" زيتونة وأمل " والكفاح النسوي
يوسف رزقة
أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزةيبدو أن الكفاح النسوي بدأ يتحرك باتجاه رفع الحصار عن قطاع غزة. الكفاح النسوي جزء من معادلة الكفاح العالمي ضد الحصار. جلّ رحلات التضامن مع غزة قبل ٢٠١٤م كانت تشارك فيها المرأة بشكل أو بآخر. اليوم ثمة تطور في الموضوع حيث انطلق من ميناء برشلونة (أسطول الحرية) المكون من السفينتين "زيتونة"، و"أمل"، الى سواحل فلسطين، لفك الحصار عن قطاع غزة.
ركاب السفينتين من السيدات فقط، ومن عشر جنسيات مختلفة، منهم الكاتبة، والصحفية، والعلمانية، والراهبة، والطبيبة ، خليط من كافة المواقع النسوية يتضامن مع غزة ومع سكانها المحاصرين، بحيث تبحر السفينتان( زيتونة وأمل) من برشلونة إلى فرنسا، في طريقهما إلى غزة إن لم تعترضهما قوات الاحتلال.
واللافت للنظر أن رئيسة بلدية مدينة برشلونة (أدا كولاو)، وسفير دولة فلسطين في إسبانيا (كفاح عودة)، وعددا كبيرا من النواب والصحفيين والمتضامنين وأعضاء الجالية العربية والفلسطينية، كانوا في وداع السفينتين، وأكدت عمدة مدينة برشلونة على المطالب العادلة للفلسطينيين والسكان في غزة، ووصفت الحصار بأنه لا إنساني، وهو عقاب جماعي مخالف للقوانين الدولية، ويجب أن يتوقف فورا.
وتحدثت الكاتبة (تيريسا أرانغورين) عن معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لفك الحصار، وبحل عادل للصراع على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
أسطول الحرية ( زيتونة وأمل) يعيد الأمل لسكان غزة في عودة حركة التضامن العالمية مع غزة من خلال البحر، وهي عودة تعدّ حميدة بالنسبة لسكان غزة، وفيها تجديد لكفاح سفينة آفي مرمرة التركية، التي تعرضت للعدوان الصهيوني في عرض البحر.
إن عودة أسطول الحرية إلى إحياء فكرة التضامن مع سكان غزة تعد عودة إنسانية وأخلاقية وسياسية ضاغطة على صانع القرار في دولة العدو، ومن اللافت للنظر أن هذا الكفاح النسوي الشجاع الذي بدأ يتحرك بلا يأس، يطالب المجتمع الدولي بالضغط لرفع العقاب الجماعي عن غزة.
جميل أن تبدأ عملية جديدة من التضامن النسوي مع غزة، والأجمل أن رحلة التضامن هذه تلقت دعما مهما من عمدة برشلونة ومن شخصيات في البرلمان، والأجمل هو أن تصل هذه السفن بما تحمل من دواء ومساعدات إنسانية إلى ميناء غزة، دون اعتراض من جيش الاحتلال.
إن سكان غزة يرحبون بمن في السفينتين : (أمل وزيتونة) ، ويشكرون النسوة على ظهر السفينتين على هذه الخطوة التضامنية ذات الأبعاد الإنسانية والأخلاقية والسياسية ، ويتمنون لهما الوصول إلى ميناء غزة ، والاطلاع على أضرار الحصار من خلال معايشة السكان في حياتهم اليومية. إن مقاومة الحصار، ومقاومة الاحتلال، واجب وطني وواجب إنساني، وله أشكال مختلفة ، وظني أن هذه النسوة قد قمن بواجب إنساني يستحق الشكر من غزة، ومن أحرار العالم.
وفي مدريد، تم تنظيم عدة فعاليات لدعم أسطول الحرية، وشارك عدد كبير من نواب البرلمان في وقفة تضامنية أمام البرلمان الإسباني وحملوا الأعلام الفلسطينية، كما تم تنظيم وقفة تضامنية في وسط العاصمة شارك بها عشرات المتضامنين مع فلسطين.
المصدر: فلسطين أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة