فلسطينيو48 وخضر عدنان.. تضامنٌ وحشدٌ عجّل ساعة النصر

منذ 9 سنوات   شارك:

 يشكل الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 عصب الحراك والتضامن في العديد من القضايا الوطنية الفلسطينية، ويشكلون في معظم الحالات الضاغط الأكبر على سياسات دولة الاحتلال، وإن كان ذلك يرجع لاعتبارات كثيرة جيوسياسية وديموغرافية، إلا أن حجم الشعور بالمسؤولية الوطنية يزداد يوما بعد يوم، ومن موقف لآخر.

ليلة أمس كانت واحدة من تلك الدلالات على حجم التأثير والمشاركة بقوة في ساحة الأحداث الوطنية؛ فمئات المتضامنين والأهالي من فلسطينيي الداخل الذين تجمهروا أمام مستشفى "أساف هروفيه" كان لهم دور ومساهمة فعالة في تسريع التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الأسير خضر عدنان بعد إضراب استمر 55 يوما.

عاطفة وطنية

أثارت مظاهر اعتصام زوجة وأبناء عدنان على أرصفة المستشفى في العراء مشاعر العشرات من النشطاء، وهيّجت عواطفهم، فبادروا بالخروج إلى عائلة الأسير عدنان للتضامن معهم.

ويروي الناشط الشبابي مهند أبو غوش من حيفا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، بعض مجريات أمس، بالقول: "ما جرى بالأمس بعد تضارب الأخبار بتردي الحالة الصحية للشيخ، وظهرت صور مخجلة لزوجة الأسير تحمل ابنها في العراء، ولوالديه أمام مستشفى "أساف هروفيه"، سبب ذلك خجلا للنشطاء فذهبوا للتضامن، وحتى اللحظة الأخيرة كنا متوقعين أن نذهب لتشييعه".

وأضاف أبو غوش "المتضامنون كان همهم الوصول إلى المستشفى دون التفكير بطريق العودة مما اضطر بعضهم للبقاء هناك لفترة طويلة قبل أن يستطيعوا العودة لبيوتهم، وكنا متشككين طوال فترة وجودنا من الوضع الصحي والتوصل إلى اتفاق إلى حين خرج والد الأسير، وأعلن إنهاء الإضراب".

ويعلق أبو غوش على أسباب ارتفاع وتيرة التضامن أمس عن سابق الأيام بقوله: "المسألة كانت عاطفية، وهذا شيء خطير أن تكون فقط العاطفة هي المحرك لنا للتضامن مع قضايانا الوطنية، وسنصبح بذلك وجودًا بيولوجيًّا ولسنا جماهير، فقضية التضامن مع عدنان ليست قضية شخصية، وإنما قضية إنهاء معاناة الاعتقال الإداري".

بدوره يرى لؤي الخطيب، عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد أنه: "بعد صمود الشيخ عدنان، لولا هبة الجماهير في الأمس بطريقة فاجأت المخابرات الإسرائيلية لما تحقق هذا النصر بهذه السرعة، وأنا رأيت ذهول رجال المخابرات أمام الموقف حيث رأوا شبابًا مستعدين للتضحية لإنقاذ حياة خضر عدنان".

وأضاف الخطيب "صحيح بدأت المظاهرة بهبة عفوية للتواصل مع ذوي الشيخ، لكنها تحولت إلى مظاهرة مما اضطر المسؤولين الإسرائيلين لإنهاء القضية وإنهاء المظاهر الاحتجاجية أمام وداخل مؤسسة عامة، وذلك حتى لا تثير هذه القضية الرأي العام الإسرائيلي، فأرادوا التخلص منها، ولم يكن أمامهم سوى الخضوع لمطالب الشيخ".

وحول السيناريوهات التي كان يتوقعها الناشطون خلال التظاهر؛ قال الخطيب "في حال لو كانت نتيجة الإضراب لا سمح الله استشهاد خضر، لكان هناك حراك في المنطقة أكبر مما يتوقع الإسرائيليون، فالشعور لدى الجماهير برمزية خضر عدنان أكبر من كل التوقعات".

