مهنة "التنجيد" تقاوم الاندثار في غزّة

منذ 9 سنوات   شارك:

تقاوم مهنة "التنجيد" في قطاع غزة الاندثار، بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها، والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وانتشار المنتج الجاهز، ناهيك عن عزوف الأجيال الشابة عن العمل فيها، لكن ثمة من أمضى عقوداً فيها يُصر على أن يحفظ إرثاً ورثه عن الأجداد.

على قطعة من القماش كبيرة الحجم، داخل ورشته، غربي مدينة غزة، يطرق سليم العكلوك (50 عاماً)، كميات من القطن، ليحشو بها وسادات وأغطية يقوم بتحضيرها لزبائنه.

ولا يكترث العكلوك لعلامات الإرهاق التي بدت على جسده النحيل، جراء انشغاله ساعات طويلة في مهنته التي ورثها عن والده، منذ 35 عاماً، حسب قوله.

بعد أن انتهى من صناعة آخر وسادة بشكل يدوي من القطن الأبيض، قال العكلوك إن "أعداد من يعملون في مهنة التنجيد وصناعة أنواع الفراش من وسائد وأغطية محشوة بالقطن يدوياً في قطاع غزة، محدودة جداً، وذلك بسبب ارتفاع أسعار هذه المنتجات نسبياً، مقابل انخفاض مستوى المعيشة في القطاع نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع نسبة البطالة".

وأضاف، بينما كان ينظف أحد الأغطية الثقيلة من بقايا القطن: "ورثت هذه المهنة عن والدي، وهو ورثها بدوره عن جده الذي كان يعمل فيها لنحو 80 عاماً". وتابع: "في الماضي كان العديد من المواطنين في قطاع غزة يعملون في مهنة التنجيد، ويعلّمونها لبعضهم البعض، لكن قلّة إقبال الناس على شراء منتجات هذه المهنة بسبب ارتفاع أسعارها، تسبب في عزوف معظم المنجدين عن العمل، ناهيك عن عزوف جيل الشباب عن العمل فيها".

وعن خطوات التنجيد، يوضح: "في البداية نقوم بتنفيض ونثر القطن بالعصا، ثم نضعه داخل ماكينة تقوم بندف (ضرب) القطن، وتفكيك أجزائه، لنقوم بعد ذلك بصناعة الوسادة أو الغطاء أو فراش من القماش، ونحشوه في ما بعد بالقطن الطبيعي".

وفي النهاية تأتي الخطوة الأهم، وهي زخرفة المنتج بأشكال هندسية، وورود جميلة باستخدام إبرة وخيط أبيض، وكثير من الخبرة. وداخل محله الصغير المتواضع، الذي لا تتجاوز مساحته ثلاثة أمتار مربعة، يضرب العكلوك إحدى الوسادات التي صنعها بعصا كبيرة، قائلاً: "محظوظ من يمتلك في غزة مهنة ليعمل بها أمام الفقر والبطالة التي تتنامى يوماً بعد يوم"، وأردف: "هذه المهنة توفر الاحتياجات الأساسية لأسرتي المكوّنة من 17 فرداً".

وهذا العمل ليس باباً للرزق فقط، بل هو إرث الآباء والأجداد، والتمسك به واجب للحفاظ على تلك المهنة من الاندثار، وفق قول العكلوك، الذي بات يعمل اليوم لوحده، بعد أن كانت ورشته تحوي أعداداً متفاوتة من العمال، وذلك بسبب قلة إقبال الناس على شراء الفراش المصنوع يدوياً.

وختم المُنجّد حديثه بالقول: "مهنة التنجيد أصبحت تحارب من أجل البقاء في ظل وجود الفراش، والوسادات، والأغطية الجاهزة". ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق منذ عام 2007، تسبب في تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لقرابة مليوني شخص (إجمالي عدد السكان).

المصدر: العربي الحديد 



السابق

الأمم المتحدة توافق على رفع علم فلسطين على مقرها

التالي

عائلة فلسطينية سورية تناشد الإفراج عن ابنها في السجون التركية


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.