أطباء غزة ينقذون ساق مصابة قرر مستشفى إسرائيلي بترها
انتهت فصول معاناة الشابة جهاد عبد ربه من مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعدما عاشتها لعشرين شهرًا؛ بفضل تمكّن ثلاثة أطباء بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة من علاجها، وإنقاذ ساقها من بتر محقق أقره أطباء إسرائيليين لها.
المواطنة عبد ربه (25 عامًا) كانت أصيبت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف عام 2014 جراء استهداف الاحتلال منزل عائلتها؛ فيما استشهد زوجها وطفلتها وشقيقها.
فصول المعاناة
وبدأت معاناة المصابة حينما تم تحويلها للعلاج بمشافي الاحتلال الإسرائيلي نتيجة تدهور وضعها الصحي، وعدد الإصابات الكبير؛ لكنّ الأطباء الإسرائيليين عجزوا عن نزع سيخ معدني زرعوه بساقها.
ويشير والدها عدلي عسلية إلى أن ابنته خضعت للعديد من العمليات الجراحية في ساقها داخل مشافي الاحتلال؛ إلى أن انتهى بها الحال لفشل الأطباء الإسرائيليين بنزع سيخ بلاتين زرعوه بساقها؛ ليقرروا بترها.
ويقول لمراسل "صفا": "عشت أسوأ أيام حياتي؛ فبعد كل الجهد والعناء وثلاث رحلات علاج إلى إسرائيل، يقولون لي ننتظر موافقتك على بتر ساق ابنتك!".
وتنقلت المصابة خلال رحلة علاجها التي استغرقت نحو 20 شهرًا، بين مستشفى المقاصد بمدينة القدس المحتلة، ومستشفى "تل هشومير" في "تل أبيب".
رفض الأب الموافقة على بتر ساق ابنته، وعاد إلى غزة ليتوجه إلى قسم العظام بمشفى الشفاء، وهناك، قال له الأطباء إن بإمكانهم التعامل مع حالتها ونزع سيخ البلاتين من ساقها.
نجاح العملية
ويقول مستشار جراحة العظام والمفاصل بمجمع الشفاء الطبي عدنان البرش– أحد الأطباء الثلاثة الذين أشرفوا على عملية المصابة- إنها جاءت بتوصية من مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي بتوصية بتر للساق اليسرى.
ويضيف لمراسل صفا "أخذنا على عاتقنا إزالة السيخ المعدني لنجنب المريضة بتر الساق، وبفضل الله نجحنا في ذلك".
وخضعت المريضة لعملية جراحية بمشفى الشفاء امتدت لخمس ساعات استطاع خلالها الأطباء نزع السيخ المعدني وتثبيت جهاز TSF"" بساقها، لتتماثل بعدها للشفاء، وفق البرش.
ويلفت المستشار إلى أن تكلفة الجهاز المثبت للمصابة تبلغ نحو خمسة آلاف دولار، فيما ستخضع لفترة علاجية تمتد لستة أسابيع؛ وسيجري بعدها إزالة الجهاز بعملية أخرى لتستطيع السير مجددًا على قدمها.
وتقول المصابة عبد ربه لمراسل "صفا": "اليوم تنتهي معاناتي من التنقل داخل المشافي الإسرائيلية، وإجراء نحو 18 عملية جراحية بساقي".
وتضيف، والسعادة تغمر وجهها، "الحمد لله لم أفقد ساقي؛ فليس من المعقول كل هذا العناء والتنقل والسفر وأفقدها، الله لطف بي. وكلي شكر وتقدير وامتنان للكادر الطبي في غزة".
أزمة ثقة
ويعتقد الفلسطينيون في غزة أن الطواقم الطبية المحلية لا تتمتع بكفاءة عالية كما الأطباء في مشافي الداخل الفلسطيني المحتل، وهو ما يرجعه أطباء إلى "أزمة الثقة" بين الجانبين.
ويقول رئيس فريق الكسور المعقدة بمجمع الشفاء الطبي الطبيب محمود مطر إن هناك "أزمة ثقة حقيقية" بين المواطنين والطواقم الطبية، لكنه يعزو ذلك إلى قلة الإمكانيات.
ويضيف لمراسل "صفا"، "قلة الإمكانات والمعدات شكلت عائقًا كبيرًا لدى الطواقم الطبية، لكننا نمتلك خبرات جراحية واسعة، وكوادر مميزة".
ويشير مطر إلى أن حالة المريضة "عبدربه" لم تكن لتتحول للعلاج في الخارج في الظروف الطبيعية، لكن ظروف العدوان، وازدياد عدد المصابين بشكل كبير، اضطرهم لذلك.
وأنشأت وحدة الكسور المعقدة في مستشفى الشفاء بغزة أواخر العام الماضي، ووفق بيانات رسمية، فإنها أنجزت نحو 20 عملية كانت مقدرة للعلاج بالخارج، بالإضافة لتقييم وتشخيص نحو 150 مريضًا.
المصدر: وكالة صفا
أضف تعليق
قواعد المشاركة