بدورها عقبت الناشطة سهير بدارنة من حيفا قائلة إن "ما جرى بالأمس لم يكن كما المعتاد؛ ففي المظاهرات العادية لا يخرج مثل هذا العدد، وما جرى بالأمس كان شيئًا مميزًا ومشرفًا من حيث حجم التضامن والانتصار للقضية ومن كافة المناطق".

وأضافت بدارنة "خرجنا ومعنا الملابس والأغطية والألعاب لأولاد عدنان، ولو تأخر توقيع الاتفاق والخضوع لمطالب عدنان لتضاعف حجم المشاركة وزادت ردود الفعل".

شعور بالتقصير وفخر بالانتصار

ويؤكد الناشط مهند أبو غوش "إن إنهاء معاناة الشيخ خضر عدنان كانت بصموده، ولم يكن حجم المظاهرات خلال أيام إضرابه يليق بحجم صموده أو أن لها أي دور في إنهاء معاناته، سوى ما جرى بالأمس".

وأضاف "شعرنا بالخجل أمام صمود وانتصار خضر عدنان على جهازٍ ودولة تعمل ليل نهار، وحقق صورة ناصعة لصمود الشعب الفلسطيني، وشعرنا بالخجل والعجز حيث لم يكن تضامننا معه لائقا بصموده".

بدوره وصف عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي الخطيب لحظة إعلان فك إضراب الأسير عدنان بقوله: "عند الإعلان عن الانتصار شعرت بالعزة والنصر والكرامة، بعدما تعودنا على الخذلان شعرنا لأول مرة أن هذه الليلة ليلة عيد وطني وانتصار".

ويرى الخطيب أنه رغم النظرة السلبية والشعور بالتقصير تجاه قضية الأسير عدنان، إلا أنه يرى أن الفعاليات التي نظمت خلال الأيام السابقة ورغم ضعفها كان لها دور في الوصول إلى تلك اللحظة من الهبة الجماهيرية والانتصار.

ويوضح الخطيب ذلك بقوله: "نظمنا العديد من الفعاليات التضامنية مع الأسير خضر عدنان، ونحن كأبناء البلد وغيرنا من الأطر السياسية والنشطاء بدأنا مبكرين في حملة التضامن، مما شكل خلفية واضحة حول قضية عدنان، حيث تكامل الشعور بالتضامن مع عائلة الأسير عدنان على أبواب المستشفى والوعي بقضية الأسير وأهميتها، مما حفز الجماهير للتضامن مع عدنان، وكان ما جرى بالأمس هو حصاد التضامن على مدى شهرين، ولو لم يكن بالمستوى المطلوب".

من جهة أخرى يرى الناشط مهند أبو غوش أن هذا الانتصار كان نوعيا من حيث إن "الشيخ خضر استفاد من تجربته السابقة؛ بحيث أضاف على مطالبه التعهد بعدم اعتقاله مرة أخرى إداريا، وكانت خطوة مدروسة بنزع شرعية الاعتقال الإداري بشكل نهائي".

وأضاف أبو غوش "الشيخ خضر دفع وسيدفع بعد خروجه لفترة طويلة ثمن هذا الانتصار بتلف خلايا جسمه؛ فهو يدرك أنه استشهادي على المدى الطويل نتيجة هذه الاضرابات الطويلة والمتكررة، ولكنه كان مصرًّا على شراء حريته وكرامتنا".

أما الناشطة سهير بدارنة، فترى أن "الانتصار يسجل للشيخ وحده، ونحن خجولون أمام هذا الانتصار"، وعبرت عن مشاعرها عند سماعها خبر تلبية مطالب الأسير عدنان، بقولها "شعرنا بالفرح الشديد لإعلان انتصار عدنان، وأدركت أن هذه الفرحة والسعادة صنعها هو بصموده وعزيمته".



السابق

العالول: المرزوقي بخير والمتضامنون يصرون على تسيير أسطول جديد نحو غزة

التالي

مداهمة قرية إقرث المهجرة ومصادرة أغراض من الكنيسة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.