متى ترى غزة "مليارات الإعمار" المتوقفة على عتبة المانحين؟
أكثر من خمسة مليارات دولار وُعِد بها الغزيين وهي أملهم في انعاش أوضاعهم، تلك الأموال التي تعهدت الدول المانحة بدفعها لصالح غزة، إلا أن مقولة "أُذنٌ تسمع وعينٌ لا ترى" تلخص حالهم منذ انتهاء الحرب الأخيرة.
وتعهّدت دولٌ ومنظمات دولية في مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة في أكتوبر من العام الماضي، بتقديم مساعداتٍ تقدّر بـ 4.5 مليار دولار نصفها لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة، إلا أن حِفنة قليلة من الأموال وصلت غزة.
الأمم المتحدة طالبت الدول المانحة والمنظومة الدولية التي وعدت بتمويل غزة وإعادة إعمارها بالوفاء بتعهداتها، وتحويلها لالتزامات تُطبّق على أرض الواقع، بينما حثّت اللجنة الرباعية الدولية من جهتها الدول المانحة على دفع المساعدات لغزة.
بانتظار وصول الأموال
حكومة التوافق الوطني قالت إن ما وصلها من أموال المانحين قليلٌ جدًا، مؤكّدةً سعيها لحث الدول المانحة على الالتزام بتعهداتها.
وقال ناجي سرحان وكيل وزارة الاشغال العامة والاسكان في حكومة التوافق، لـ"الرسالة" إن حجم الأموال التي وصلت لغزة من المانحين هي قرابة 60 مليون دولار لوكالة الغوث "الأونروا"، وحوالي 15 مليون أخرى لـ"UNDP"، في حين أن ما وصل وزارة الأشغال عبارة عن 25 مليون دولار من قطر على أن تُتبع بمثلها قريبًا.
وأكّد سرحان بذل الحكومة جهودًا كبيرة لدفع عجلة الإعمار والإسراع بوصول الأموال الخاصة بغزة، موضحًا أن الحكومة زارت دولًا خليجية للإسراع في وصول الاموال اللازمة للإعمار.
وقال سرحان إن اجتماعًا للفريق الوطني للإعمار عُقِد مع الدول المانحة قبل فترة قصيرة، وتم حثها على دفع الأموال اللازمة، وقد تلقت الحكومة وعودا جديّة بالعمل على ذلك.
من جهته، قال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لـ"الرسالة" إن المشكلة الأساسية التي تواجه الأونروا هي قلة الأموال، الأمر الذي يعرقل أيّ عملية مساعدة للمتضررين.
ماذا نفعل نحن؟
ويتساءل المواطنون المدمرة منازلهم في غزة عما يمكن أن تؤول إليه أمورهم المأساوية في حال استمرت أموال إعمار غزة مجهولة المصير ما بين مانحين غير ملتزمين وأطراف تتلاعب في مسألة الإعمار.
عمر محمود مواطن دمر منزله يبدي امتعاضه من تأخر إعمار ما خرّبه الاحتلال في منازلهم وتجاهل آلامهم وتضحياتهم، محملًا الحكومة ورئيس السلطة محمود عباس والمجتمع الدولي المسئولية عن حياتهم في ظل ظروفهم القاسية.
عمر وعائلته واحدٌ من آلاف المواطنين الذين دمر الاحتلال منازلهم وتضرروا جراء حربه الاخيرة على غزة، ويتعجّب من مدى خداع العالم للغزيين بعد سماعهم لمليارات ستضخ لصالح إعمار غزة.
المصدر: الرسالة نت - معاذ مقداد
أضف تعليق
قواعد المشاركة