في غزة «هيثم الحفني» يحلّق باختراعاته في فضاء التكنولوجيا والإلكترونيات
تقرير شبكة العودة الإخبارية- غزة
كان في الصف السادس الابتدائي حين طرح مُدرّس العلوم على الطلاب تجربة الميكروسكوب.. أخذ الطلاب واحداً تلو الآخر يرون العيّنة، ولمّا حان دوره انتهت الحصة، فلم يشاهد تلك العينة!
ومنذ ذلك اليوم زرعت تلك اللحظة فضولاً كبيراً داخل المهندس هيثم الحفني (29 عاماً) من قطاع غزة، ليعرف عن الميكروسكوب أكثر. فقام بصنع واحدٍ في المنزل من أدواتٍ بسيطة، ليبدأ معها اهتمامه بالضوء والبصريات.
يقول هيثم لشبكة العودة الإخبارية «في الإعدادية صنعتُ تليسكوباً بسيطاً وطوّرته، كانت تلك المرة الأولى التي تُحلّق فيها عينّي على مشهد كواكب الزهرة والمشتري وأقماره الأربعة والمريخ وزحل، والأقمار الصناعية وقت الغروب، كان أثر رؤية هذا الجمال على قلبي كالسحر وأكثر».
ففي تلك اللحظة كل الذي كان يقرأه هيثم في الكتب أصبح واقعاً أمام عينيه، يتفحّصه متى شاء، ويغوص في تفاصيل ذلك الفضاء الواسع علّه يهرب من سجن الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على غزة منذ ما يزيد عن 11 عام.
ذلك الشغف والنجاح الذي بذله هيثم في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات دفع بمدرّسيه في الثانوية قبل سنوات لترشيحه للمشاركة في منتدى العلماء الصغار، حيث طوّر خلاله خلايا شمسية، وأنتج حذاءاً يولّد طاقةً كهربائيةً أثناء السير تُستغل في شحن الهاتف النقال.
ومع تخرّجه من الثانوية العامة، التحق هيثم بتخصص هندسة الإلكترونيات في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بقطاع غزة، لتأخذ رحلة الإبداع في الجامعة بعداً أكبر... حيث عمل هيثم مع زميلين له في الكلية على مشروع تخرجهم والذي كانت فكرته حينها روبوتاً يبحث عن حريقٍ في متاهةٍ ليقوم بإطفائه معتمداً على ذاته بالإضافة إلى جهاز تحكمٍ للتوجيه الأوليّ للروبوت، مع كاميرا وجهاز صوتي يعملان لاسلكياً.
ويضيف المهندس الفلسطيني لشبكتنا «بعد تخرجي من الجامعة صنعتُ ميكروسكوب ثلاثي الأبعاد، وجهاز تحليل الأطياف للمواد، وجهازاً لتحليل الغازات في الجو، وجهازاً لقياس منسوب الأمطار السنوي، وطورتُ جهازًا للعرض التفاعلي... وفي وسعي صنع المزيد من الابتكارات فيما لو أُتيح لي ولغيري من الشباب الدعم المالي لنستطيع أن نقدّم الكثير لبلدنا في المجال العلمي».