غاز لبنان مقابل توطين الفلسطينيين

منذ 8 سنوات   شارك:

فراس الشوفي

صحفي لبناني

الغاز مقابل توطين الفلسطينيين، هي المعادلة الجديدة التي يهمس بها الغربيون للسماح للبنان باستخراج نفطه بالتوازي مع الحلّ الشامل في المنطقة، على حساب حقّ عودة الفلسطينيين إلى ديارهم. وفي ظلّ تقليص الأونروا لخدماتها تمهيداً لإنهاء دورها، يحقّ للفلسطينيين واللبنانيين أن يصدّقوا «المؤامرة»!

«ما بدنا سكّر وطحين، بدنا نرجع لفلسطين»... يصدح صوت الآتين من المخيّمات الفلسطينية في بيروت والجنوب والشمال أمام المقرّ الرئيسي لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ــ الأونروا» في بئر حسن. الاعتصام أمام مكاتب المنظمة بات طقساً يومياً لآلاف من فلسطينيي مخيّمات لبنان.

نقاشات داخل الكونغرس وسعي لاصدار قرار بوقف تمويل الأونروا وإلغائها

لا تحسم الجهات المعنية أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل غياب الاحصاءات الدقيقة، إذ تشير أرقام الأمن العام اللبناني إلى وجود 550 ألف فلسطيني مسجّل في لبنان، بينما أشار آخر إحصاء للأونروا إلى وجود 288 ألف فلسطيني، والمسجّلون على لوائح الوكالة حوالى 440 ألفاً.

وقد تبدو أسباب الأونروا لتقليص الخدمات منطقية. لكن من حقّ الفلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم في الماضي ويقتلعون الآن من مخيّمات الشتات، أن يقتنعوا بنظرية «المؤامرة» التي تحاك ضدّ حقّ العودة، في ظلّ التحولات التي تحصل في الإقليم، والحديث عن التسويات والحلول «الشاملة». وتؤكد مصادر معنية، نقلاً عن مسؤول أميركي بارز في الملفّ الفلسطيني، في وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن أمام الفلسطينيين في لبنان أربعة مسارات من ضمن حلّ الدولتين: جزء قليل منهم سيعود إلى داخل فلسطين المحتلة، جزء قليل آخر إلى الضفة الغربية، جزء كبيرٌ تستوعبه الدول الأوروبية وكندا، وجزء أخير يجري توطينه في لبنان! أكثر من ذلك، تؤكد مصادر فلسطينية «أمنية» أن «الغربيين أبلغوا أكثر من جهة لبنانية أن لبنان لن يستطيع استخراج الغاز من دون إنهاء ملفّ اللجوء الفلسطيني وتوطين جزء من الفلسطينيين، ومن بين هذه الشخصيات الرئيس أمين الجميّل ووزراء في التيار الوطني الحر»!

بين الأونروا ومفوضية اللاجئين

كثر الحديث في المرحلة الماضية عن نقاشات داخل الكونغرس الأميركي وسعي لإصدار قرار بوقف تمويل الأونروا وإلغائها، مع نيّة الدول المساهمة تحويل اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ودفع تعويضات لعدد من اللاجئين الفلسطينيين ومن اليهود الذين تركوا الدول العربية واستوطنوا في فلسطين. ويؤكد أكثر من مصدر فلسطيني أن عروضاً يتلقاها لبنان لأخذ بدلات مالية لتحويل دور الأونروا إلى الدولة اللبنانية، على غرار ما يحصل في مؤتمر «دعم سوريا والمنطقة» في لندن، رغم أن المدير العام للوكالة الدولية في لبنان الألماني ماثيوس شمالي ينفي أن «يكون أحد بوارد نقل اللاجئين من الأونروا إلى المفوضية السامية، لأنه ببساطة لا تشابه بين نوعي اللجوء»، فيما يشدد الوزير السابق، رئيس لجنة الحوار اللبناني ــ الفلسطيني، حسن منيمنة على أن «إحالة اللاجئين على الدولة اللبنانية أمر غير وارد، والدولة لن تقبل به تحت أي ظرف. فاللاجئون الفلسطينيون هم مسؤولية المجتمع الدولي، والحل الوحيد هو بعودتهم إلى أرضهم».

وفيما لم توفّق «الأخبار» في الحصول على موقف من السلطة الفلسطينية أو حركة فتح بعد اتصالات عدة بالسفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سرّ حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، أكّد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أن «ما يحصل هو مقدّمة لإنهاء الأونروا من قبل الدول المانحة بهدف الضغط على الفلسطينيين وشطب حقّ العودة». وكرّر ممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة الموقف نفسه في اتصال مع «الأخبار». وقال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال إن «الحديث عن وقف تمويل الاونروا يتكرر كل عام في الكونغرس، ربّما اقترب الوقت الآن لإنهاء الغربيين حقّ العودة خدمةً لإسرائيل»، مضيفاً أن «السكوت عن الأونروا هو تخلٍ عن قضية اللاجئين».

وبدا لافتاً الدور الذي تلعبه حركة حماس في تنظيم التظاهرات في المخيّمات، لا سيّما مخيمات الجنوب. ففيما يشير أكثر من مصدر أهلي إلى أن «التحركات الشعبية بدأت تحصل في المخيمات بطريقة عفوية، إلّا أن حماس سارعت إلى احتوائها وقيادتها كي لا تخرج عن السيطرة، فيما حاولت حركة فتح إنهاءها»، يؤكّد الرفاعي وبركة أن التحركات ستستمر، مع التلويح بالتظاهر جنوباً على مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة.

مدير الأونروا: قد لا نستطيع الاستمرار والمطلوب حل للقضية الفلسطينية

لا يجزم المدير العام للوكالة الدولية في لبنان الألماني ماثيوس شمالي، في مقابلة مع «الأخبار»، بعدم وجود فساد، إلّا أنه يوضح أن «80% من موازنة الأونروا تصرف كرواتب، ما يقلّص إمكانية وجود فساد إلى الحدود الدنيا»، مشيراً إلى «أننا نحاول ضبط الأمور قدر المستطاع، لكن جسم المنظّمة كبير جدّاً». ويلفت إلى «أننا لم نقطع أي مساعدات، ولدينا 27 عيادة عاملة، لكن الميزانية هي نفسها بينما تزداد الأعداد والحاجات. فقد نزح إلى لبنان 42 ألف فلسطيني من سوريا لم تكن تتكلّف الوكالة عليهم شيئاً في السابق بسبب مجانية التعليم والطبابة هناك، فيما ولد في غزة 8 آلاف مولود جديد. العام الماضي كان ينقصنا 80 مليون دولار، وفي أيلول كنا أمام خيارين: إما أن نتوقف عن التعليم أو نوقف جزءاً منه أو نؤخره، وخيّرنا المانحين بعد رفضهم دفع مبالغ إضافية بين أن نجد مانحين جدداً، أو أن نبحث عن طرق لتوزيع الموازنة. وحصل ضغط في المخيمات من الأهالي، والضغط دفع الدول العربية إلى دفع مبلغ 49 مليوناً». ويختم ماثيوس: «لا إرادة سياسية لحلّ الأزمة الفلسطينية. وإذا كانت الدول حريصة على الأونروا، فعليها إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية... لدينا مخاوف من أننا لن نستطيع الاستمرار مستقبلاً مع ازدياد الحاجات والأعداد».

 

 

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.