ايها اللاجئون.. خططوا للعودة والبناء

منذ 10 سنوات   شارك:

احمد حسين

مدير التنفيذي لمجموعة العمل من اجل فلسطينيي سورية

ويحدث أن أضطر للخروج من بيتي في منتصف الليل..

ليس من الطبيعي، على الأقل بالنّسبة لي، أن أرى كلّ هذا الاهتمام من طرف الحكومة التركيّة بفتح الطرقات وإزالة الثلوج عنها واستنفار كافة آلياتها حتى في منتصف الليل، يقول المسؤولون الأتراك لشعبهم أننا نتعهد بإبقاء الطريق سالكةً إلى أقرب مشفى وسوبر ماركت مهما كانت الظروف.

لقد نشرت بلديات اسطنبول المئات من كاسحات الثلوج قبل أن تهطل أساساً، انتابتني موجةٌ من الضّحك وأنا أعدُّ العشرات منها في طريقي، تقف بأضوائها التحذيريّة منتظرةً في قلب المناطق السكنية وعلى الطرقات الرئيسية والفرعية والمهجورة على حدّ سواء، وفوق الجسور وفي الانفاق تجدها حتى أنني رأيت أحدها تقف "مَطرحْ ما ضَيَّع القردْ إبنه" تخيلوا!

في بلداننا العربيّة لطالما تعوّدنا أن نستجدي هذه الخدمات، لا بل إننا لا نفكّر في استجدائها إلا بعد وقوع الكارثة، فاستباق التفكير بهذه الاحتمالات لم يكن وارداً، ومنطق الاحتياط المبكّر يُعدّ ترفاً لا يشغل بالنا.
حين فاض السيل على ذلك المخيم قبل أعوامٍ لم أر شرطة نجدة ولا دفاع مدني بل سمعت مآذن المساجد تنادي على أهالنخوة أن يهبوا لإنقاذ الحيّ الذي يقع في طريق السّيل العارم، وحين اجتاحت المياه المنازل ودخلت بأوحالها لتغطي متراً ونصف المتر من ارتفاع جدرانها غابت شركة الكهرباء وتدخلت العناية الإلهية في الوقت المناسب وعطلت التيار الكهربائي قبل أن تصل المياه للمقابس الكهربائية وتتسبب بكارثةٍ أخرى.
وحين سقط ذلك الطفل من يد والده في الماء وسحبه التيار لم نر إلا معاول ابناء الحيّ تبحث عنه تحت طبقات الطمي لتجده وتبكيه بصمتٍ ثم تواريه الثرى وتطوي الصفحة بهدوء!

لماذا؟ هل تختلف قيمة الإنسان من مكانٍ لآخر؟ أم هي قلّة الإمكانات؟ أم هو الفساد؟ أيّاً كانت الإجابة أريد أن أوجّه رسالتي إلى إخواني في منافيهم الجديدة، أوروبا ليست مستقرّنا النهائي كما تعلمون، بل هي إحدى محطات اللجوء على طريق العودة إلى سورية ثم إلى فلسطين، لا خير فينا إن لم نسخّر هذه التجربة لخدمة بلادنا، إعملوا أيها الشباب وتعلّموا واكتسبوا الخبرات والمعارف على نيّة الإفادة بها، وتحضّروا من الآن لمرحلة إعادة البناء والنهوض بالأوطان من تحت الرّكام، إعمارها بأفضل ما يمكن عبر الاستفادة من التجارب والأنظمة الناجحة حول العالم. 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!

في أزقّةِ مخيّمِ شاتيلا، حيثُ تختلطُ رائحةُ الأرضِ المبتلّةِ بدموعِ المنفى، وحيثُ تروي الجدرانُ قصصاً عن اللجوءِ والمقاومةِ، سكنت … تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون