لماذا يفوز الكُتاب الفلسطينيين بالجوائز..؟

منذ 9 سنوات   شارك:

هاني السالمي- أمد

في كل لحظة أدبية يشرق علينا صوتا فلسطيني يطل من نافذة المنافسات الادبية، مؤخرا فاز الكاتب مازن معروف بجائزة الملتقى الكويتي بالقصة القصيرة، هذا امتداد مشرف للثقافة الفلسطينية دوليا ومحليا، والكثير من الاسماء الفلسطينية فازت ورشحت لجوائز عالمية، منها ربعي المدهون، عاطف أبو سيف، محمود درويش، غسان زقطان، زياد خداش، مايا أبو الحيات، أسماء الغول، يحيى يخلف وابراهيم نصرالله ، والكثير من الأسماء، فلسطين لم تكن كيانا جغرافيا ومكانيا فقط بل كانت مصدر الهام لكثير من الأدباء والشعراء الفلسطينيين نتيجة الأحداث المأساوية والهزات العنيفة التي ضربت فلسطين والتي دفعت الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني أن ينسجوا من أحداثه روايات وقصص وقصائد كانت تأخذ الطابع الوطني كردة فعل ثقافية نحو أحداث مفصلية هددت فلسطين في حاضرها ومستقبلها وعلى رأس الأحداث المشروع الصهيوني الذي يأخذ بالنمو على أعين الفلسطينيين.

فالأدب الفلسطيني تطور على أربع مراحل من بداية نهضة الأدب الفلسطيني حتى 1948 والمرحلة الثانية كانت من 1948 إلى 1967 أما المرحلة الثالثة ابتدأت من 1967 إلى 1987 واستمرت إلى انتفاضة الأقصى لتصل المرحلة الرابعة.

تأثر الأدب الفلسطيني بعدة عوامل اجتماعية وسياسية وبالأخص تأثره بنكبة فلسطين 1948 نتيجة التهجير القسري وتنكيل العدو وذبح الشعب الفلسطيني واستيلاء على بيوتهم وكان له اثر واضح على أدباء فلسطين ليشكل وعيا جديدا بضرورة إعادة النظر في الأشياء وعدم التعامل معها كمسلمات فكان الطابع الأساسي للأدب الفلسطيني هو أدب المقاومة نتيجة معاناة الشعب الفلسطيني من احتلال واغتراب واسر وقسوة العيش فالذي ولد في الشتات ولد ومعه مفتاح بيته المسلوب وخيمته في العراء, فعبر الأدباء عن هذا الأدب عن إيمان راسخ للدفاع عن قضية وطنهم بأسلوب شعر ورواية وقصة وخاطرة من اجل الحصول على الحقوق المغتصبة فحرارة أحداث فلسطين أنتجت المبدعين ليعبروا عن شجونهم وشجون أوطانهم. ناهيك عن أدب اللجوء والعودة لم يتوانى هذا الأدب عن شرح أبعاد المعاناة فكان الهدف هو استنهاض الهمم الفلسطينية والعربية والعمل على كسب تعاطف العالم وتأييده وتحريض الجميع ضد الأعمال الوحشية.

ما يميز أدب العودة هو امتزاجه بالألم والأمل في معادلة أن الفلسطيني سيظل يعاني من محاولة موازنة أحداثه حتى يتحقق العودة فالذي يميز الأدب الفلسطيني هو ارتباطه المكاني والتصوير في الذاكرة بسبب تاريخ فلسطين المليء بماسي متوالية.

من أروع الأدب الفلسطيني هو أدب السجون فهو أدب إنساني ولد في عتمة وظلام الأقبية والزنازين وخلف القضبان الحديدية وخرج من رحم الوجع اليومي والقهر الذاتي والمعبر عن حرارة التعذيب وآلام التنكيل وهموم الأسير وتوقه لنور الحرية وخيوط الشمس وأدب السجون يولد حياة جديدة للأسير نتيجة معرفته لأشياء قيمة بمزيد من الوعي والبصيرة فلم يكن السجن قتل للهوايات بل العكس كان لإنتاج إبداع مقاوم.

أما النوع الآخر من الأدب الفلسطيني هو أدب المنفى فالكثير من المهجرين استلهموا من تهجيرهم أدبا وشعرا وروايات وأبجديات للتعبير عن حالة الضياع والقلق واليأس فالمنفى هو حالة انقسام داخلي حيث يبدي الفلسطيني عدم انصهاره في مجتمعه الجديد ويعاني من سوء التكيف وفقدان الأمل فيظل ينزف نتيجة منفييه من موطنه الأصلي. فالذي يميز هذا الأدب هو الحنين إلى الوطن وذكر مآثر الوطن والبكاء على فراق الأحبة وما يميزه هو زيادة التحامه بوطنه. فالأدب يحفظ ذاكرة الأمة وسلاح ضد السياسة الإسرائيلية ورسالة للجميع بأنه سيحل محل كبارنا الذين يرحلون وربما ترحل ولكن كلماتنا لا تزال تقاوم!!!وهنا السؤال لماذا المشهد الفلسطيني الأدبي متواجد دائما بالمنافسات العربية والدولية... قد تكون الإجابة على عدة نقاط. 

1. الإرث الثقافي في فلسطين لم ينقطع، في كل المجالات، فقد كانت من الأوائل في ريادة الأدب في مجالاته من رواية وقصة وشعر ومقالات أبية وفن وسينما وتصوير، ومسرحٍ وقد برز كتاب في قبل النكبة وتركوا أثرا واضحا في المشهد..

2. الثورة الفلسطينية التي قدمت كل أنواع المقامة بعد النكبة، برز مبدعين كبار في المجالات الأدبية، منهم محمود درويش، غسان كنافي. 

3. طبيعة فلسطين الجغرافي كان لها اثر في تنوع اللغة حيث يقال عن فلسطين مسرح جغرافي متنوع المناخ ما بين الجبل والبحر والسهول والنهر الذي اثر في تنوع الأدب وإبداعه.

4. استمرار الكاتب الفلسطيني بتقديم الجديد والإبداع في كل المجالات.
 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير