مخيم شاتيلا: فرح الغناء والموسيقى بين النازحين

منذ 9 سنوات   شارك:

 «أنا نور جان من كوباني في سوريا، عمري تسع سنوات. بيتنا حلو في كوباني، وزعلانة لأنو تركناه. أعيش مع بابا وماما وأخواتي في مخيم شاتيلا، وبدي أرجع على بيتنا، وما بدي إبقى في المخيم. بس بحب غني».

نور جان طفلة من سوريا، تركت بيتها ومدرستها منذ ثمانية أشهر، ونزحت مع أهلها إلى مخيم شاتيلا. تتعلم في مدرسة التعليم السريع التي افتتحتها جمعية بسمة وزيتونة للأطفال السوريين والفلسطينيين، الذين لم تتوفر لهم مقاعد في المدارس اللبنانية. تحب نور الغناء وصوتها عذب جميل، وقد غنت ضمن كورال الأطفال في احتفال أقامه المركز الثقافي التابع للجمعية في المخيم.

وعلى مدى ثلاثة أيام، أشاعت «جمعية بسمة وزيتونة» الفرح، غناء ورقصا وعزفا، إلى جانب معرض صور النازحين، وعرض أكثر من عشرة أفلام سينمائية قصيرة لخريجين شباب.

وشكل الاحتفال ملتقى لفنانين وناشطين شبان وشابات من الجنسيات السورية والفلسطينية واللبنانية، وحضور كانت غالبيته من النساء والأطفال، بينهن نساء أجنبيات جئن مع أطفالهن وهن من الناشطات في مجال مساعدة النازحين.

وفي ظل انخفاض التمويل الدولي للنازحين، استطاعت الجمعية تمويل الاحتفال من برنامج الأمم المتحدة الانمائي، وأعلن ممثل البرنامج في لبنان لوكا راندا في كلمة له أن البرنامج يدعم للمرة الأولى بسمة وزيتونة، متمنيا ألا تكون المرة الأخيرة، وقال إن أشخاصا من جنسيات متعددة عرضوا أعمالهم واستطاعوا من خلالها إيصال الرسالة التي يريدونها. وأكد على أهمية العمل الاجتماعي، موضحا أن أهمية المركز الثقافي تكمن في إقامته في مخيم شاتيلا وجمع أشخاص من جنسيات عدة.

من جهته، قال مدير «جمعية بسمة وزيتونة» جورج طالامس خلال لقائه أن التمويل انخفض بشكل كبير، ولم يعد بمقدور الجمعية تقديم المواد الغذائية، ومواد التنظيف والأدوية للنازحين كما كانت تفعل سابقا، وتقتصر مساعداتها حاليا على مدرسة التعليم السريع، والمشغل النسائي والمركز الثقافي. وأضاف أن المنظمات والمؤسسات الدولية تعتبر أنه بعد ثلاث سنوات من النزوح يمكن للنازح التأقلم مع وضعه الجديد. وأوضح أنه لم يختر مكانا عاما، مع العلم أن قاعة الاحتفالات صغيرة على الجمهور لأنه يريد للناس المجيء إلى مقر الجمعية والتعرف إلى المركز الثقافي والاعتياد عليه وعلى المكتبة العامة التي تم افتتاحها في المركز، بتمويل من السفارة الأسترالية في لبنان.

وقد شارك في معرض التصوير الضوئي أحد عشر مصورا بينهم ستة أطفال تدربوا على التصوير في المركز الثقافي. ويوضح أحد المصورين المحترفين محمد عبد الله من سوريا أنه مصور حرب، والصور المعروضة له هي من مخيمات النزوح في البقاع الأوسط. بينها واحدة شديدة التعبير لإحدى الخيم وعليها وجه عارضة أزياء بالمقلوب، وقربها يجلس فتى يبيع البسكويت وسط الثلوج. ويقول عبد الله إنه شارك في معارض عدة بينها معرضان في المركز الثقافي البريطاني والبندقية في إيطاليا، وسوف يشارك قريبا في أحد المعارض في الولايات المتحدة الأميركية.كما يوضح المصور علي الشيخ أن صوره من مخيم المرج في البقاع، وهو يعمل في جمعية عيون سوريا للإغاثة والتنمية ومركزها البقاع، مشيرا إلى أن الجمعية لم تتأثر بانخفاض التمويل الدولي لأن مصدر تمويلها من تبرعات تجمعها سيدات سوريات مقيمات في الخارج.

