ذاكرة الدم .. مجزرة صبرا وشاتيلا نموذج
![]() ![]() |
شبكة العودة الإخبارية – إبراهيم ديب
لم يكن يعلم أهالي صبرا وشاتيلا أنّ يوم الخميس الواقع في 16 أيلول من العام 1982 سيكون يوماً أسود على أهالي المخيم، بعد أن قررت آلة الإجرام والحرب من الكيان الصهيوني وبعض المليشيات اللبنانية أنهم سيقومون بتدمير صبرا وشاتيلا وقتل وتشريد أهله، ولم يكن أهالي المخيم على دراية بما يُحاك لهم من خطط وراء الكواليس بعدما اجتمع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يمثله رفائيل إيتان وأريئيل شارون قبل الحادثة بيوم واحد بفادي فرام وإيلي حبيقة، ووضعوا جميعاً خطة مُحكمة حول كيفية دخول المليشيات اللبنانية بالتنسيق مع الكيان الصهيوني المجرم إلى صبرا وشاتيلا.
دقت ساعة الصفر حوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس الواقع في 16 أيلول من العام 1982 بدأت آلة الحرب والإجرام بدخول حي عرسان جنوب مخيم شاتيلا والحي الغربي للمخيم، كان أهالي المخيم قد استعدوا ونزلوا إلى الملاجئ مع أطفالهم وذويهم خوفاً على أنفسهم وأولادهم، لكنهم لم يعلموا بأنّ القلوب السوداء العامرة بالحقد والقتل قد خططت مسبقاً لإبادتهم، فجهزت المليشيات البلطات والسكاكين وأسلحة فردية مزودة بكواتم الصوت ليبيدوا شعباً أعزل بصمت بعيداً عن الإعلام وأعين النّاس.
بالإضافة إلى المدفعيات والصواريخ التابعة للعدو الصهيوني التي أبادت المخيم ومن يسكنه، حيث سقط أكثر من ٣٠٠٠ شهيد.
وبعدما حلّ الظلام الدامس، بدأت القوات الصهيونية بإطلاق قنابل مضيئة فوق مخيمي صبرا وشاتيلا، لتعلن بدء العملية العسكرية ضد شعب أعزل لا ناقة له ولا جمل ! كان أغلبه من النساء والأطفال والشيوخ ، حيث بدأ الكيان الصهيوني المجرم بإعطاء إشارة للمليشيات اللبنانية لقتل شعب أعزل داخل مخيمي صبرا وشاتيلا.
وفي يوم الجمعة الواقع في 17 أيلول من العام 1982 بعدما حاول جزء من أهالي المخيم الهروب من الموت المحتم، كانت القوة الصهيونية المجرمة لهم بالمرصاد، فمنعتهم من الخروج كي يُقتلوا بدم بارد على أيدي العصابة والمليشيا اللبنانية.
هذه المجزرة التي استمرت ليلتين في ثلاثة أيام تعتبر من أبشع المجازر التي شارك فيها الكيان الصهيوني بالتنسيق مع بعض المليشيات اللبنانية التي انسلخت من أصلها، حيث كانوا لا يميزون بين فلسطيني أو سوري أو لبناني، فالجنسية لم تشفع لهم حتى في القتل والدمار، حيث صنفت الأمم المتحدة هذه المجزرة بالإبادة الجماعية التي لم يشهد التاريخ مجزرة مثلها بعد الحرب العالمية الثانية.
لم يكن يعلم العدو الصهيوني ومن عاونه بنجاة عدد من سكان صبرا وشاتيلا من المجزرة، فسطروا بنجاتهم شهادات حية بقت تلاحق المجرمين حتى يومنا هذا.
تبقى أسئلة ماثلة أمامنا بعد ٤٠ عاما على المجزرة.
- لماذا صبرا وشاتيلا بالذات؟
- لماذا تواطأ المجرم سعد حداد مع قوات الاحتلال؟
- هل حدثت المجزرة بشكل عشوائي أم كانت مخططاً لها مسبقاً؟