بعد توقيع المبادرة الفلسطينية.. ما هي آلية التنفيذ؟
ماذا بعد اعلان وتوقيع المبادرة الفلسطينية الموحدة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية، وما هي خارطة طريق القوى والفصائل الموقعة على المبادرة الى تنفيذ بنودها الـ19 فلسطينيا ولبنانياً. وهل يكتب لهذه المبادرة ان تبصر النور فعليا على ارض الواقع. ومن اي المخيمات سينطلق التنفيذ ولماذا؟
اسئلة كثيرة تطرح غداة الاعلان رسميا عن المبادرة الفلسطينية الموحدة والتي جرى توقيعها عصر الجمعة في قاعة زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة، بحضور سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور ومشاركة ممثلي الصف الأول في فصائل منظمة التحرير وقوى التحالف والقوى الاسلامية الفلسطينية ( نشرت «المستقبل» النص الحرفي للمبادرة في عددها الصادر امس الجمعة).
الواضح بحسب اوساط فلسطينية متابعة لمسار انجاز هذه المبادرة ومطلعة على اللقاءات التي جرت بين القوى الموقعة عليها وبينها وبين مسؤولين رسميين وامنيين كبار في الدولة اللبنانية، ان هناك هذه المرة جدية ومسؤولية عالية من جميع الأطراف المعنية في حمل هذه المبادرة وترجمتها الى مبادرات على الأرض، تبدأ بالشق الأمني ولا تنتهي بالشق السياسي والقانوني، وذلك نظرا لدقة وخطورة المرحلة وللمخاوف المتصاعدة من التركيز السياسي والأمني والاعلامي على الوجود الفلسطيني في لبنان ومدى تأثره بتداعيات الأحداث الجارية في سوريا. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، لكون الساحة الفلسطينية في لبنان باتت بحاجة الى عناية من نوع خاص تفترض على جميع مكوناتها التكامل والتعاون من اجل تقطيع هذه المرحلة بهدوء وبأقل توترات حتى لا تستدرج الى اي فتن او مشاكل فيما بينها او مع الجوار اللبناني.
وتضيف هذه الأوساط ان امورا ثلاثة هي التي تضعها القوى الموقعة على المبادرة نصب اعينها: الاول ابقاء الساحة الفلسطينية ولا سيما المخيمات هادئة، والثاني، منع اي اعتداء من داخل المخيمات او عبرها على امن لبنان واستقراره، والثالث البدء جديا بمعالجة الملفات العالقة مع الدولة اللبنانية الأمنية والقانونية والسياسية والانسانية وغيرها .
«عين الحلوة»
ولكن من اين وكيف سيبدأ التنفيذ؟ ترى الأوساط نفسها ان لإطلاق المبادرة والاعلان عنها من مخيم عين الحلوة دلالة ورمزية كبيرة على ان اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان سيكون هو ساحة الاختبار الأولى لنجاح هذه المبادرة او عدمه، على الأقل في الشق الأمني. وعبر ثلاثة مسارات بحسب هذه الأوساط وهي:
وضع حد لمسلسل الاغتيالات والأحداث الأمنية التي كان شهدها المخيم خلال الأشهر القليلة الماضية، تفعيل دور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بدعمها بالعديد والامكانيات والصلاحيات لتضرب بقوة على يد كل مخل بالأمن لأي جهة انتمى وبعد رفع الغطاء السياسي عنه اذا وجد من هذه الجهة او تلك . والمسار الثالث بناء جسور من الثقة بين المخيم والسلطات الأمنية والعسكرية اللبنانية بما يحصن العلاقة بين الجانبين وينعكس ترسيخا للأمن والاستقرار هنا وهناك .
والى المسارات الثلاثة هذه، او ضمن احدها - تتابع هذه الأوساط ثمة ملف سيطرح بقوة كبند مستعجل وهو ملف المطلوبين الموجودين في المخيم، خاصة وان عددا منهم كانوا من الموقعين على وثيقة «تجمع الشباب المسلم» التي رعتها القوى الاسلامية وشكلت اساسا مهد لبلورة مبادرة فلسطينية موحدة .
وبالتالي ترى الأوساط نفسها ان نجاح تنفيذ المبادرة او اي من بنودها الأساسية في مخيم عين الحلوة سيعني نجاحا لها ويؤهلها للانتقال الى باقي المخيمات.
على اي حال، القوى والفصائل الفلسطينية الموقعة على المبادرة تبدأ منذ اليوم السبت جولة على فاعليات صيدا السياسية والروحية والحزبية حاملة نص المبادرة لتأخذ دعمها ومباركتها لها، وتستهل جولتها من مجدليون بلقاء النائب بهية الحريري، على ان يلي الجولة على الفاعليات اجتماعات عمل لممثلي القوى الفلسطينية لوضع الية للبدء بخطوات اولى لترجمة بنود المبادرة بالتنسيق مع الجهات المعنية فلسطينيا ولبنانيا .
حفل التوقيع
وكان تحدث في حفل توقيع واعلان المبادرة الفلسطينية الموحدة في عين الحلوة، السفير اشرف دبور وامين سر حركة فتح ومنظمة التحرير في لبنان فتحي ابو العردات وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف وممثلا حركتي حماس والجهاد علي بركة وابو عماد الرفاعي ورئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب والمسؤول الاعلامي لعصبة الأنصار ابو الشريف عقل وامين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد مقدح. وقد اجمعت الكلمات على اهمية هذه المبادرة في حماية قضية الشعب الفلسطيني والأساس فيها حق العودة من خلال الحفاظ على امن واستقرار المخيمات الفلسطينية وحمايتها من اي اختراق او استدراج الى اقتتال فلسطيني فلسطيني او الى مشاكل مع الجوار اللبناني، وكان تأكيد لاهمية السير بتنفيذ بنود المبادرة جنبا الى جنب وعلى مختلف جوانبها الأمنية والسياسية والقانونية والاجتماعية.
المصدر: رأفت نعيم – المستقبل
أضف تعليق
قواعد المشاركة