لماذا رائد صلاح؟

منذ 8 سنوات   شارك:

أحمد الحاج

كاتب فلسطيني

الشيخ رائد صلاح استطاع إنجاز ما لم يستطعه غيره من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948؛ فهو إضافة إلى وصفه بأنه حارس الأقصى، حطّم الحلم الإسرائيلي بأسرلة الفلسطينيين هناك، وهو خلق جسر تواصل، كان شبه مقطوع، بين هؤلاء الفلسطينيين وأشقائهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وسافر فيهم إلى اللاجئين الفلسطينين على مستوى العالم، وكان صلة وصلهم مع العالم العربي والإسلامي. هو الأكثر جذرية في رؤيته للعلاقة مع الصهاينة: لا تطبيع مع الاحتلال، لا دخول للكنيست، استرداد المقدّسات في الأراضي المحتلة عام 1948، إنقاذ المسجد الأقصى المبارك، لا لرفع علم "إسرائيل"، نعم لإيقاظ الهوية الفلسطينية.

إذن بالنسبة للاحتلال هو يدمّر عشرات السنين من عمل الصهاينة للأسرلة الكاملة "لعرب إسرائيل"، ويعيد بناء حاجز نفسي كانت تظن مراكز الأبحاث الصهيونية أن أثره في الطريق إلى الزوال. عادت الهوية الفلسطينية للظهور في تلك المدن المحتلة؛ من العلم الفلسطيني، حتى النشيد، وصولاً للتضامن، شعوراً واحتجاجاً، مع كل القضايا الفلسطينية.

ذاك الشيخ العائد من جامعة الخليل، لم يدرس هناك الشريعة فقط، بل درس الواقع، عايش الناس بتفاصيل حياتهم، وعاد بتلك المعايشة إلى أم الفحم والأراضي المحتلة عام 1948، ليبني جسراً مع الضفة الغربية، وسرعان ما اتسع. تلاقت المشاعر والرؤى، وأصبح صندوق الأقصى، الذي أسسه، يعيل آلاف الأيتام، حتى اتُهم الشيخ رائد صلاح عام 2003، من قبل سلطـــــات الاحتلال، أنه يبيّض الأموال لصالح حركـــــة (حماس).

لا يريد الاحتلال لهذا الجسر أن يبقى، وهو الذي رسم خطاً فاصلاً سمّاه "أخضر" ذات يوم. لا يريد لتظاهرة في الخليل أن تجد نظيراً أو صدى في شوارع أم الفحم وكفركنا، أو لعملية فدائية في جبل المكبّر أن تحاكيها عملية مماثلة في النقب. لهذا كان الشيخ رائد صلاح خطراً على الاحتلال.

كان الأكثر حضوراً، بين فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948، في المؤتمرات التي تُعقد في العالم العربي، بل كان نجم تلك المؤتمرات، نجماً بالقضية التي يحملها، وبالعرض الذي يقدّمه، والثقة التي آلته إياها الجماهر العربية. يمسك خريطة للحفريات، ويحدّث عن مسيرة البيارق، وإعمار المصلى المرواني، وإحياء دروس المصاطب، ثم يقودهم إلى أسطول الحرية حيث غزة المحاصرة.

حمل القضية إلى العالم العربي، ليضرب خطة الفصل بين فلسطيني 48 والعالم العربي، وليوجّه أنظار ذلك العالم إلى فلسطين والمسجد الأقصى، فاستحق جائزة الملك فيصل العالمية عام 2013 "لما قدمه من حماية للمقدسات الإسلامية".

لكلّ ذلك، أزال الاحتلال كل أدوات التجميل "الديمقراطية" عن وجهه، واعتقل الشيخ رائد صلاح الذي ما برح يردد منذ عام 2010 "إننا سوف ندافع عن المسجد الأقصى حتى من داخل السجون، وإن السجن لن يزيدنا إلاّ قوّة".
 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

فايز أبو عيد

قراءة في رواية طوفان القلوب للكاتب د. هيثم شبلخ

ثيمة رواية طوفان القلوب التي بين يدينا، ثيمة صراع أزلي بين الحق والباطل، بين أصحاب أرض يدافعون عنها لاستعادتها، وبين مغتصب لا يت… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون