صقرٌ مِنَ بيريّا

محمود كلّم

كاتب فلسطيني

شخصية وطنية فلسطينية، ورمزٌ من رموز الشعب الفلسطيني في مخيم شاتيلا. ترك فرحات سليم فرحات بصمة لا تُنسى في قلوب من عرفوه وأحبوه، وستظل ذكراه حيّةً بيننا بما قدّمه من مواقف جريئة، وتميّز بوعيه السياسي والاجتماعي.

ساهم في عدد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز ورفع الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية داخل المخيم. حظيّ باحترام واسع في الأوساط الوطنية وبين النشطاء، وترك بصمة واضحة في مسيرة النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.

كان يتمتع بسمعة طيبة بين محبيه وعامة الناس داخل المخيم، حيث تم تقديره كقامة وطنية بفضل تفانيه وشجاعته في مواجهة وتحدي التنظيمات والجمعيات الفاسدة والمفسدة داخل المخيم والمسماة زوراً فلسطينية.

ولأنه رجل شجاع وأمين وصادق، حارب الفساد بضراوة.

ظلّ حلم العودة طيفاً يراوده في الصحو وفي النوم، وحنيناً يكابده، ونشيجاً يقطّع أوصاله، وعطشاً ليس من ريٍ له، فترجّل عن فرسه يوم الجمعة (1-11-2024) ووري جسده في تراب مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية، دوار شاتيلا، وترك وراءه هذا الكمّ القاتل من الحنين المشتعل والعودة التي لم تتحقّق إلى بلدته بيريّا في قضاء صفد شمال فلسطين.

أبا وسيم وداعاً، فالكلُّ يأتونَ بعدك، وما هي إلاّ فترةُ انتظارٍ بسيطة.

مقالات متعلّقة