الهجرة الصهيونية من وإلى فلسطين دوافع وأبعاد
رضوان الأخرس
كاتب وصحفي فلسطينيتمثل هجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين أصل المشكلة التي مازال يعاني الفلسطينيون منها ومن آثارها، ويعتقد البعض أن هذه الهجرة انتهت غير أنها مستمرة وإن كانت انخفضت بشكل ملحوظ وكبير جدا عن البدايات وحتى فترة التسعينيات إلا أنها ازدهرت نسبيا في آخر سنتين مع ارتفاع وتيرة الهجرة العكسية للصهاينة خصوصا بعد الحرب الأخيرة مع غزة صيف 2014 حيث قالت الإحصائيات: «إن %30 من الصهاينة يفكرون بالرحيل عن فلسطين بعدها لشعورهم بانعدام الأمن».
شكلت الهجرة العكسية للصهاينة من فلسطين تحديا للوكالة اليهودية التي تعمل على جلب يهود العالم إلى فلسطين، حيث تفيد البيانات المنشورة حول الأمر أن متوسط عدد اليهود الذين هاجروا من فلسطين لخارجها خلال الأعوام الأخيرة بلغ 20 ألف صهيوني سنويا كمتوسط، وغالبيتهم من الشباب أو المثقفين الذين باتوا يشعرون بأن الكيان لا يلبي طموحاتهم لغياب الاستقرار والأمان.
الأمر الذي دفع الوكالة اليهودية للعمل على مضاعفة جهودها من أجل جلب المزيد من اليهود حتى لا تتأثر التركيبة الديموغرافية لصالح الفلسطينيين، وقد بلغ تعداد اليهود الذين جلبتهم الوكالة في عام 2015 حوالي 30 ألف يهودي وهي أعلى نسبة منذ 13 عام، وفي غالبيتهم العظمى جاءوا بسبب ظروف اقتصادية أو اجتماعية صعبة عاشوها وتشير الدراسات إلى أن 15 إلى %20 منهم فقط يأتون بدوافع أيدلوجية وأن البقية تأتي طمعا في المغريات والامتيازات الاقتصادية التي يوفرها الكيان لهم ومنها المنح الدراسية والقروض بفوائد قليلة والإعفاءات الضريبية.. الخ.
غير أن نحو مليون يهودي من حملة الجنسية «الإسرائيلية» يستقرون خارج فلسطين، وتجد الوكالة اليهودية مشكلة في إقناعهم بالرجوع وبعض بعثات الوكالة التي ذهبت لإرجاعهم أو جلب غيرهم استقرت بالخارج وباتت لا ترغب بالعودة الأمر الذي دفع الوكالة لفتح الباب أمام أصحاب الديانات الأخرى شريطة تخليهم عن دياناتهم واعتناق اليهودية الأمر الذي أدى لتدفق عشرات الآلاف من الأفارقة إلى الاحتلال بطرق رسمية أو عبر التسلسل هربا من الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلدانهم ونتج عن ذلك مشكلات اجتماعية وعنصرية متزايدة، بشكل يزيد من هشاشة التركيبة الداخلية للكيان.
المصدر: العرب
أضف تعليق
قواعد المشاركة