علي هويدي.. من قلب معاناة اللجوء دافع عن حقوق أمثاله

منذ 9 سنوات   شارك:

مريم الشوبكي: لم يكن الاغتراب خياراً أمامه فاضطر إلى "اللجوء القسري"، وُلد في لبنان ولكنه عَرفَ قريته الأصلية "أم الفرج" التي تقع قضاء عكا من حكايات والده قبل تهجيره منها عام 1948م، فكانت دافعاً له ليكون فيما بعد لسان اللاجئين الذي يعبر به عن معاناتهم ويطالب بحقوقهم بالعودة.

الفلسطيني اللاجئ في لبنان علي هويدي يروي لــــ"مراسلة فلسطين" حياة الاغتراب، التي أرغم عليها حينما أبصر الحياة، ووجد نفسه ببطاقة "هوية" تحمل صفة لاجئ.

حكايات أبي

يقول ضيفنا الذي يشغل حاليّاً منصب المنسق الإقليمي لمركز العودة الفلسطيني في المنطقة العربية: "إن والدي اضطر إلى الهرب من قريته أم الفرج قضاء عكا إبان النكبة عام 1948م، برفقة جدتي وأعمامي السبعة وعمتي، لاجئين إلى لبنان".

ويضيف هويدي لـ"فلسطين": "إن المغترب يستطيع العودة متى شاءَ إلى بلده الأصلي، لكننا _اللاجئين_ لدينا الوضع مختلف تماماً، مرت 67 سنة والاحتلال يمنع عودتنا إلى بيوتنا".

كان الوضع الذي عاشه هويدي مع عائلته في منتهى السوء؛ فأغصان الأشجار كانت السقف الذي يحميهم من أشعة الشمس في بداية اللجوء إذ مكثوا في منطقة "الشواكير" القريبة من مدينة صور نحو أسبوعين، لينتقلوا بعدها إلى السكن في "مخيم البص" للاجئين الفلسطينيين، وتحديداً في حارة "حوّاسة" حيث ولد هذا الرجل.

العديد من المشاهد لا تبرح ذاكرته، ومن بينها هذا الموقف الذي يرويه بقوله: "أخبرني والدي أنه في كانون الثاني من عام 1967م بعد مرور 40 يومًا على ولادتي أنذرت مخابرات الجيش اللبناني عائلات حارة "حوّاسة" بأن هناك قرارًا حكوميًّا يقضي بنقل العائلات إلى مخيم "الرشيدية"، الذي يبعد عن مخيم "البص" نحو 5 كيلو متر، وكان السبب أنه اكتشف أسفل حارة "حوّاسة" آثار فينيقية تستدعي الحفر والتنقيب، وعليه أنذروا العائلات بأن تستعد خلال ثلاثة أيام، وهذا ما حصل بالفعل إذ جاءت شاحنات الجيش اللبناني، ونقلت العائلات إلى مخيم الرشيدية.

وهكذا أمضى 42 سنة في مخيم الرشيدية، عاش فيها طفولته، ودرس في مدارس (أونروا)، يقول: "أخيراً قبل سبع سنوات انتقلتُ للسكن في منطقة وادي الزينة، وهو واحدٌ من التجمعات التي يعيش فيها اللاجئ الفلسطيني ولبنانيون وجنسيات أخرى".

انكب "هويدي" على العمل فيما يخدم اللاجئين، لاسيما فيما يتعلق برصد الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها من قرب، ويشير إلى الدافع الذي اتجه به نحو السير في طريق الدفاع عن حق اللاجئين بالعودة إلى موطنهم بقوله: "حتى النفَس الأخير في حياته ظلّ أبي يحكي لي عن حياته اليومية في القرية، لاسيما عن العلاقات الاجتماعية الوطيدة بين أبنائها، هذه الحكايات ظلت تنبض في عروقي".

فدائي يثأر

في طفولته كان "هويدي" أحد أشبال معسكر "أبي شاكر"، وملعبه المفضل لم يكن كرة القدم بل "العمل الفدائي المسلح"، فاعتقل في سجون الاحتلال بفلسطين المحتلة في سجن (عتليت)، وذلك إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، ولم يكن حينها يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وكانت تلك المرة الأولى التي يشاهد فيها بلده المحتل.

وعن أصعب المواقف التي أثرت في حياته يقول هويدي: "رأيتُ أحد الجنود الإسرائيليين وهو يضرب والدي أمام عيني، ولم أستطع فعل أي شيء، مضت ستة أشهر في الاعتقال، وعدت إلى المخيم وكان لا يزال محتلًّا، فلم أتردد في الثأر لوالدي، ليعاد اعتقالي من جديد، فمكثت أربعة أشهر وخرجت من السجن في صفقة التبادل بين أسرى الاحتلال وأسرى القيادة العامة".

ويتابع: "استكملت مشوار الثأر، وأعيد اعتقالي للمرة الثالثة؛ لأمضي سنة كاملة في سجن أنصار الإسرائيلي في لبنان، وليفرج عني في أثناء الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 1985م".

عمل هويدي في جمعية غوث الأطفال البريطانية مدة 12 عامًا، ولم يتردد في الحديث عن تجربته في أي محفل والاستفادة من الدروس والعبر التي استقاها، ما أتاح له مجالاً واسعاً للتواصل مع اللاجئين واللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية، و(أونروا) والمؤسسات الدولية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني.

ويضيف هويدي: "انتقلت إلى العمل في مركز العودة الفلسطيني خمس سنوات ممثلًا للمركز في لبنان، وبعد ذلك إلى منظمة ثابت لحق العودة ثم العودة منسقًا إقليميًّا لمركز العودة الفلسطيني في المنطقة العربية، إضافة إلى عملي منسقًا للحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور أيضًا في المنطقة العربية".

ويؤكد أن عمله ساهم في المزيد من نسج العلاقات، وحضور المؤتمرات والندوات، وتقديم أوراق العمل، وحضور مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي يعقد سنويًّا في دول أوروبا والمشاركة فيه لاكتساب المزيد من الخبرات ومراكمة التجارب، ومنذ عام 1988م يحرص على تلقي الدورات التدريبية تلو الدورات المتخصصة التي لها علاقة بقضايا اللاجئين من مختلف الجوانب التربوية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

ويقول: "حرمان اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم كان دافعًا لي إلى المزيد من الاهتمام والمتابعة لقضايا اللاجئين، لأصبح محاضرًا منذ عام 2010م في أكاديمية دراسات اللاجئين في مساق "دور (أونروا) في خدمة اللاجئين".

المصدر: فلسطين أون لاين



السابق

عين الحلوة: الفتنة تتسلل من اغتيال الأردني

التالي

فلسطينيو البقاع لانتفاضة عارمة ضد "الأونروا"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون