مؤتمر دولي في العاصمة الأردنية عمان يدعو لزحف سلمي إلى القدس
بدأ في العاصمة الأردنية عمان صباح الاثنين المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس" برعاية ملكية، طالب أثناءه عضو هيئة العلماء علي جمعة بزحف سلمي إلى القدس لإثبات الوجود وعدم ترك المقدسيين وحدهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مكررا أمام نخبة من علماء الأمة أن زيارة القدس جائزة باتفاق المسلمين، ودعا لتقديم "مصالح أهلنا في القدس الشريف".
وتنظم المؤتمر الذي يستمر حتى مساء الأربعاء لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني وجامعة العلوم الإسلامية بعمّان، وهو يناقش محاور إظهار الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية التهويدية للقدس وسبل استنهاض العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والإسراع في إيصال الدعم للأقصى والمقدسيين.
ويناقش المؤتمر اعتبار الدفاع عن الأقصى فرض عين واستثناء زيارة المسجد الأقصى والغوث الإنساني للفلسطينيين من فتوى تحريم التطبيع مع المحتل و"العهدة العمرية" ومعاناة المقدسات المسيحية خاصة كنيسة القيامة ودعوة المسيحيين لنصرة مقدساتهم والحفاظ عليها.
الربيع العربي وفلسطين
وأثناء جلسة الافتتاح قال مقرر اللجنة العليا الناطق الرسمي باسم المؤتمر النائب يحيى السعود إن ما أطلق عليه البعض الربيع العربي أثر على القضية الفلسطينية وساهم في زيادة الغطرسة الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة على المواطنين في الضفة الغربية.
ولفت لردود فعل واشنطن وحكومة إسرائيل وغضبهما على اتفاق المصالحة الفلسطينية، مطالبا بوقفة عربية إسلامية لدعم موقف الأردن في رعاية المقدسات في القدس.
واعتبر رئيس جامعة العلوم الإسلامية عبد الناصر أبو البصل انعقاد المؤتمر فرصة لسماع أهلنا الصامدين بالقدس وتحسس آلامهم، وأعرب عن خشيته من ألا تستفيق أمتنا من الحروب والفتن إلا وقد تهدمت مباني الحرم القدسي.
بدوره أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل داود أن المسؤولية الأردنية تجاه الأقصى والقدس وقضية فلسطين عميقة لا يقطعها قرار سياسي بفك العلاقة القانونية والإدارية مع الضفة الغربية، وقال إن القدس كبوابة للحرب والسلام تبحث عمن يوقف العدوان.
أما وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش فقال إن سلطات الاحتلال رصدت أربعة مليارات دولار لاستكمال تهويد القدس، داعيا لدعم المدينة المقدسة في مواجهة الهجمة الصهيونية.
من جانبه رحب رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بالمصالحة الفلسطينية باعتبارها تدعم الصمود وتؤكد عروبة القدس، داعيا منظمة اليونسكو لتحمل مسؤولياتها ورفض الاعتداءات الإسرائيلية، وحث المسيحيين على الدفاع عن مقدساتهم.
وطالب رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة بموقف واضح وصريح لتقديم عمل مشترك يساند المقدسيين ويردع توحش المتطرفين الإسرائيليين.
وفي ختام حفل الافتتاح شاهد المشاركون عرضا مصورا حوى اعتداءات المحتل على المقدسات وتراث القدس واحتياجات أوقاف القدس والمقدسيين.
المقدسيون وسحب الهويات
وفي الجلسة المسائية الأولى، قال وزير الأوقاف الفلسطيني عدنان الحسيني إن سلطات الاحتلال سحبت بطاقات هوية 14 ألفا و500 عائلة مقدسية وإنه بموجب مخطط التنظيم الإسرائيلي يجب ألا يزيد عدد السكان العرب بالقدس عن 12% ونحن نمثل 36% حاليا.
وقال إن المقدسات تحتاج لوقفة قوية لدعم موقف المقدسيين في صمودهم وممارسة ضغوط على الولايات المتحدة والغرب ومنظمة اليونسكو لإيقاف الانتهاكات متسائلا "أليس بإمكاننا محاصرة إسرائيل ومقاطعتها ومعاقبتها؟"
بدوره تحدث رئيس مجلس الأوقاف في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب عن الصراع على هوية المدينة المقدسة، معتبرا ما يجري أخطر مرحلة خاصة عزل القدس عن محيطها، وقال إن 140 ألف مواطن فقدوا هويتهم المقدسية وأماكن عملهم جراء جدار العزل العنصري.
وقال إن هدف المطالبة الإسرائيلية بإلغاء الرعاية الأردنية وإغلاق دائرة الأوقاف هو السيطرة على 50% من العقارات وتقسيم المسجد الأقصى على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي بالخليل.
وطالب مفتي لبنان محمد رشيد قباني بتغيير أخلاقي للأجيال وتقديس القدس، في حين تساءل النائب البحريني عادل المعاودة "لو عاد صلاح الدين فمن أين يبدأ.. هل سيحتاج تأشيرة دخول؟
وفي حديث خاص للجزيرة نت قال رئيس الحركة العربية للتغيير النائب في الكتلة الموحدة والعربية للتغيير أحمد الطيبي "نحن الآتون من القدس والداخل نقف في مواجهة محاولات تهويد القدس والمسجد الأقصى ميدانيا سواء في باحات الأقصى أو لجان الكنيست التي تحاول تغيير الوضع القائم إما بنزع الرعاية الأردنية أو تقسيم أوقات الصلاة بين المسلمين واليهود".
فتوى يهودية
أما رئيس جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف داخل الخط الأخضر كامل ريان فطالب بتغيير آليات النضال والتفكير بطرق مستحدثة، لأن الأدوات المستعملة في الدفاع عن الأقصى حاليا أوصلتنا لنتائج فتحت شهية المستوطنين.
وقال للجزيرة نت إن هناك عاملين مهمين، أولهما أن الأقصى محمي من الله تعالى، والثاني فتوى يهودية يتبعها أكثر من 95% من حاخامات اليهود تحرم أن تطأ قدم اليهودي أرض الأقصى ما لم ينزل المسيح، محذرا من توجه لتغيير مضمون الفتوى.
بدوره يرى الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس عزت جرادات أن ما يواجهه الأقصى حاليا يجسد خطة تهويدية سريعة وكأن إسرائيل تسابق الزمن في استلابه وتقسيمه وإحكام السيطرة على السياحة الدينية. وطالب بوقفة عربية إسلامية مسيحية لمواجهة الاقتحامات المتواصلة، وبدعم المقدسيين اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا لإيجاد تنمية مستدامة.
المصدر : الجزيرة
أضف تعليق
قواعد المشاركة