أكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان القوى الوطنية والاسلامية في عين الحلوة اتفقت على تعزيز دور ومهام القوة الامنية المشتركة، وشكلت "لجنة ثلاثية" من اجل وضع تصور لعديدها ومهامها على ان ترفعها في غضون يومين الى ممثلي اللجنة السياسية لقوى والفصائل الفلسطينية الموحدة في لبنان.. لدراسها واقرارها بهدف ضبط الوضع الامني في اعقاب الاحداث الامنية التي شهدها مخيما عين الحلوة والمية ومية وحماية المبادرة الفلسطينية التي اطلقت لحماية المخيمات والحفاظ على العلاقات الفلسطينية اللبنانية في ظل التوتير السياسي والامني.

ابلغت مصادر فلسطينية، ان القوى الفلسطينية تشعر ان ثمة استهدافا لضرب الامن والاستقرار في في مخيم عين الحلوة في محاولة لافشال المبادرة الفلسطينية الموحدة، وقد تلقت نصائح سياسية وامنية على اعلى المستويات من اجل بذل المزيد من الجهود لحمايتها عبر تفعيل دور القوة الامنية المشتركة ورفدها بالعناصر لتصبح قوة رادعة لا يقتصر عملها على تنظيم حركة السير وسوق الخضار.

واعتبرت مصادر سياسية، ان هذه المهمة تعتبر طوق نجاة لمنع الانزلاق الى الغرق في مستنقع التوتير الامني المقصود في اعقاب محاولة اغتيال رئيس "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" الشيخ عرسان سليمان الذي ما زال في وضع حرج و"موت سريري" في غرفة العناية الفائقة في مستشفى حمود الجامعي في صيدا.

سياسيا، عقدت اللجنة السياسية لقوى والفصائل الفلسطينية الموحدة في لبنان اجتماعا طارئا في مقر قوات الامن الوطني في عين الحلوة بحضور ممثلين عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطين والقوى الاسلامية وانصار الله، حيث اكتسب الاجتماع اهمية خاصة كونه جاء بعد ايام قليلة على لقاء جمع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، مع وفد قيادي مركزي من الفصائل الفلسطينية في لبنان، حيث ابلغهم ضرورة العمل الفوري على دعم القوة الامنية الفلسطينية المشتركة لتصبح "قوة ضاربة"، وانها الورقة الاخيرة لحماية المخيمات قبل ان تتجه الامور الى الاسوأ.

واتفق المجتمعون على تشكيل "لجنة ثلاثية" مؤلفة من الشيخ ابو شريف عقل (القوى الاسلامية)، العميد خالد الشايب (فصائل المنظمة) وابو احمد فضل (التحالف الفلسطيني)، عقدت اولى اجتماعاتها امس في مقر الشايب في بستان القدس في عين الحلوة وتداولت في التصور العام لتفعيل القوة الامنية.

واستنكر المجتمعون الاحداث المؤسفة والاليمة التي حصلت في مخيم المية ومية ومحاولة اغتيال الشيخ سليمان، مؤكدين على دعم وتنفيذ المبادرة التي اطلقتها الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية منذ عدة ايام والتمسك بها رغم الاحداث التي حصلت بعد اطلاق المبادرة والتعاطي بمسؤولية كبيرة في هذا الوقت الدقيق والحساس والذي يستلزم استنفار كافة الجهود من جميع الفصائل والقوى وتفعيل وتعزيز القوة المنية الفلسطينية في المخيم وابقاء الاجتماعات للجنة السياسية مفتوحة لتطويق كافة ذيول الاحداث المؤسفة والاليمة التي حصلت وقطع الطريق على المتربصين شرا بمخيماتنا واهلنا وقضيتنا.

هذا وحذر قائد "كتائب شهداء الأقصى" اللواء منير المقدح من "تراجع في مستوى ضبط الأمن داخل مخيم عين الحلوة، ما يؤدي إلى ظهور حالات ومجموعات شاذة تحاول إشعال الفتنة"، مشددا على "وجوب تفعيل القوة الأمنية التي تضبط أمن المخيم، مشيرا إلى أن سياسة "الأمن بالتراضي" هي السائدة حاليا داخل عين الحلوة، وهذا ما أدى إلى فجوات أمنية.

بينما اعتبر مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال إن كل محاولات النيل من المخيمات تستهدف الاستقرار والسلم الأهلي، تهدف إلى قتل الشاهد على النكبة وشطب الهوية والقضية وحق العودة عبر ضرب المطالب بهذا الحق، قائلا "على الجميع أن يدرك أن المخيم كان وسيبقى عنوان مقاومة، وقلعة ذكريات، وأبراجاً للحلم الذي لن يسقط، ووحدهم القتلة من يخدمون العدو، لأنهم مهما كانت يافطاتهم، فمسعاهم تدمير القلاع من داخلها، ولكن بالقرار السياسي السليم والصحيح والوطني الحريص على ترسيخ العلاقات الأخوية المبنية على الانسجام المتناغم بين الحقوق والواجبات، تكون السياسة الكفيلة بحماية الوجود الفلسطيني كنبراس لبقاء القضية.