مخيم شعفاط يرفع الرأس
خالد معالي
كاتب وصحفي فلسطينيكبقية مخيمات الضفة الغربية؛ بقي وما زال مخيم شعفاط في القدس المحتلة يرفع الرأس؛ كونه يقاوم الاحتلال من جنود الجيش والشرطة، دون كلل أو ملل أو تراجع وتراخي؛ فأهالي المخيم ترجموا العلاقة الطبيعية والعادية مع الاحتلال بالشكل الصحيح، وما استكانوا للحظة واحدة، عن مقاومته، وتقديم الشهداء قربانا لحرية فلسطين.
استشهاد الشاب مصطفى نمر وإصابة آخر، فجر يوم الاثنين ، بعدما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه سيارتهما في مخيم شعفاط شمال مدينة القدس المحتلة؛ هو دليل على رعب وخوف الاحتلال من كل ما هو فلسطيني، حتى وان كان يقود مركبته بشكل عادي متوجه إلى عمله، طالبا رزقه.
سيبقى مخيم شعفاط؛ شوكة في حلق الاحتلال؛ وسيبقى المخيم مرفوع الرأس دومًا، ورفع معه رؤوس الفلسطينيين والعرب عمومًا؛ كونه مخيمًا لا يستسلم للإرهاب المتمثل بالقتل؛ بدم بارد من قبل جيش الاحتلال وجنوده، ولا يرضخ للباطل والظلم، ولا يقبل الدنية، ويقدم الشهيد تلو الشهيد بحب ورضا؛ لعيون فلسطين.
لا تنطلي على أحد؛ مزاعم الاحتلال التي بررت حادثة الإعدام الميداني؛ من أن قوة من الشرطة وحرس الحدود؛ أطلقت النار تجاه سيارة مسرعة يستقلها شخصان، اقتربت منهم "محاولة على ما يبدو تنفيذ عملية دهس"، زاعمة أن القوة أشارت للشخصين بالتوقف إلاّ أن السيارة واصلت التقدم فأطلقت النار نحوها.
قمة الإجرام والإرهاب أن يقتحم الجنود مخيم شعفاط الأعزل؛ وهم مدججون بمختلف أنواع الأسلحة المميتة؛ ليحصدوا بأسلحتهم شهيدا ويجرحوا شاب آخر؛ دون ذنب أو سبب سوى أنهم يقودون مركبة عادية، متوجهين لعملهم.
مخيم شعفاط؛ كان على الدوام يشكل جزءًا ونمطًا راقيًا ومتميزًا من صور البطولة والتضحية وفداء الوطن بالغالي والرخيص؛ وهو ما اقض مضاجع الاحتلال، وأرعب المحتل الغاصب، الذي يريد احتلالًا رخيصًا ومجانيًّا دون ثمن يدفعه؛ فصور البطولة والتحدي من قبل أهالي مخيم شعفاط؛ ترهقه وتتعبه.
ففجر الحرية؛ آتٍ... آتٍ؛ بتضحيات شباب المخيم، وشجاعتهم التي قل نظيرها، وبطولتهم التي تقتحم الحمى ولا تأبه للموت في سبيل الله وحرية الوطن؛ ومنذ متى كان الموت يخيف طلاب الشهادة والجنان؟!
مخيم شعفاط دائما؛ سيبقى مسجلًا صفحة طيبة حروفها مداد من ذهب، معطرة بدم الشهداء الفواح، وسياسة القتل بالدم البارد والإعدامات الميدانية وهدم المنازل؛ لن تنجح في كسر إرادة المخيم، ولا إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني.
مخيمات الضفة الغربية جميعها كما مخيم شعفاط، مصدر لا ينضب للشهداء وصور البطولة؛ فقافلة الشهداء تسير بخطى واثقة نحو التحرير، وتعبر من داخل أزقة وطرق المخيمات؛ لتمر في حارات نابلس والقدس والخليل وجنين؛ وبقية قرى الضفة الغربية؛ حتى تحرير الأرض، وكنس الاحتلال إلى مزابل التاريخ.
صحيح انه في المدى المنظور لن يتوقف تقديم الشهداء من قبل الشعب الفلسطيني، لكن بالمقابل؛ سيسقط جنود من جيش الاحتلال والمستوطنين؛ بغض النظر عن النسبة والتناسب، وألم من يسقط شهيدا دفاعا عن حرية شعبه ورفع الظلم عنه، وتصعد روحه الطاهرة إلى عليين في جنان الخلد؛ ليس كألم من يقتل ويتألم، وتذهب روحه الظالمة إلى جهنم؛ " وبئس المهاد".
المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية
أضف تعليق
قواعد المشاركة