"عزيزة" حُرِِمتْ من التعليم.. فتحدّت واستحقّت "سفيرة العمل الاجتماعي" بغزة
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية
غزة- 3-12-2018
«زوّجني أهلي في السادسة عشرة، وأرغموني أن أترك المدرسة، شعرتُ أنّي سُحبتُ دون إرادةٍ مني، إلى تجربةٍ لا تتناسبُ وأحلامي».. كلماتٌ تصف تجربة الريادية الفلسطينية عزيزة سالم أبو عمرة، تلك المكافحة التي تحدّت المجتمع والعقبات التي واجهتها كونها أنثى، لتصل إلى أحلامها..
عزيزة الخمسينية التي تقطن في قطاع غزة، لم تستسلم للواقع الذي فُرض عليها، بل أرادت أن تُكافح لأجل حلمها، فأخذت تذهب إلى المدرسة سّراً عن والدها، تقطع عدّة كيلومترات يومياً لأجل ذلك الحلم.
لكن، ذات يوم قرّر والدها عقد زواجها من ابن عمها وهي إبنة 16عاماً، إلاّ أنّ اعتقال زوجها قبل أسبوعٍ من زواجهما، لم يجعل لليأس طريقاً إلى قلبها، بل أرادت أن تُكمل تعليمها فالتحقت بالصف الثاني ثانوي، كذلك سرّاً..
تقول عزيزة لشبكة العودة الإخبارية «صادفتُ ورشة عملٍ لإحدى الجمعيات التي تُديرها جارتنا، كان المُحاضر يتحدث فيها عن الزواج المبكر ومخاطره، بدأتُ أفهم.. انطلقتُ بعدها لأوعّي نفسي أكثر، استعنتُ بكتبٍ كثيرةٍ، وفي كل وقتٍ كان شعورُ "سأنقذ نفسي" حاضرًا بقوةٍ داخلي».
كانت عزيزة في كلّ مرة تزور فيها أماكن عمل كثيرة، تحلمُ أن تكون جزءًا منها. لترجع بعد سنواتٍ إليها وتتقلّد مناصب إدارية في بعضها!
فرغم أنّها لم تكن من حملة الشهادات الجامعية، والتخصصات المميزة، إلاّ أنّ تميّزها كان في خطوتها الجريئة بتحدي العادات واستكمال تعليمها سرّاً، وبقراءتها الدائمة، والتحاقها بدوراتٍ عديدة، وحضورها المؤتمرات والندوات في عدة مؤسسات.
عزيزة التي وقفت بقوّتها تواجه تقاليد مجتمعها وتتحداه لتُكمل تعليمها، باتت اليوم عضوةً في مجالس إدارة بعض المؤسسات في غزة، فقد تعلّمت مهاراتٍ كثيرة كالاتصال والتواصل، كتابة التقارير الإدارية للمؤسسات، وغيرها.. لتُلقَّب في مدينتها غزة بلقب "سفيرة العمل الاجتماعي".