"روابي"... مدينة فلسطينيّة تمثل نموذجاً للعراقيل الإسرائيليّة

منذ 9 سنوات   شارك:

 يبدو المشهد نقيضاً للمشهد: صهاريج تحمل المياه وتصعد الجبل لتفرّغها في خزان كبير يوزّعها على الأحياء، حيث يجري منذ ثلاث سنوات بناء أول مدينة تسمح إسرائيل بإقامتها في الأراضي الفلسطينية منذ احتلالها عام 1967، وهي مدينة روابي قرب رام الله وسط الضفة الغربية.

بالتأكيد، لم يكن هذا الأسلوب البدائي في نقل المياه لبناء مدينة كبيرة وحديثة، من اختيار الشركة المنفذة للمشروع، ولا بسبب نقص المياه الجارية في البلاد، وإنما بفعل القيود الإسرائيلية التي تضع عقبة كبيرة في كل خطوة صغيرة كانت أم كبيرة، يقوم بها الفلسطينيون.

قبل أيام، وبعد ثلاث سنوات من البناء، سمحت إسرائيل لمدينة روابي بالتزوّد بالمياه الجارية، وهي مياه فلسطينية تُستخرج من أحواض جوفية مجاورة، وذلك بعد تعرّضها لضغوط دولية عديدة شاركت فيها جهات ودول وشخصيات ووسائل إعلام، من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زار المدينة، الى وزراء خارجية ورؤساء دول الاتحاد الأوروبي، الذين زاروا المدينة خلال زياراتهم للبلاد في السنوات الأخيرة.

وأوضح رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات: «لم يبق مسؤول سياسي أو اقتصادي في العالم زار البلاد في السنوات الأخيرة، إلا واصطحبناه لزيارة روابي، وطلبنا من بلاده القيام بالضغط على إسرائيل للسماح بمدّ هذه المدينة بالمياه». وأضاف: «العراقيل التي واجهتها مدينة روابي، هي العراقيل نفسها التي تضعها إسرائيل في وجه الفلسطيني في كل عمل أو مشروع تطويري أو تنموي أو حياتي يقوم به». وتابع: «إسرائيل نزعت الولاية الجغرافية والأمنية والاقتصادية عن السلطة الفلسطينية، وهي التي تتحكّم في كل شأن من شؤون حياتنا وتزرعه بالعقبات، ما يجعل كل خطوة نقوم بها صعبة الى هذا الحد».

وكانت اسرائيل وافقت على بناء روابي أثناء العملية السياسية، في ما بدا أنه محاولة منها لتحسين صورتها أمام العالم، الذي لا يتوقف عن انتقاد سياستها القائمة على بناء المستوطنات، التي وصل عددها الى 184 مستوطنة وحوالى 200 بؤرة استيطانية يقطنها أكثر من 650 ألف مستوطن. لكن بعد أن سمحت بإقامة المدينة، لم تترك عقبة إلا ووضعتها في طريق بنائها، شأنها في ذلك شأن أي مشروع آخر في البلاد.

وبدأت شركة خاصة، «بيتي»، بإقامة المدينة عام 2010، لتصطدم بالعقبة الأولى، وهي رفض السلطات الإسرائيلية السماح لها بشق طريق في المنطقة «ج» الواقعة تحت إدارتها المدنية والأمنية، ما أجبرها على تأخير البناء فترة طويلة هدّدت المشروع برمته، وألحقت بأصحابه خسائر كبيرة.

وقال مدير شركة «بيتي» المنفّذة للمشروع بشار المصري: «أدى منعنا من استخدام الطريق المار في هذه المنطقة، إلى تأخير في عمليات البناء لمدة سنتين، وأدى تأخير الموافقة على تزويدنا بالمياه إلى تأخير في خطط البناء لمدة عام على الأقل».

وأوضح أن مشروع المدينة شارف على الانهيار العام الماضي نتيجة مماطلة إسرائيل بالموافقة على تزويده بالمياه، مشيراً إلى أن الجمهور الذي أبدى إقبالاً شديداً على المشروع في سنواته الأولى، بدا عازفاً عنه في السنة الأخيرة، بسبب قلقه الشديد من إمكان الحصول على الماء.

وقال المصري إن الخسائر التي لحقت بالمشروع نتيجة تأخير الموافقة على المياه، وصلت إلى حوالي 80 مليون دولار، لافتاً إلى أن الشركة المنفذة اضطرت إلى إبطاء البناء بنسبة كبيرة وصلت إلى حوالى النصف في السنة الأخيرة.

ودبّت الحياة مجدداً في مدينة «روابي» في الأيام الأخيرة، بعد الموافقة الإسرائيلية على تزويدها بالمياه، واحتفل العاملون فيها، وأخذوا يحثّون الخطى لاستكمال إقامة البنية التحتية للحيين الأول والثاني اللذين اكتمل بناؤهما.

وقال المصري إن الشركة ستسلّم الشقق السكنية في هذين الحيين اللذين يضمان 669 شقة سكنية، خلال ثلاثة أشهر.

وتضمّ المدينة في مرحلتها الأولى، ستة آلاف وحدة سكنية موزعة على 23 حياً سكنياً، يتخلّلها مركز تجاري، ومكاتب للشركات، ومدارس ومسجد وكنيسة وسبع صالات سينما، ومسرح روماني يتّسع لـ 15 ألف متفرج، وملعب لكرة القدم وآخر لكرة الطائرة، ومتنزه يمتد على مساحة 135 ألف متر مربع.

لكنّ حدود تطوير المدينة، تمتدّ على مساحة تساوي خمسة أضعاف مساحة البناء الحالية، ما يتيح للمزيد من المواطنين الانضمام إليها والبناء فيها مستقبلاً.

المصدر: الحياة



السابق

النقب: السلطات الإسرائيلية تهدم 50 منزلا منذ مطلع العام

التالي

أطفال "صم" بغزة يُجسّدون معاناتهم بأفلام كرتونية صامتة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.