"انتماء".. مركبٌ صلب يشقّ أمواج النسيان

منذ 9 سنوات   شارك:

محمد أبو ليلى

باحث فلسطيني

على الحدود اللبنانية الفلسطينية مرةً نظرتُ إلى ربوع الأرض، تلك التي كنّا دائماً نتخيلها مع أحاديث كبارها ونتحرق ألماً لرؤيتها.

كان اللقاء عن بُعد يختصر سنين الاشتياق، والدمع يفيض حرقةً عليها.. وفي لحظةٍ من اللحظات شعرتُ أنّ العودة باتت مستحيلة، لكنّ شيئاً ما في داخلي أوقفني لحظةً عن هذا التفكير قائلاً لي "الحق بغنى عن القلوب اليائسة... كن قوياً"!

لا أدري ما هي القوة التي قصدها ذلك الصوت الداخليّ، ربما كانت تلك القوة نابعة من الانتماء إلى الارض والوطن والقضية. فالانتماء بالنسبة للاجئ هو قضية حق أو موت، وبدونه يبقى اللاجئ لاجئاً بلا أمل...

هذا الانتماء الذي كان دائماً يشعرنا بأنّ التحرير ليس مجرّد حلم، بل هو وعدٌ ربانيّ محقّق ما دمنا نعمل لاسترداد الحق ولا نستسلم لليأس والكلل. فزمن النوم قد ولّى كما ولّت تلك الأفكار بأنّ العدو "جيش لا يقهر"!

فتحرير الأرض فعلاً ليس مجرد حلم، ما دام هناك من يعمل على إحياء الأرض في قلوب الفلسطينيين في الداخل والشتات. والأمثلة على هذا العمل الوطني كثيرة، وأستحضر منها الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "انتماء".

تلك الحملة التي نجحت وعلى مدار سبع سنوات بإعادة رسم البوصلة من جديد وتعزيز تمسك الفسطينيين بهويتهم وتراثهم وأرضهم، وأعادت إحياء الذاكرة الفلسطينية، وإعادة إبراز القضية الفلسطينية إلى الواجهة رغم تفرّع الجراح في أمتنا العربية والإسلامية.

لتكون اليوم "انتماء" بمثابة مركبٍ صلبٍ استطاع أن يواجه الأمواج العاتية القادمة من كلّ حدبٍ وصوب، من توطين وتهجير وتشتيت المشتت وانتحال الهوية الفلسطينية وسرقة التراث الفلسطيني، واستهداف حق العودة ومحاولة تغيير البوصلة.

هذه الامواج لم تهدأ منذ 68 عاماً، وفي نفس الوقت لم يهدأ الفلسطينيون بمواجهتها، ثابتون مصرّون على الانتصار، حاملين الانتماء سلاحهم، رافعين لواء التحدّي حتى الرّمق الأخير.

فنحن غبنا عن فلسطين جسداً، إلاّ أنّها لا تزال حاضرةً فينا، وبوجداننا، نتطلّع إلى ذلك اليوم الذي نعود فيه إلى عكّا وحيفا ويافا والرملة والقدس وكل فلسطين. فحلم العودة يتحقق عندما يتوحّد القول بـ "فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا"..

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

سليمان الشيخ: غريبٌ في المنافي، مُقيمٌ في ظلالِ الوطن

هو ابنُ صفُّورية، الزهرةُ التي اقتُلِعَت من جذورها، واحترقت أوراقُها في ريحِ النكبة، وابنُ المخيَّمات التي لم تكن سوى كَفَنٍ من ال… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون