أزمة التمثيل الفلسطيني!
رضوان الأخرس
كاتب وصحفي فلسطينيتكاد تكون أزمة التمثيل الفلسطيني أم الأزمات التي يعيشها البيت الداخلي الفلسطيني، وقد ساهمت في التأسيس للانقسام وتعميقه، فعندما فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة، واجهت الكثير من العقبات داخلياً وخارجياً تمثلت غالبيتها بإشكالية الاعتراف بها ممثلاً للشعب الفلسطيني، ونتج عن ذلك اضطرابات، ومع عوامل أخرى وصلنا لانقسام شديد يستمر منذ عشر سنوات.
في حين ترى حركة فتح أن منظمة التحرير ومؤسسات السلطة في الخارج والداخل هي «تركة» تنظيمية لا هيئات وطنية، ترى حماس أيضاً أنها الأحق بتمثيل الفلسطينيين وإدارة مؤسساتهم، لأنها فازت بآخر انتخابات عامة، وفعلياً يغلب الطابع الفصائلي على نمط الإدارة والحكم في فلسطين والتمييز تعمق لما هو أبعد من الفصائلية، حيث وصلت إلى الجغرافيا ما بين غزة والضفة، حيث باتت السلطة ترى نفسها غير مسؤولة عن القطاع، وتتخلى عن التزاماتها بالتدريج، الأمر الذي يعمق الشرخ.
ليس الفلسطينيون داخل غزة وحدهم من يعاني من مشاكل التمثيل، فحتى الفلسطينيون في الخارج لا يشعرون بوجود ممثلين لهم يتبنون قضاياهم وهمومهم ومشاكلهم، خصوصاً اللاجئين في سوريا ولبنان والعراق والأردن وغيرهم، ولا يشعرون بوجود حكومة أو سلطة فلسطينية تهتم بأوضاعهم المختلفة وتعمل لأجلهم، ويكفي أن أكثر من نصف الشعب لاجئ، ولا يوجد وزارة واحدة تهتم بأمرهم وشؤونهم.
لا أقول المشكلة في الأحزاب، لكن المشكلة في الحزبية وعدم الإيمان بالتعدد داخل المجتمع الفلسطيني، حيث إننا نقف أمام موجة جديدة وخانقة من الاستقطاب نتيجة أزمات غزة المفتعلة، وأعتقد أن أهم خطوة للخروج من حالة الاستقطاب الفلسطيني هي توحيد مؤسسات السلطة والحكم تحت تمثيل واحد يُجمع عليه غالبية الفلسطينيين، خصوصاً وقد انتهت الدورة القانونية للمجلس التشريعي ورئاسة السلطة منذ سنوات.
لذلك أرى أن تكون هناك انتخابات شاملة لكافة المؤسسات الفلسطينية من تشريعي ورئاسة ومجلس وطني تشمل الفلسطينيين كافة داخل وخارج فلسطين، وهذه خطوة ستذوب أمامها معظم الاستقطابات والانقسامات، لأن الشعب هو من سيختار، وهو من سيدافع عن خياره، ولا أعتقد أنه يوجد مناص من ذلك، وإلا فإننا سنبقى ندور في دوامة مفرغة من التيه.
المصدر: صحيفة العرب
أضف تعليق
قواعد المشاركة