النوم والطعام عورتان فاستروهما
سمية مصطفى علي
كاتبةقبل الحـــ.ـــرب كنت أفهمها من منظور الرخاء، مثلاً أتعجب من فتاةٍ تأكل في مكان مفتوح وسط الشباب!!!
لا أحب نشر صور الطعام والشراب والفسح وخصوصيات البيت على وسائل التواصل.... أعتبرها عورة ولا بد من سترها، وقد يكون من ناحية الحسد والعين أيضاً.
أما اليوم وفي الحــ.ــرب أيقنتُ كيف يهذبنا المصطفى ويرأف بنا وبقلوبنا، هو يعلم أنه كم من البشر ستهنأ بالطعام وجيرانها تشتهي لقمة الخبز فنهى عن ذلك حين قال في الحديث الشريف "ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم"
فكيف بمن يأكل أنواعا شتى من الطعام ويتباهى بها ويفوح عبيرها بين عامة الناس المحاصرين المجوَّعين ولا يُطعمهم، فلا هو أبقى نفسه في دائرة الإيمان ولا هو ستر عورة الطعام.
ألا يخشى على نفسه وأولاده من جائعٍ لا يجد ما يسد به جوعه وجوعَ أطفاله؟!!
هذا بالنسبة للطعام، وهذه رسالتي لتجار الـــ.ـــحرب مصاصي الدماء أن اتقوا الله في أبناء جلدتكم وكونوا عوناً لهم وأطعموهم وأطفالَهم، فإن لم تستطيعوا ذلك فاستروا طعامكم ولا تتفاخروا به أمام من كنتم عوناً في حرمانهم.
حتى النوم كان عورة وعلينا سترها..... فهمته حق الفهم حين رأيت أصحاب العز وقد باتوا في خيامٍ على قارعة الطريق..... ويزداد الأمر صعوبةً على الواحد منهم حينما تكون خيمته في ظل منزلٍ جميلٍ حفظه الله لصاحبه ولم تطلْه نيــ.ــران الحــ.ــرب... كلما أخرج رأسه من باب الخيمة رآه فيتحسر على نفسه ويبكي شوقاً لفراشه وسريره وحمامه.
فلنتقِ الله في أنفسنا ونتذكر دوماً أن دوام الحال من المحال
ستدور الأيام بيننا كما بدأت تدور على تل أبيب ، فلنحذر من دورانها ونتقِ الله حتى يرحمنا ويكشف عنا البلاء ويفرج كربنا.
أما جيراننا من العرب فأنفقوا ما شئتم وكيفما شئتم فكوكبنا غير كوكبكم.... لنا عالمنا ولكم عالمكم.
أضف تعليق
قواعد المشاركة