تحت شعار "كلنا غزة"، التهبت المدن اللبنانية والمخيمات الفلسطينية في يوم الغضب الفلسطيني العارم، تضامنا مع غزة وتأييدا لصمود شعبها ومقاومتها ورفضا للعدوان الصهيوني، حيث انطلقت المسيرات في مختلف المدن والمخيمات، داعية الى كسر الصمت العربي والدولي والحصار واجبار "اسرائيل" على وقف مجازرها وعدوانها المتصاعد كل يوم.

استعرض المئات من مؤيدين حركتي "حماس" و"الجماعة الاسلامية" في صيدا، مجسمات لصواريخ الرنتيسي (R160) التي تدك بها المقاومة الفلسطينيية المدن الصهيونية المحتلة، وذلك خلال الاعتصام السياسي - الشعبي الذي نظمته "حماس" و"الجماعة الاسلامية" بالتعاون مع "رابطة علماء فلسطين" و"هيئة علماء المسلمين" تنديدا بالعدوان الاسرائيلي على غزة ودعما لصمود شعبها وتأييدا لمقاومته.

وقد شارك في الاعتصام الذي اقيم في ساحة "الشهداء" في صيدا حشد من العلماء ورجال الدين وممثلون عن القوىوالاحزاب اللبنانية والفلسطينية وائممة المساجد الذين توافدوا الى المكان عقب صلاة الجمعة في مسيرات راجلة وهم يرفعون الرايات الاسلامية والاعلام الفلسطينية، اضافة الى حشد غفير من ابناء صيدا والمخيمات الفلسطينية.

وعلى وقع الاناشيد الاسلامية والحماسية، استعرض مؤيدو حركة "حماس" مجسمات لصواريخ الرنتيسي R160 التي فجاءت بها المقاومة الفلسطينيية العدو الصهيوني، مرددين قسم الولاء والوفاء لماقومة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.

وتحدث في الاعتصام كل من: رئيس "رابطة علماء فلسطين" الشيخ بسام كايد، مفتي صور واقضيتها الشيخ مدرار الحبال، نائب مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي، المسؤول السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود ونائب رئيس "هيئة العلماء المسلمين" في لبنان الشيخ ابو عطاء عارفي، فاجمعت الكلمات على ضرورة كسر الصمت العربي والدولي، معلنين الثقة بالنصر الذي ستحققه المقاومة الفلسطينية.

احراق اعلام

واحرق العشرات من الشبان الفلسطينيين واللبنانيين الغاضبين في صيدا العلمين الاسرائيلي والاميركي احتجاجا على العدوان الصهيوني على غزة وذلك خلال الاعتصام الجماهيري الذي نظمه اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني في ساحة الشهداء في المدينة دعما لصمود غزة ومقاومتها وتنديدا بالصمت الدولي.

وشارك في الاعتصام الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابوالعردات، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، مسؤول "القيادة العامة" في لبنان ابو عماد رامز، مسؤول حزب الله في منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر، ممثل حركة امل بسام كجك، مسؤول الحزب الديمقراطي الشعبي غسان عبدو، وممثلون عن القوى والاحزاب اللبنانية والفلسطينية وحشد من ابناء المدينة والمخيمات الفلسطينية.

ودعا سعد الشعوب العربية الى الثورة لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد العدوان الصهيوني على غزة وكل فلسطين، قائلا "نحن لا نعول على اجتماعات وقرارات الجامعة العربية ولا على مجلس الامن الدولي وانما على صمود وبطولة وانتصار الشعب الفلسطيني الذي يقاوم العدو ويلحق به الخسائر والاضرار والرعب ويحول مدنه الى اشباحـ قائلا "اننا في صيدا نعلن وقوفنا الى جانب النضال الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية التي تخوض أشرس المعارك ونقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ونحن على يقين أن الشعب الفلسطيني سوف ينتصر، وسيكسر الغزاة على أسوار غزة".

مسيرات غضب

وشهد مخيم عين الحلوة سلسلة مسيرات غضب استنكارا للعدوان الاسرائيليي والمجازر الصهيونية وانطلقت مسيرات عفوية جابت شوارع المخيم انطلاقا من منطفة سوق الخضار ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية وطالبوا فصائل المقاومة الفلسطينية الى الاقتصاص من هذا العدو واستمرار المقاومة والتصدي لهذا العدو الغاشم.

