلسطين "، كما صدرت في نفس الفترة صحيفة "الإنصاف" نصف الأسبوعية، وفي عام 1909 صدرت أول صحيفة تُعنى بالرسوم الكاريكاتورية والفكاهية، وفي عام 1911م صدرت أول صحيفة فلسطينية مصورة.
وفي سنة 1911 انطلقت صحيفة "الترقي" وهي الصحيفة الوحيدة حتى التي كانت تنشر أخباراً دولية من وكالات الأنباء، واستطاعت جريدة "فلسطين" أن تكون وكالة أنباء آنذاك.
وتطورت الصحافة في فلسطين مع تطور الأحداث في العالم حتى أصبحت تشكل حالة فريدة من نوعها لكثافة المنشورات وتنوع المواد الصحفية المختلفة.
ومن أهم الشخصيات والعائلات الثقافية الفلسطينية التي شكلت حالة من التميز عائلات (الخالدي والدجاني والبديري) واستطاعت بعض النخب والشرائح الاجتماعية من خلال الاهتمام بإصدار الصحف، وحرصت على الملكية أو المشاركة فيها، ونتج عن ذلك العناية بالعوامل الاقتصادية والزراعية، وهذا ما أثر على زيادة عدد القراء وإقبال الجمهور عليها بشغف.
ومن العوائل السياسية الفلسطينية التي اهتمت بالصحافة (الحسيني) و( النشاشيبي ) ومن أبرز رواد الحركة الثقافية الفلسطينية (خليل السكاكيني ،نجيب نصار، خليل بيدس سلمان التاجي الفاروقي، محمد اسعاف النشاشيبي) وتشير الإحصائيات إلى أنه منذ عام 1876 حتى 1914 (الحرب العالمية الأولى) كان في فلسطين أكثر من 40 مطبوعة، وهذا يعود إلى تفاعل الحراك السياسي وتشكل الحركة الوطنية الفلسطينية والوعي الوطني الفلسطيني.
وهذا التطور يضيف الوسائل والعوامل التعبيرية الذي أفسح لها المجال من قدرة الصحافة وقربها من الجمهور.