الهجمة الإعلاميّة على مخيّم عين الحلوة.. بين النيّات المبيّتة والابتزاز المقصود

منذ 9 سنوات   شارك:

 منذ فترة ليست وجيزة دأبت وسائل إعلام محلية على شنّ حملة عنيفة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وشاركت في الحملة أوساط سياسية ووزارية كان أبرزها الكلام المنسوب إلى وزير الداخلية، نهاد المشنوق، عن إيواء المخيم لمجموعات «إرهابية» ولأشخاص مطلوبين، وقد ركّزت الحملة خلال الفترة السابقة على اتهام المخيم بإيواء هذه المجموعات، وإيواء مطلوبين للعدالة اللبنانية، من بينهم، شادي المولوي، الذي خاض مواجهات في طرابلس ضد الجيش اللبناني في وقت سابق من العام، ومن ثم انتقل «بقدرة قادر» من طرابلس إلى مخيّم عين الحلوة على حين «غفلة» من الاجهزة الأمنية. وركّزت الحملة في جزء منها على تورّط أشخاص قالت إنهم موجودون في المخيّم بإدارة عمليات «إرهابية» في الخارج، وقد ترافقت هذه الحملة أيضاً مع تهديدات مبطّنة نُسبت إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية من أن المخيّم أمام مصير واحد من اثنين: إما أن يسلّم الاشخاص المطلوبين (قيل إن الاجهزة الأمنية سلّمت فعاليات المخيم قائمة بهم ونفت قيادات المخيم ذلك)، وإلا فإن الجيش سيقوم بواجبه في توقيفهم ووضع حدٍّ لما بات يعتبر حالة فوضى شاذة في المخيّم، مع ما يعنيه ذلك من خطورة على واقع ومستقبل المخيم والوجود الفلسطيني ومعهما لبنان.

الحقيقة أن هذه الحملة السياسية والإعلامية المنظّمة على مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين حملة غير مسبوقة جعلت كل القوى المعنيّة بالمخيم تتحرك على قدم وساق من أجل تجنيب المخيم ما حصل في مخيم نهر البارد، وقد بادرت كل القوى الموجودة في المخيم وفي منطقة صيدا للعمل من أجل استيعاب هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة، وتجنيب المخيم أي نتائج سلبية تطاول اللاجئين، فضلاً عن تدعيم الاستقرار العام في المخيم والمحيط ولبنان.

لقد وصل إلى لبنان من أجل هذه الغاية القيادي الفلسطيني، عزّام الأحمد، المكلف من السلطة الفلسطينية ملف المخيمات، وعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة تمام سلام وقد تبلّغ منهما عدم وجود أي رغبة لبنانية بتغيير الوضع القائم في المخيم. كذلك التقى أيضاً قيادات أمنية وسياسية عديدة صبّت مواقفها في الاتجاه ذاته، ولكن التسريبات والمصادر ظلت تتحدث عن صورة سلبية للمخيم، والتهديدات ظلت قائمة وإن تراجعت نسبتها وحدّتها إلى الآن. إلى ذلك، كثّفت القيادات المحلية في المخيم، إسلامية ووطنية، تحركاتها واتصالاتها من أجل تجنيب المخيم الكأس المرة، ولتأكيد الحفاظ على الاستقرار الأمني والعام في المخيم والمحيط، والحفاظ على استقرار لبنان أيضاً، وكانت كافة المواقف التي صدرت عن قيادات المخيم تصب بهذا الاتجاه، وقد أكدت أنها ضد أي عمل يستهدف استقرار لبنان، وأكدت أيضاً أنها لا تملك معطيات مؤكدة عن وجود كل الشخصيات المطلوبة في المخيّم. وأمام هذه الحملة والمواقف الواضحة، بات من حق أي مواطن فلسطيني في المخيم، أو أي مواطن لبناني أن يساوره الشك من هذه الحملة على المخيّم. فما هي الخلفية وراء ذلك؟

البعض يقول إن هناك نيّات مبيّتة للمخيّم كشفتها هذه التصريحات وهذه الحملة الاعلامية، ويؤكد هؤلاء أن هذه الحملة كشفت هذه النيّات المبيّتة التي ستكون مقدمة لعمل أمني أو عسكري يستهدف أساساً تدمير المخيم وتهجير أهله كجزء من تصفية القضية الفلسطينية من ناحية، وكجزء من لعبة التوازنات الداخلية اللبنانية من ناحية أخرى. ويقول هؤلاء إن ضرب المخيّم الذي يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني سينهي أية قوة للحضور الفلسطيني في لبنان، وسيفتح الباب أمام اللاجئين لترك البلد والهجرة منه، وهو هدف يخدم من جهة التطلعات الاسرائيلية العاملة لطمس أي معلم من معالم القضية الفلسطينية، وخاصة قضية اللاجئين، ويخدم أيضاً التخوّفات غير المشروعة للبعض في الداخل، القلق من اختلال توازنات المشهد اللبناني خاصة في ظل اللجوء السوري إلى لبنان أيضاً. ومن هنا يقول هؤلاء إن الخطة تقضي بإشعال فتنة فلسطينية فلسطينية في المخيّم بين أبنائه، أي بين الشباب المحسوبين على التيارات المصنّفة «متطرفة» و«مطلوبة»، وبين القوى الأخرى التي تريد الحفاظ على أمن المخيّم واستقراره، وهي فتنة إن إشتعلت لا قدّر الله ستكون كفيلة بإحراق المخيم وتدميره وتهجير أهله، ولن تقوم له قائمة بعد ذلك. ويبدو أن قيادات المخيم كانت متنبّهة لهذه الخطة وتعاملت معها بما يقطع الطريق – الى الآن – عليها حتى لا يقع المحظور. ويتابع هؤلاء إنه في حال فشل هذه الخطة بإشعال الفتنة في المخيّم يصار إلى الضغط والتضييق على اللاجئين لوضعهم بين فكّي كماشة بحيث يصبحون أسرى تأمين الاستقرار لعائلاتهم وبذلك تضمن القوى المتابعة لوضع المخيم تحييده عن أي مستجدات تطرأ على الساحة اللبنانية، ومحاصرة أي مطلوب حتى لا يقوم بأي عمل يستهدف الامن اللبناني، أو أي فريق مشارك في الحرب السورية، وأخطر من هاتين المسألتين، استمرار الحصار والتضييق وصولاً لتهجير أبناء المخيّم وتفكيكه لاحقاً عن طريق التضييق والحصار والمعاناة.

وبغض النظر عن إمكانية أن يتحقق ذلك من عدمه، يبقى البعض في لبنان ينظر إلى الوجود الفلسطيني المؤقت والقسري نظرة عنصرية بل طائفية مذهبية ضيقة تأخذ في رأس اعتباراتها التوزان الطائفي والمذهبي الداخلي والمصالح الخاصة قبل أي شيء آخر حتى ولو كان بعضها يرفع شعار فلسطين في خطاباته ومواقفه الاعلامية ليس إلاّ!!

المصدر: وائل نجم – الأمان اللبنانية



السابق

محتجون في غزة يحذرون من التصعيد بسبب الحصار

التالي

"المرحمة3" ترسل قافلة مساعدات إلى مخيم اليرموك


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.