وفي القاعة المجاورة للمعرض، استهلت فرقة أحلام لاجئ الاحتفالات الموسيقية بالدبكة التي تناوبت عليها فرقتان، أطفال وفتيان، دبك الأطفال على وقع أغنية: يا تراب الأرض اشتقنا ملعون ياللي فرقنا، ويا طلة خيلنا من قاع الوادي، وأسمر فلسطيني زين الشباب. ودبك الفتيان والفتيات على إيقاع الدربكة، وأغنيتي وين عا رامالله، وهدى البلبل على رمان سمعتو بالليل يغني.
ث
م عُرضت أفلام قصيرة من اختيار نادي لكل الناس وهي مشاريع خريجين لطلاب السينما والمسرح في معهد الفنون الجميلة، بينها فيلم «صورة جدي» لوسيم جعجع، وقد أراد فيه طفل من القرية تظهير صورة جده القديمة ولم يعطه والده النقود، فأعطته والدته سطل حليب كي يعطيه للمصور بدل النقود. وكان النتيجة تظهير الصورة معلقة من والده. ثم فيلم «لعبة البيت» لطفلين رفض فيه الصبي أن تمكث البنت معه في غرفة الجلوس وطلب منها الذهاب إلى المطبخ لتحضير الطعام، وصرخ في وجهها فزعلت ثم راضاها وأعادها إلى اللعب، وفيلم «ما لاعب» تحدث فيه رجال كبار في السن بحسرة عن ذكرياتهم في لعب الكرة، لكن أحدا منهم لم يحترف اللعب.

واختتم اليوم الأول بحفلة ساندي شمعون مع العازفين سماح أبو المنى وعماد حشيشو، وغنت ساندي: شد الحزام على وسطك لا بد يوم باردو ويعدلها سيدك. بوتيكات الناتكة والنات وشقق مفروشة وعملات. غابة كلابها ديابة نازلين في الناس هام واللي ينام في الغابة رح يتاكل هام. سايس حصانك عالقنى وتعالى تلقى القليلة مبخرة وملانة.

في اليوم الثاني عرضت أيضا مجموعة أفلام قصيرة، بينها فيلم لولاء أبو جياب تروي فيه سيدة كيف نزحت من مخيم اليرموك. وفيلم «بلا ولا شي»، عن الحب من دون مقومات للعيش وكيف يؤدي إلى الفشل.

بعد الأفلام القصيرة، غنى كورال بسمة وزيتونة من الأطفال: مرحبا يا أهلا بيكم شرفتونا منحييكم، ما رح نسأل مين إنتو،إنت آنستوا وشرفتوا. يا لور حبك قد لوع الفؤاد. البنت الشلبية.

والتهبت القاعة، مع صوت المغنية السورية ماريا الحسن العذب والفرقة الموسيقية صبحي عبد على العود، مازن الأثاث على الغيتار، غياث قناعة على الكاخون: ها الأسمر اللون ها الأسمراني، تعبان يا قلب خيو هواك رماني. وجك بيذكر بالخريف. طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجيران. البحر بيضحك ليه ليه ليه. دخلك يا طير الوروار. وأوضحت ماريا أنها من اللاذقية وتعيش في لبنان لأنها تدرس الموسيقى في معهد الكونسرفاتوار الوطني. تغني حاليا في مطعم أم نزيه في الجميزة، بعدما كانت تغني في المركز الثقافي في اللاذقية.
في اليوم الثالث، حفلتان موسيقيتان وندوة حوارية. وعند مدخل القاعة عرض ستاند أشغال حرفية لنساء المحترف، وهي عبارة عن حقائب نسائية يدوية طرزت على الطريقة الفلسطينية التراثية.

المصدر: السفير



السابق

انطلاق فعاليات ذكرى النكبة برام الله

التالي

الأردن يرفض تقليص خدمات "أونروا" للاجئين الفلسطينيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.