فنانو غزة يحولون جدران البيوت المدمّرة لـ"لوحات فنية"
تحولت جدران أبنية تهدّمت في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، إلى لوحات فنية، رسمتها ريشة عدد من الفنانين الفلسطينيين، إحياءً للذكرى الـ "67 للنكبة".
وعلى جدار أحد المنازل المدمّرة، انشغلت الفنانة التشكيلية، براء العاوُور "23 عامًا"، برسم رجل، يده اليمنى على شكل "مفتاح"، بينما بدى باقي جسده ويده اليسرى كأنها "أغصان الشجرة".
وتقول العاوُور، الحاصلة على شهادة جامعية في تخصص اللغة الإنجليزية، وهي تشير إلى جداريتها التي رسمتها باللونين الأسود والرمادي، إن "اليد اليمنى ترمز إلى مفتاح العودة، وأنني سأعود يومًا إلى بيت عائلتي في مدينة المجدل، التي هُجرنا منها خلال نكبة عام 1948".
وتضيف لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء:" أغصان الشجرة ترمز لاستمرارية الحياة، ومحبتنا للخير والعيش بسلام، وتأكيدًا على ثباتنا وأحقيتنا في الوجود، والعودة إلى أراضينا".
واستدركت:" لوحاتنا هنا تؤكد على أن النكبة ما زالت مستمرة، وأنها تكررت وبلغت ذروتها الحقيقية في حرب عام 2014، وباللون والريشة وضعنا أثرًا فوق هذه الأنقاض ليبقى شاهدًا جديدًا على نكباتنا".
وشارك العديد من الفنانين الفلسطينيين، في تلوين دمار ما خلفته الحرب على غزة، في السابع من يوليو، بمبادرة دعا إليها "اتحاد الإذاعة والتلفزيون" في قطاع غزة، إحياء للذكرى الـ "67 للنكبة الفلسطينية".
وعلى فتحة كبيرة في أحد الجدران، ناتجة عن صاروخ إسرائيلي اخترقه، انشغل الفنان جميل اِرقيّق، بعمل مجسم لطفل صغير يرتدي قميصًا أبيض اللون، وسروال وردي، ويحمل في يده وردة بيضاء.
ويحاول هذا الطفل الهروب من الموت والعيش بسلام وحب وأمل، على حد وصف اِرقيّق "50 عامًا".
وحصل اِرقيّق الذي يعمل مدرسًا لمادة الفنون الجميلة، في أحد مدارس قطاع غزة، على هذه الملابس بعد بحثه أسفل أنقاض المنازل التي تهدّمت، كما يقول لمراسلة الأناضول.
وتابع:" رسالتنا من تحويل هذا الدمار إلى لوحات فنية، بأننا متعاطفون بكل فئات شعبنا مع أهالي حي الشجاعية، الذي تدمر بشكل شبه كامل خلال الحرب".
وأشار إلى أن "هذه اللوحات تقول للعدو الإسرائيلي، بأننا رغم الدمار والتشريد لا نتخلى عن حقوقنا المسلوبة، وسنعود إلى أرضنا يومًا ما".
من جهته قال صالح المصري، عضو مجلس إدارة اتحاد الإذاعة والتلفزيون، (منظمة الفعالية) إن 15 فنانًا شاركوا في "تلوين جدران المنازل المهدمة"، ورسموا 9 لوحات جدراية.
وتابع لمراسلة الأناضول:" هذه الجداريات توثق ما تعرض له الفلسطينيون خلال حرب 1948، وحتى حرب عام 2014، وهي رسالة صمود وتحدي وأن تحرير أراضينا قد اقترب".
وشنت إسرائيل، في السابع من يوليو الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، وأسفرت عن مقتل ألفي فلسطيني بينهم أكثر من 570 طفلاً بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
كما وتسببت الحرب بإصابة 11 ألف فلسطيني، بينهم 3 آلاف طفل تقول منظمات حقوقية إن بينهم ألف باتوا في إعاقة دائمة.
وسنويا، يحيي الفلسطينيون ذكرى هذه النكبة في 15 من مايو من كل عام بمسيرات احتجاجية وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948.
و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على استيلاء "المجموعات اليهودية المسلحة"، على أراض فلسطينية وتهجير أهلها عام 1948، لإقامة دولة إسرائيل، في مايو/ أيّار من العام ذاته.
وعلى إثر ذلك هُجر الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم وفقدوا مساكنهم وتوزعوا على بقاع مختلفة من أنحاء العالم.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام 2013 وصل إلى 5.9 مليون نسمة، يتوزعون على 58 مخيما بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وقد أنشأت الأمم المتحدة وكالة خاصة لـ "إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في تلك المخيمات.
أضف تعليق
قواعد المشاركة