الصحافة اللبنانية: بعيداً عن ملف «عين الحلوة»... هل يلاقي «جل البحر» مصيره؟
بينما كانت الأنظار مسمَّرة على الوضع الأمني في مخيم "عين الحلوة"، عامة و"حي الطواريء" خاصة، والمساعي تدور حول نقطة مركزية تتعلق بمنع الزج بالمخيم في خضم أي توتر أمني، إنسياقاً مع تطورات هنا أو هناك، وحفظ أمن واستقرار المخيم والجوار... خرجت بعض وسائل الإعلام اللبنانية، ومنها "ليبانون ديبايت" بنبأ مفاده قيام "شرطة غفر السواحل اللبنانية بإبلاغ سكان (تجمع) "جل البحر" (للاجئين الفلسطينيين، والذي يقع على شاطيء البحر عند المدخل الشرقي لمدينة صور) اليوم (27/4) بالتوجه لمخفر المخيمات للتوقيع على قرار إخلاء منازلهم من أجل هدمها بشكل كامل"... ما أثار حالة من التوتر لدى المعنيين الذين كانوا ينتظرون إجراءاتٍ تحمي منازلهم، وتحصنها من غدر سيول الشتاء وأمواج الصيف العاتية، فإذا بهم أمام مصير مجهول قد يستعيدون معه مشاهد تدمير وتهجير مخيمات: "النبطية"، "تل الزعتر" و"نهر البارد"، ومشاهد المجمعات السياحية التي تفوح روائحها في المنطقة، على غرار ما جرى ويجري في أمكنة اخرى على الساحل اللبناني!..
مع نهاية الأسبوع الفائت شهد مخيم "عين الحلوة" تطوراً لافتاً، باستهداف مركز مراقبة للجيش اللبناني عند تخوم مخيم "عين الحلوة" في محلة الفيلات في صيدا، وتخوفت الأوساط، من أن يكون الحادث مقدمة لاستهدافات أمنية جديدة، قد تأخذ طابعاً دموياً، كما قالت "الديار".
وتساءلت صحيفة "المستقبل" عن "خلفية إلقاء القنبلة الصوتية"... وهل من علاقة بين هذه الحادثة والوضع الأمني المهتز في المخيم منذ اغتيال اللبناني مروان عيسى، أم أن خلفياتها تتخطى حدود المخيم إلى خارجه؟
في المعلومات، تشير "المستقبل" إلى أن لجنة التحقيق التي شكّلتها اللجنة الأمنية الفلسطينية المشتركة، لم تخرج بأي خيوط تشير إلى الجهة أو الشخص الذي ألقى القنبلة على نقطة الجيش، إلا أن معطيات تكونت لدى بعض القيادات الفلسطينية عن أن هناك من يحاول الإيقاع بين المخيم والجيش خصوصاً وأنها المرة الثانية التي يتم فيها إلقاء قنبلة على نقطة للجيش في المحيط نفسه في غضون شهر واحد".
وقد تداولت صحف "السفير" و"الديار" وموقع "المركزية" معلومات عن "مصدر فلسطيني" أفاد أن "طابوراً خامساً يحاول الزج بالمخيم في صراع مع جواره وخصوصاً مع الجيش اللبناني الذي أجمعت كل الفصائل الفلسطينية على دوره الأمني في حماية المخيم باعتباره جزءاً من الأرض اللبنانية وليس جزيرة معزولة".
وأكد المصدر "أن الشعب والقيادات الفلسطينية تدين بشدة أي اعتداء على الجيش من أي مخيم فلسطيني، وخصوصاً من مخيم "عين الحلوة" الذي ينأى قياديوه عن الدخول في التجاذبات والصراعات الإقليمية أو اللبنانية، إنما يعتمدون الحياد الإيجابي ولا يسمحون بتحويله إلى نقطة تصويب على الجيش، لافتاً إلى أن أي اعتداء على الجيش من مخيم "عين الحلوة" ليس بريئاً والمقصود منه إقحام المخيم بما لا طاقة له على تحمله، لا بل إظهاره على أنه بؤرة أمنية تؤوي الفارين من وجه العدالة اللبنانية".
وفي سياق متصل، أفاد موقع "لبنان 24" "أنّ ثمة مجهوداً يحصل بعيداً عن الأضواء لإعادة المسؤول الفلسطيني سلطان أبو العينين إلى لبنان كي يمسك حركة "فتح" من جديد في لبنان، ربطاً بالتطورات الحاصلة في مخيم "عين الحلوة" والتي تنذر بتطورات أمنية دقيقة".
واللافت في هذا المجال ما نقلته صحيفة "رأي اليوم" من "أن الوساطة اللبنانية الأخيرة للصلح بين الرئيس محمود عباس والعضو المفصول من حركة "فتح” محمد دحلان قد فشلت رسمياً". وتوقفت منذ عدة أيام، لعدم وصولها إلى نقاط التقاء، "فالمصادر تشير إلى أن عباس اشترط مثول دحلان أولاً أمام المحكمة... ومن ثم يتم البحث في المصالحة، إذا أثبت القضاء عكس ما وجه له من اتهامات".
وفي المقابل- وفق الصحيفة - فقد رفض دحلان ذلك، باعتبار أن الأمر سيكون بمثابة مصيدة جديدة له.
وأكدت المصادر المطلعة، أن أعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح" من خصوم دحلان، كانوا أيضاً وراء إفشال الوساطة، أولاً لعدائهم لدحلان، متذرعين أمام الرئيس أنهم وقفوا في الوقت السابق ضد الرجل بناء على توجهاته وشكلوا بذلك قاعدة جماهيرية في "فتح"، وأن المصالحة ستدفع القاعدة لأخذ مواقف ضدهم وضد الرئيس، وهو ما أدى لانهيار الوساطة أيضاً.
المصدر: وكالة القدس للأنباء
أضف تعليق
قواعد المشاركة