ونظم "قطاع الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري ، واتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع صيدا" و"شبيبة الحزب الديمقراطي الشعبي"، و"قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني مسيرة سيارات جابت كافة شوارع صيدا، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات تضامن مع غزة وكل فلسطين ودعوا للتصدي لهمجية العدو الصهيوني وهجمته الشرسة.

واستنكر الطلاب السكوت العربي حيال ما يحصل في فلسطين، كما صبوا جام غضبهم على ملوك وأمراء الرجعية العربية المتآمرين مع الصهاينة على ذبح وتشريد الشعب الفلسطيني، مؤكدين من صيدا بوابة الجنوب المقاوم وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ، كما أكدوا على أن بوصلة النضال يجب أن تكون فلسطين.

وفي مخيمات صور، انطلقت مسيرات منددة بالعدوان الصهيوني على غزة، واقامت المساجد فيها صلاة الغائب على ارواح الشهداء وذلك تلبية لدعوة من اللجان الدعوية في حركة حماس بحضور شخصيات علمائية وسياسية وجماهيرية بعدها توجه أئمة المساجد بالدعاء لأهل فلسطين والمقاومة حيث صدحت مآذن المساجد بالتهليل والتكبير.

ونظمت المؤسسات والجمعيات في مخيم البرج الشمالي وقفة تضامنية مع غزه تخللها اضاءة الشموع على مدخل المخيم يليها قراءة صورة الفاتحة على ارواح الشهداء قبل ان تنطلق مسيرة راجلة جابت شوارع وازقة المخيم وتميزت بمشاركة عدد كبير من ممثلي المؤسسات والجمعيات والاندية الكشفية والاحزاب والتنظيمات.

نظمت جبهة التحرير الفلسطينية وقفة تضامنية امام قاعة الشهيد عمر عبدالكريم في مخيم البرج الشمالي، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والقوى والاحزاب الوطنية والاسلامية اللبنانية، ممثلي اللجان الشعبية والجمعيات والمؤسسات الاهلية وفعاليات لبنانية وفلسطينية.

بركة يتوعد

وتوعد ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة بان تحقق الحركة النصر على العدو الصهيوني، مؤكدا "نقول امتنا العربية والاسلامية عليكم ان تراهنوا على الشسعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال، هذا الشعب لا يمكن ان ينكسر ولا يمكن للاحتلال الغاشم ان ينتصر عليه".

وشدد بركة خلال حفل افطار اقامته "حماس" في دار السلام في منطقة الشرحبيل بن حسنة - صيدا في حضور القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة للقوى الوطنية والاسلامية، "على رفض الفتنة المذهبية السنية الشيعية والاقتتال الفلسطيني اللبناني والفلسطيني الفلسطيني"، ولافتا "الى ان القوة الامنية التي انتشرت في عين الحلوة جاءت من اجل منع هذه المعارك المشؤومة الثلاث".

وقال: "حققنا انجازا كبيرا في لبنان، استطعنا وبفضل جهود المخلصين لبنانيين وفلسطينيين ان ننجز تشكيل القوة الامنية الفلسطينية المشتركة ولتنتشر قبل يومين في مخيم عين الحلوة.بدأنا ترتيب اوضاعنا السياسية في تموز الماضي واطلقنا المبادرة الفلسطينية الموحدة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان ولتعزيز العلاقات الاخوية اللبنانية والفلسطينة. نشرنا القوة الامنية لحفظ الامن في مخيم عين الحلوة وجواره لنرسل رسالة واضحة الى اشقاءنا في لبنان اننا حريصون على امنكم واستقراركم كما حرصنا على امننا واستقرارنا".

تابع:" نحن اليوم نقول بصوت واحد، كل الفصائل كل القوى الوطنية والاسلامية ان المخيمات الفلسطينية في لبنان لن تكون الا عامل استقرار في هذا البلد، اننا نرفض الفتنة المذهبية السنية الشيعية ونرفض الاقتتال الفلسطيني اللبناني ونرفض الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وهذه القوة الامنية جاءت من اجل منع هذه المعارك المشؤومة الثلاث".

المصدر: محمد دهشة | البلد