نافع محمد: من القامشلي إِلى فلسطين.. حكايةُ عشقٍ لا تنتهِي!

منذ 9 أشهر   شارك:

محمود كلّم

كاتب فلسطيني

في عالمٍ تزدحم فيه الشعوبُ والجنسياتُ، وتتنوعُ الثقافاتُ وتتشابكُ الهوياتُ، يظلُّ العشقُ لفلسطين شعوراً فريداً يتجاوزُ الحدودَ الجغرافيةَ والعرقيةَ. وبينما يسيرُ الزمانُ وتتداخلُ قصصُ التاريخِ، يبقى نافع محمد، الكرديُّ الأصل، واحداً من أولئك الذين تجسَّدَ فيهم العشقُ لفلسطين بمعنىً عميقٍ لا يعترفُ بالمسافاتِ. هو الإنسانُ الذي جمعَ بين قلبين؛ قلبٍ ينبضُ بحبِّ فلسطين، وآخرَ يحملُ عبقَ الأرضِ الكرديةِ.

في نافع محمد نجدُ أنَّ الحبَّ الحقيقيَّ لا تحدِّده الهويةُ أو اللغةُ، بل تؤكده الأفعالُ الصادقةُ التي تثبتُ أنَّ الوطنَ الحقيقيَّ هو الذي ينبضُ بالوفاءِ، والإخلاصِ، والإنسانيةِ. إنه شهادةٌ حيَّةٌ على أنَّ العشقَ لا يعرفُ حدوداً، وأنَّ التضحيةَ من أجلِ المبدأ لا تحدُّها الجغرافيا.

في زوايا القامشلي، تلك المدينة التي تحتضنُ تنوُّعاً ثقافيّاً فريداً، وُلِدَ نافع محمد، فكان اسمه "نافعاً" على مسمّاه، نافعاً لكلِّ من عرفه. في عينيه ترى بريقَ عشقٍ لفلسطين وشعبها، وكأنَّهما مرآةٌ تعكسان حُبَّه العميقَ لتلك الأرضِ المباركة.

نافع محمد، الكرديُّ الأصيل، يحملُ في قلبه طيبةَ أهل الأرض، فتجده كريماً، شهماً، شجاعاً، وفيّاً. تتجسَّدُ في شخصيته صفاتُ الأبطال؛ فهو الهادئُ الصامتُ الطيِّبُ القلب، الذي يعكسُ بسلوكه نقاءَ نيَّته.

في شجاعته نرى أثرَ صلاح الدين الأيوبي، القائد الكرديَّ الذي حرَّر القدس، وكأنَّ شجاعةَ نافع امتدادٌ لتلك البطولةِ التاريخية.

وفي فصاحته نجدُ أثرَ الشاعرِ الكرديِّ أحمد شوقي، فكأنَّ الكلماتِ تنسابُ من لسانه عذوبةً وحكمة.

نافع محمد ليس مجرَّدَ شخصٍ نعرفه، بل هو رمزٌ للوفاءِ والإخلاصِ، يجمعُ بين ثقافتين، ويُجسِّدُ أسمى معاني الإنسانية.

معرفته فخرٌ واعتزازٌ لنا، فهو الجسرُ الذي يربطُ بين القلوب، والنورُ الذي يُضيءُ دروبَ المحبَّةِ والتآخي.

في شخصيته نجدُ الجناسَ بين الكرمِ والكرامة، والطباقَ بين الصمتِ والفَصَاحةِ. هو الكرديُّ الذي يعشقُ فلسطين، والفلسطينيُّ في روحه الكردية. هو نافعٌ في اسمه وفعله، ومحمدٌ في أخلاقه وصفاته.

سلامٌ على نافع محمد، الذي علَّمنا أنَّ الحبَّ يتجاوزُ الحدود، وأنَّ الإخلاصَ لا يعرفُ لوناً أو عرقاً. سلامٌ على من جعلَ من قلبه وطناً لكلِّ محبٍّ للخير، وجسَّدَ بأفعاله أسمى معاني الإنسانية.

إنَّ نافع محمد ليس مجرد اسمٍ عابر، بل هو قصةُ عشقٍ لفلسطين تُروى بأفعالٍ صادقةٍ ومواقفَ نبيلة. هو مثالٌ حيٌّ على أنَّ الانتماء لا تحدُّه الجغرافيا، وأنَّ المحبةَ الحقيقيةَ تتجسَّدُ في الإخلاصِ والتضحيةِ. في شخصيته تلتقي معاني الوفاء والنخوة والإنسانية، ليصبح رمزاً يُحتذى به في زمنٍ تاهت فيه القيم.

سلامٌ على نافع محمد، وعلى كلِّ قلبٍ ينبضُ حبّاً لفلسطين، ويؤمنُ بأنَّ العدالةَ والحقَّ لا يعترفانِ بالحدود. سيظلُّ اسمه شاهداً على أنَّ العشقَ للأوطانِ لا يُقاسُ بالهُويَّات، بل بما يقدِّمه الإنسانُ من حبٍّ وإخلاصٍ وعطاء.



مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزّة تحت العاصفةِ… وحدها في مُواجهةِ البردِ والموتِ

في ليلة أخرى من ليالي الشتاء القاسية، لم تكن غزة تنتظر المطر كنعمة، بل كفاجعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الألم التي لا تنتهي. العواصف ا… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون