اللاجىء الفلسطيني محمد صالح.. دفع ٨ آلاف دولار ليبتلع البحر مصيره
لم تتوقف هجرة الفلسطينيين من المخيمات اللبنانية باتجاه دول العالم، وخاصة إلى دول الخليج العربي والدول الاوروبية منذ نكبة فلسطين في العام 1948، وهي تتمّ بطرق شرعية وغير شرعية نتيجة للأوضاع الاقتصادية والامنية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وتفشّي ظاهرة البطالة خاصة لدى الفئات الشبابية منهم. وقد شُكِّلت لهذه الظاهرة مكاتب لسماسرة تحت عناوين مكاتب سفر وسياحة، يقوم أصحابها بمعاونة أُجراء بتسهيل سفر كل من يرغب بالهجرة الى الخارج مقابل مبالغ مالية اضافية. وحادثة غرق المركب الذي كان يقلّ مسافرين لبنانيين وفلسطينيين من ليبيا باتجاه ايطاليا مؤخراً، سلّطت الضوء على هذه الظاهرة وفرضت على القوى الأمنية المعنية فتح هذا الملف.
تحريات
وبنتيجة البحث والتحريات، تمكنت "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي من توقيف ثلاث نساء يشتغلن مع سماسرة يقومون بأعمال تسفير هؤلاء. والموقوفات هن من صيدا غنوة ا- ز.، وريتا ر. من كسروان، والفلسطينية حسيبة – ح.، تقيم في عين الحلوة، كما أفيد عن توقيف شخص سوداني. ويعمل هؤلاء مع رأسين كبيرين يديران هذه العصابة، يقطن الأول في طرابلس والثاني في عين الحلوة، لم يتمّ توقيفهما حتى الآن.
وقال مصدر امني لـ"النهار" ان الاجهزة المعنية تتابع ملف العصابات التي تقوم بتسفير اعداد من الفلسطينيين واللبنانيين بطرق غير شرعية الى اوروبا وبلدان اخرى. وفي التفاصيل ان العصابة كانت تؤمن تأشيرات شرعية لافراد وعائلات وتسفيرهم الى السودان ومنها الى ليبيا،تحضيراً "لشحنهم" في مراكب غير شرعية و "عبارات الموت" الى ايطاليا.
ومن الضحايا مجهولي المصير، الشاب محمد صالح الملقب بـ"ابو الشوق" والذي تقول عائلته انه دفع مبلغ 8 الاف دولار اميركي للسماسرة، فيما أكد مصدر فلسطيني ان المبالغ التي يدفعها اللاجئون للسماسرة تتراوح من 7 الى 8 آلاف دولار.
مع اﻻشارة الى ان الاشخاص يغادرون لبنان ويصلون الى السودان بطريقة شرعية، ومن هناك يدخلون ليبيا بطريقة غير شرعية عبر الصحراء ومنها الى ايطاليا عبر البحر. وكان أعلن في مخيم عين الحلوة عن نجاة سبعة مسافرين وفقدان ثامن في غرق المركب.
وفي بيان للجان الشعبية الفلسطينية في عين الحلوة، جرت الدعوة الى توحيد الموقف الفلسطيني بما يـفيـد تحريك ملـف حق مـزاولـة الفلسطينين العمل في لبنان، مستفيدين من النافـذة التي تحققت لصالحهم في عهـد رئيس الجهورية اللبنانية "ميشال سليمان"، وعلى قاعـدة تطويرها باعتبارها من العوامل التي تساند اللاجئين الفلسطينيين بتمسّكهم بحقّ العودة، ناهيك بتنشيط حالة الحراك الفلسطيني مع المؤسسات الحقوقية الدولية والعربية العاملة في مجال حقوق الإنسان للضغط على الجهات اللبنانية للسماح للفلسطيني بالتملك أيضاَ، وإلى جانبها مخاطبة دول الجامعة العربية ودول الخليج والسعودية بشكل خاص بالعمل على توفيـر المزيـد مـن فـرص العمـل للفلسطينييـن، لا سيما وأنها تعـج بالعمالة الأجنبيـة.
وثمنت اللجان الشعبية الفلسطينية مساعي وتقديمات الشرعية الفلسطينية وبأكثر من مجال لدعـم الفلسطينيين في مجال التعليم الجامعي في لبنان، والتمكين الإقتصادي بإقامة ودعـم المشاريع الصغيرة ، متمنيةأن تلحظ أجندة الشرعية الفلسطينية العمل على تطوير مشافي جمعية الهلال لتكون بمستوى ليس فقط تقديم أفضـل الخدمـات دون الحاجة إلى مساعدة المشافي الخاصة الأخـرى ، بل أيضاً لتوفيـر المزيد من فرص العمل.
ودعت اللجان الى ملاحقة السماسـرة وقراصنة البحـر وعملائهم المحليين واتخاذ إجراءات رادعة بحقّهم، والبعض منهم معروفون.
المصدر: النهار
أضف تعليق
قواعد المشاركة