مجسماتٌ فنية من صدفٍ وقشّ بأيدي فلسطيني من "الجليل" ببعلبك
هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية- بعلبك
ليس أعجوبةً أو خيالاً أن يتمّ تحويل القشّ والصدف والأعواد إلى مجسّماتٍ فنيةٍ تروي قصصاً جميلةً إبداعية، يصبّ فيها الفنان خياله ومشاعره بألوانٍ وأدواتٍ يأتي بها من الطبيعة ومن الشاطئ وكلّ مكانٍ ينبض بالحياة..
طارق عطور (20 عاماً) من مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في مدينة بعلبك اللبنانية، برَعَ في ذلك الفنّ البسيط بأدواته والدقيق دقةً متناهيةً في إنجازه.. فبإتقانٍ كبير يجمع طارق أدواته لتكون مجسّماتٍ متنوعةٍ تعبّر عن أحلامٍ وإبداعٍ قيّده ذلك الواقع الغير مبرّر؛ المفروض على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ سنوات اللجوء الأولى.
ورغم أنّ طارق قد توقّف عن الدراسة منذ أن كان في الصف الثامن من المرحلة المتوسطة لأسبابٍ شخصية، إلاّ أنّ موهبته تلك جعلته مبدعاً في مجالٍ لا يُتقنه إلاّ القليل، حيث اكتشف طارق تلك القدرة الفنية التي يمتلكها قبل أشهرٍ قليلة، عبر جمعيةٍ في مدينة بعلبك.
ويقول طارق لشبكة العودة الإخبارية «لم أكن أعرف أنني أمتلك موهبةً فنيةً في صنع المجسمات من أدواتٍ بسيطة، كنتُ طوال حياتي أعشق الأشغال اليدوية، وأشاهد الكثير من الصور ومقاطع الفيديوهات لأشخاصٍ برعوا في الرسم والمجسمات والأشغال، لكنني لم أتوقع أن أكون في يومٍ من الأيام منهم.. وكلّ ذلك كان بفضل "جمعية نواة للتضامن الاجتماعي" التي دعمتني ووقفت الى جانبي لأنمّي موهبتي، خاصةً أستاذي جمال العلي، وثقته الكبيرة بقدراتي».
ولا يملّ طارق من إعداد المجسمات بإتقان مستخدماً الصدف والقشّ والأعواد، فإعجابه بهذا الفن وشغفه به قد زاد بعد نجاحه في تجربته الأولى، حيث يتناول طارق في أعماله الحضارات والأديان، والوطن.
وقبل أسابيع قليلة شارك طارق في أوّل معرضٍ له في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع، قدّم خلاله مجسماتٍ عمل عليها لأيامٍ طويلة لتلقى إعجاب الناس.
ويشير طارق إلى أنّه يطمح لأن يكون فناناً فلسطينياً معروفاً محلياً وعربياً، وتكون رسالته للعالم أنّ فلسطين ولاّدةً للشهداء والأبطال والفنانين والمبدعين بكافة المجالات.