حملة انتماء في عامها الخامس: فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا
محمد أبو ليلى
باحث فلسطينيأيام قليلة تفصلنا عن شهر أيار، شهر الجرح والنزيف الفلسطيني، إنه وكما يعرفه الفلسطينيون شهر النكبة، شهر الرحيل عن الوطن والغياب عنه، ليس ليوم أو يومين ولا أسبوع أو أسبوعين ولكن لستة وستين عاماً.
نعم، ستة وستون عاماً على احتلال المدينة والبلدة والقرية، احتلال البيت والشارع والحارة، ورهان المحتل أن الكبار سيموتون والصغار سينسون وهكذا تضيع القضية وتضيع الأرض وكأن أرض فلسطين أرض بلا شعب.
ولكن، هيهات هيهات، فبعد أكثر من ستة عقود على احتلال فلسطين، يولد الطفل الفلسطيني من رحم الأم ليقول أنا فلسطيني من حيفا من عكا من جنين من القدس من غزة من الرملة وصفد والجليل، أنا من فلسطين..
من هذا الإصرار ومن هذا الانتماء للأرض والشوق لها انبثقت الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "انتماء" متبنية هذا العام شعار "فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا" مجددة العهد بالعمل على تعزيز الهوية الفلسطينية وتأكيد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها.
تعريف بحملة "انتماء"
و"انتماء" هي حملة دولية شعبية ترعاها مؤسسات وجمعيات داعمة للحق الفلسطيني "أكثر من 300 مؤسسة" من أجل تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، وترفع شعار الانتماء لفلسطين وتؤكد على الحق الثابت بالعودة التي تمثل القناعة الشعبية بحتميتها أولى خطواتها وتستمر الحملة طوال شهر أيار/مايو من كل عام.
أهداف الحملة
تنطلق حملة "انتماء" من أهداف واضحة أبرزها تعزيز الشعور الوطني في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم داخل وخارج فلسطين، وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني وإبراز تمسكه بحقوقه التاريخية وعلى رأسها حق العودة، وإنعاش الذاكرة والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
رسالة للعدو المحتل
من هنا ومن رحم المعاناة، تستنفر حملة "انتماء" كل طاقتها وتستنهض الشارع الفلسطيني في الشتات لتوصل رسالة واضحة للمحتل الغاصب أن الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وفي الشتات يتمسك بأرض فلسطين من النهر إلى البحر ومن الشمال إلى الجنوب، ويتمسك بتاريخها وتراثها وحضارتها، رغم كل محاولات التهويد وطمس الهوية التي مارسها على مدى عقود.
الحراك الإعلامي والشعبي
في 16 من نيسان اطلقت الحملة من خلال مؤتمر صحفي عقدته في بيروت برنامج فاعليتها خلال شهر أيار، وسرعان ما بدأ التفاعل الشعبي مع الحملة لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. فما أن أطلقت الحملة صورة البروفايل الخاص بالحملة والذي يعبر عن الإصرار على الانتماء والعودة إلى الموطن الأصلي في فلسطين حتى بدأ الآلاف من الفلسطينين والمناصرين في الوطن العربي وفي أوروبا وأستراليا وأمريكا بالتفاعل وتغيير صورة البروفايل الشخصي عبر شبكة التواصل الإجتماعي وإعلان تأييدهم ومشاركتهم في الحملة.
وللشارع العربي حكاية وحكايات، لاحت في الأفق من تونس يقوم شاب تونسي تغيير بروفايله متضامناً مع الشعب الفلسطيني ومن المغرب يسأل عن الآلية المناسبة للتفاعل مع الحملة. ومن الجزائر إلى السويد والدنمارك وفرنسا وبريطانيا إلى فنزويلا وماليزيا كلهم يعلنون تضامنهم مع حملة "انتماء" مرسلين صورة لهم وهم يرفعون على ورقة كتبوا عليها "فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا".
وتستعد الحملة خلال هذا العام لتوزيع أكثر من 30 ألف علم فلسطيني خلال شهر أيار على رياض الأطفال والمدارس التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا". وستعمل الحملة بحسب المنسق العام للحملة الأستاذ ياسر قدورة إلى تنفيذ نشاطات جماعية ومشتركة في عدد من الدول العربية والأوروبية وسيتم توزيع الآلاف من البوسترات والشالات الفلسطينية وتنفيذ المهرجانات والمعارض التراثية ودعوة كل الشعب الفلسطيني الموجود في الداخل والشتات إلى رفع العلم الفلسطيني ولبس الثوب التراثي.
للحملة هذا العام كما يراها أعضاء اللجنة التحضيرية للحملة لون خاص وعمل متميز عن سابقه من الأعوام على أمل نجاح الحملة وتحقيق الهدف الأسمى بتحرير الوطن والرجوع اليه بالقريب العاجل.
أضف تعليق
قواعد المشاركة