ترامب الثور الهائج .. الداعم الأكبر للكيان
غسان مصطفى الشامي
كاتب وصحفي فلسطينيلم يقف رئيس أمريكي يوما منذ نكبة فلسطين عام 1948م بجانب الحقوق الفلسطينية، ولم يدعم أي رئيس أمريكي حق شعبنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الفلسطيني، بل إن جل الرؤوساء الأمريكان يدافعون بقوة عن الكيان الصهيوني ويتعهدون بحماية أمن (إسرائيل ) ويخشون لعنة اليهود عليهم.
ونحن الفلسطينيون لا يهمنا كثيرا فوز الرئيس من الحزب الجمهوري أو من الحزب الديمقراطي أو أي حزب أمريكي وكلاهم مر علقم للفلسطينيين، وكلا الحزبين يدعم بقوة الكيان الصهيوني ويساند الكيان في كافة المحافل الأممية و الدولية ويدافع عن مجازر الكيان بحق أبناء شعبنا الفلسطيني؛ ولم نجد يوما مسؤولا أمريكا في منصب حكومي يساند الفلسطينيين ويندد بجرائم الكيان الصهيوني، حتى خلال الحروب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كانت المواقف الأمريكية داعمة للكيان، وكانت أمريكا تزود الكيان بالصواريخ وأطنان المتفجرات خلال أيام الحروب الأخيرة على غزة.
إن المتابع للحملات الدعائية قبل الانتخابات الأمريكية يلمس أن كافة المرشحين لمنصب الرئيس الأمريكي يخطبون ود الكيان الصهيوني، ويكثفون من زيارتهم للجاليات اليهودية في أمريكا بل ويتقربون من اللوبي اليهودي الذي له سطوة كبيرة في أمريكا ويتحكم في كبرى مؤسسات المال والاقتصاد الأمريكي، وكافة المرشحين زار الكيان وتعهد بمواصلة الدعم الأمريكي للكيان ومواصلة حماية أمن (إسرائيل)، وزيارة ترامب للكيان خلال انتخابات الحزب الجمهوري تأكيد واضح وصريح على الدعم والمساندة الأمريكية للكيان.
إن دونلد ترامب وهيلاري كلينون كلاهما أصحاب مواقف سيئة تجاه قضيتنا الفلسطينية؛ وأستغرب من مواقف البعض من الفلسطينيين والعرب من دعمهم لفوز المرشحة كلينتون؛ ألا يعلم هؤلاء أن كلينتون صاحبة مواقف سيئة تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني، ولن تكن يوما داعمة لفلسطين خاصة عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية؛ أقول لهم أيضا إن هيلاري كلينتون صرحت خلال الدعاية الانتخابية علانية دعمها للكيان الصهيوني ، وقالت يجب على إسرائيل قتل(200 ألف ) فلسطيني دافعا عن نفسها.
إن الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب) أعلن خلال خطاباته الانتخابية أن سيعزز العلاقات مع الكيان الصهيوني، وسيدعم يهودية الدولة، وسيمزق الاتفاقية النووية مع ايران إرضاء للكيان، و اعلن عن إيمانه بالعقيدة اليهودية، وأنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وسيدعم أن تكون القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وسيعمل على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، كما سيدعم زيادة الدعم العسكري للكيان الصهيوني والذي يناقش في أروقة الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ، كما تعهد بضم أراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية للكيان؛ حتى أن قرار اليونسكو الذي نفت فيه أي رابط تاريخي أو ديني لليهود بالمسجد الأقصى أغضبه كثيرًا، واعتبره تجاهلًا لتاريخ يصل إلى ثلاثة آلاف عاما يربط بين الكيان الصهيوني - حسب ادعاء (ترامب).
والمسؤولين في الكيان أعلنوا عن سرورهم الكبير بفوز ترامب، حيث اعتبر وزير التعليم في الكيان ( نفتالي بينيت ) أن فوز ترامب يمثل نهاية فكرة الدولة الفلسطينية، ويشكل فرصةً للدولة العبرية للتخلي فورا عن فكرة إقامة دولة فلسطينية، أما وزيرة العدل في الكيان (إيليت شاكد ) طالبت الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بالوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
إن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية مثلت على الدوام انكار للحقوق الفلسطينية ودعما للكيان الصهيوني، ولم تكن يوما متوازنة في التعامل مع الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، وإن التعامل مع القضية الفلسطيني لا يتعلق بالرئيس وحده بل هي منظومة السياسية الأمريكي في تعاملها مع القضية الفلسطينية، ولا يستطع الرئيس الجديد أن يسير عكس السياسة الأمريكية، بل إن هناك خطوط حمراء لا يجوز للرئيس تجاوزها فيما يخاص قضايا (الشرق الأوسط).
أمام الرئيس ترامب الكثير من التحديات فالنيران مشتعلة في الكثير من مناطق العالم، ولاسيما عالمنا العربي، وهناك الكثير من الملفات الكبيرة أمامه، خاصة أن وعوده للشعب الأمريكي تحتاج منه عمل الكثير من أجل النهوض بالاقتصاد الأمريكي وتحسين أوضاع الطبقة العاملة في مواجهة الاقتصاد الصيني الذي يتصاعد في العالم، كما تواجه الرئيس الأمريكي سعي الكثير من الدولة امتلاك القنبلة النووية، ومواصلة إيران نشاطاتها النووية، فهذه الملفات الكبيرة وغيرها بحاجة الى ذكاء سياسي خارق وهدوء حذر في التعامل معها.
إن الفلسطينيين لا يعولون كثيرا على الرئيس (ترامب)، الداعم الأكبر للكيان، بل إن سطوة وجرائم (إسرائيل) ستزاد في عهد (ترامب)، وسيتم تنفيذ المخططات الاستيطانية وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، وسيعمل الصهاينة على نقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة، وتنفيذ مخططات التهويد في القدس المحتلة ويضربون عرض الحائط كافة القرارات الأممية التي تصدر من منظمة الأمم المتحدة.
إن الرئيس ترامب الثور الهائج لن يجلب لهذا العالم سوى المزيد من الويلات والدمار والنكبات، وسيعمل على زيادة الدعم والمساندة للحروب المشتعلة في العالم العربي وسيقف عثرة أمام أي قرار أممي قيام دولة فلسطينية؛ لذلك يخطئ ما يفكر أن (ترامب) أو غيره سيكون صديقا للفلسطينيين ويساند حقوقهم المسلوبة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة