أعلام الثقافة في فلسطين (2)
د. روحي الخالدي.. رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين
خاص العودة
ينتمي المفكر والمؤرخ والسياسي المقدسي روحي ياسين الخالدي (1864ـ 1913)، إلى جيل المثقفين الأوائل في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وهو أحد أعمدة النهضة العربية في فلسطين في أواخر العهد العثماني.
كان روحي مثقّفًا واسع الاطّلاع، طارحًا على نفسه مهمة نشر الوعي بالحداثة والتعريف بالأسس التي تقوم عليها والوسائل اللازمة لبلوغها.
الخالدي اشتُهر بخطابه المنفتح، وإجادته لعدد من اللغات الأجنبية منها التركية والعبرية والفرنسية، ما مكّنه من الاطلّاع على السياسات الدولية وإدراك المطامع الأجنبية في البلدان العربية، وخفايا الحركة الصهيونية، وهو من أوائل رجالات فلسطين الذين تنبهوا إلى الخطر الصهيوني والأطماع اليهودية في فلسطين. وحول ذلك ألقى كثيرا من الخطب في مجلس النواب العثماني ونشر المقالات والدراسات.
كما تصدى مع النواب العرب الآخرين في مجلس المبعوثان لنواب الترك الاتحاديين، وهاجم مخططاتهم وأعمالهم ضد العرب وأمانيهم.
ويعدُّ الخالدي أحد المثقفين الذين صاغوا بكلماتهم، ذاكرة وطنية فلسطينية، قرأت ولادة المشروع الصهيوني بقلق كبير واقترحت سبل مواجهته.
وعن المكانة التي احتلّها الخالدي في المشهد الثقافي الفلسطيني المناهض للحركة الصهيونية، ودوره الوطني الرائد في مواجهتها يرى الباحث الأكاديمي الدكتور فيصل درّاج، في دراسته بعنوان «المثقف الفلسطيني وقراءة الصهيونية» أنّ "الإسم الأول الذي تصافحه الذاكرة الفلسطينية وهي ترى إلى موروثها الثقافي الوطني، الذي قاوم الصهيوني، هو (روحي الخالدي).
ويشير د. درّاج إلى أنّ هذا المثقف المقدسي أخذ في تعامله مع الصهيونية، بأطروحتين لهما ملامح فكرية أوروبية واضحة. ترى الأطروحة الأولى أن تاريخ الصهيونية هو تاريخ اللاسامية، أي تاريخ العداء لليهود، وتقول ثانيهما إن المشروع الصهيوني أثر لصعود الحركات القومية الحديثة في أوروبا، وتحققّها في كيانات سياسية مستقلة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة