آيات الأخرس ابنة "الدهيشة" في عين الحلوة
هيثم أبو غزلان
كاتب فلسطينيحسنًا فعلت الاعلامية الفلسطينية فاطمة المجذوب، ابنة مخيم عين الحلوة - القريب من مدينة صيدا اللبنانية - عندما أنجزت مع فريق عمل فيلماً عن الاستشهادية آيات الأخرس، ابنة مخيم الدهيشة، بعنوان: "عروس بيت لحم"، تم عرضه مؤخرا في مخيم عين الحلوة بحضور حاشد.
فالفيلم ربط بين مخيمي "الدهيشة"، و"عين الحلوة"، بالتركيز على حياة الاستشهادية آيات الأخرس، وما مثلته مع غيرها من الاستشهاديين والاستشهاديات من قيم الشهادة والتضحية والفداء. كما أنه تعبير عن حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة والعودة من كافة المخيمات وأماكن اللجوء إلى أرض الوطن..
يستغرب الكثيرون من القدرة العجائبية لأهالي مخيم عين الحلوة، القريب من مدينة صيدا اللبنانية؛ يستغربون من قدرتهم على التحمّل ومواجهة الشدائد والمشاكل المتعددة والمتنوعة التي تلاحق المخيم وأهله على الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. وعكست اللحمة الفلسطينية بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء اللبنانيين قدرة على ضبط الأوضاع الأمنية و"تنفيس" للأوضاع مع خطوة إنهاء ملف المطلوبين.. والتفهم الكبير الذي أبداه المسؤولون اللبنانيون لحاجات الفلسطينيين والدعوة للتعاطي مع ملفهم كملف سياسي واجتماعي وليس ملفاً أمنيا.
وإذا كانت الشهيدة آيات الأخرس ابنة "كتائب شهداء الأقصى" التي يتزعمها اللواء منير المقدح، قد كتبت: "الطريق إلى فلسطين يمرّ من قلبي"، فإنها قد عبّدت هذا الطريق مع استشهاديي واستشهاديات "سرايا القدس"، وكتائب "الشهيد عز الدين القسام"، منهن: هبة دراغمة، وهنادي جرادات، وريم الرياشي وغيرهن، الذين عبّدن هذا الطريق إلى فلسطين كل فلسطين.
وبعد احتجاز السلطات الإسرائيلية لجثمان آيات لـ 12 عاماً، أفرجت تلك السلطات عن الجثمان المحتجز في مقبرة الأرقام بغور الأردن، لتعود وتدفن من جديد، ولكن بعد وفاة والدها، الذي انتظرها ليضمها قبل أن يعيد مواراة جثمانها التراب، ففارق الحياة قبل أن يتحقق حلمه.
ومع فيلم "عروس بيت لحم" أتذكر ما كتبته بعد استشهاد آيات الأخرس، لأختم فيه:
"يا سيدة الغضب الممتد للآفاق، لن يستطيع الأعادي تركيب أجزائك مرة أخرى لأنهم يخافون الغضب، ويخافون الانفجار الجديد، ولكن كم ستحفظ أجيالنا صورة وجه رسم بالدم القاني ملامح مرحلة قادمة مزروعة بالأقحوان والياسمين والجلّنار".
أضف تعليق
قواعد المشاركة