بدأت الكثير من العائلات بالتوجه إلى الشاليهات باعتبارها مكانا سياحيا يوفر الكثير من المزايا التي تبحث عنها الأسر، وتعتبر الشاليهات أبرز الوجهات السياحة التي يقصدها السكان بعد الحرب على غزة.

ويرى الفلسطينيون في الشاليهات مكاناً مميزاً تتوفر فيه العديد من الخدمات والمزايا وبأسعار مقدور عليها في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وصعوبة السفر والسياحة الخارجية، وفرصة لأصحاب الشاليهات تحقيق بعض الأرباح المادية بعد العدوان على غزة.

الخيار الأول

لم تجدِ محاولات الأب رفض طلب أبنائه وإلحاحهم المستمر لأخذهم في رحلة إلى أحد الشاليهات الخاصة والتي يمكن أن يمكثوا فيها يوماً كاملاً مستمتعين بالمكان الجميل ومياه المسبح النظيفة والخصوصية التي يمكن أن توفر راحة كاملة للأسرة.

أوضح عادل عويضة أن أبناءه سمعوا من أقاربهم وأصدقائهم عن الأوقات الجميلة التي قضوها في الشاليهات وأرادوا أن يجربوها هم أيضاً، لافتاً إلى أنه ما دامت هذه الشاليهات ستوفر للعائلة الخصوصية الكاملة فإنه لن يكون هناك مانع من الذهاب.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أن أسعار الشاليهات مرتفعة قليلاً ولا تستطيع كافة العائلات دفع تكلفة الذهاب إليها ولكن الأسر ميسورة الحال أو التي تتجمع هي وباقي الأقارب يمكن تجميع المبلغ والذهاب إليها.

وأشار إلى أن العائلة وخاصة النساء والبنات هن أكثر من يستمتعن بالذهاب إلى هذه الأماكن نظراً للخصوصية التي تتوفر فيها لهن، فليس عليهن التقيد بلبس حجاب أو جلباب بل يكن على راحتهن كأنهن في البيت.

ونوه عويضة إلى أن الذهاب لمرة واحدة في السنة كفيل بأن يسعد أفراد العائلة بأسرها، سعادة تختلف بالتأكيد عن تلك التي يشعرون بها عند ذهابهم لشاطئ البحر أو المتنزهات والمنتجعات المحلية.

مزايا عدة

من جهته، قال رزق دلول صاحب أحد الشاليهات في غزة إن" إقبال العائلات على الذهاب للشاليهات زاد خلال العام الحالي وبعد الحرب على غزة، لأنها تريد أن ترفه عن نفسها وعلى الأطفال الصغار من ويلات الحرب التي رأوها".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين" :" الشاليهات تحقق الكثير من المزايا لا تتوفر في مناطق أخرى وعلى رأسها الخصوصية التي تهم الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير مكان آمن وفيه خصوصية عالية خاصة للنساء والبنات".

وأردف دلول:" في الشاليه نوفر بيتا، حمامات نظيفة، غرف نوم، مسبحا، مكانا واسعا، ألعابا للأطفال، وكهرباء متوفرة دائمة"، لافتاً إلى أن هذه الخدمات تتراوح أسعارها حسب الوقت المحجوز فيه الشاليه.

وبين أن الأسعار تكون مرتفعة نسبياً نظراً للخدمات التي تتوفر في الشاليه والتي تكون في حال حجز الشاليه من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء من 350-600 شيقلاً حسب الموسم، وإذا كان الحجز في الفترة المسائية من الثامنة مساء للثامنة صباحاً فالسعر لا يتجاوز 350 شيقلاً.

وأشار دلول إلى أنه بدأ مشروع الشاليه في العام الماضي وكان هناك إقبال عليه ولكن السنة الحالية بدأ الناس أكثر ثقة في الذهاب إلى الشاليهات وتغيرت نظرتهم السابقة إلى هذه الأماكن.

ولفت إلى أنه لولا الحرب لكان الموسم رائعاً إلا أن استمرار الحرب لـ51 يوماً في فترة الإجازة الصيفية أضاع الكثير على أصحاب الشاليهات وعلى الأسر نفسها، مؤكداً أن الأسر عادت للاتصال وحجز الشاليه قبل بدء المدارس.

وتابع:" بعد الحرب وقبل بدء المدارس كنت استقبل في اليوم من 30-40 اتصالاً يستفسرون عن حجز الشاليه أما الآن وبعد بدء المدارس بشكل رسمي بعد انتهاء الأسبوع الترفيهي فلم أعد أستقبل سوى 3-4 اتصالات".

وأكد دلول أن الشاليه كمشروع مربح ولكنه بحاجة إلى توفير الأمان في القطاع ليكون هناك إمكانية للعائلات من قصد مثل هذه الأماكن، وحتى يستطيع صاحب الشاليه أن يحقق ربحا ماديا من ورائه، لافتاً إلى أن الشاليه بحاجة إلى صيانة دورية سنوية بحدود 3000 دولار سنوياً.

وبين أن هذه المصاريف تذهب إلى الصيانة الدورية للمياه والمسبح والكهرباء ودهان حديد الشاليه حيث إنه يوجد في منطقة قريبة من البحر، بالإضافة إلى شراء سولار للمولد الكهربائي لتشغيله في حال انقطاع الكهرباء.

المتابعة ضرورية

في السياق ذاته، أوضح مدير دائرة السياحة بوزارة السياحة رزق الحلو أن ذهاب الناس إلى الشاليهات لم يكن ملحوظا خلال السنوات الماضية ولكنه ازداد خلال العام الحالي وبالذات بعد الحرب على غزة.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أنه بعد الحرب على غزة زاد اقبال الناس على الأماكن السياحية والمنتجعات ومنها الشاليهات خاصة العوائل التي تبحث عن الخصوصية والأماكن النظيفة والبعيدة عن الاختلاط.

وقال الحلو إن" ما دار من حديث عن تلوث مياه البحر جعل الكثير بعض الناس يعزفون عن السباحة فيه وبالتالي البحث عن أماكن جديدة للسباحة وكانت الشاليهات التي أقامتها بعض العائلات للاستجمام فيها مكاناً مناسباً".

وأضاف:" بدأت العائلات التي تمتلك شاليهات تعرض تأجيرها بشكل يومي لمن يرغب من الأقارب والمعارف حتى اتسع الأمر وبدأ الكثير من الناس يسألون عنها وعن أسعارها وكيفية استئجارها".

ولفت إلى أن ما تقدمه الشاليهات من مميزات كبرك السباحة والمياه النظيفة والأماكن الخضراء الواسعة، بالإضافة إلى الخصوصية تكون أول مطالب الأسر التي ترغب في الذهاب إليها.

واستدرك الحلو:" لكن هذا الاقبال على الشاليهات يجب أن يدفع وزارة السياحة إلى متابعة هذا الملف بشكل أكبر مما هو عليه الآن، كما يجب وضع ضوابط ومحددات للعمل فيها خاصة فيما يخص برك السباحة وإجراءات السلامة والوقاية فيها"، مؤكداً أن هذه المحددات يجب أن توضع لضمان سلامة زوار هذه الأماكن.

المصدر: صفاء عاشور - فلسطين أون لاين