الحمد الله لـ«السفير»: باق هنا.. بارقة أمل فلسطينية من غزة
محمد فروانة - السفير: ظل الوعد بإعادة الإعمار يتردد على مسامع رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطيني رامي الحمد الله خلال زيارته المناطق المدمرة في بلدة بيت حانون وحي الشجاعية في شرق مدينة غزة أمس، ما يعكس الآمال الكبيرة التي يعولها الغزيّون على الحكومة في معالجة مشاكل القطاع الكثيرة والمتراكمة، والتي يأتي الإعمار في مقدمتها.
وبينما كان الحمد االله يسير وسط إجراءات أمنية مشددة في أحد شوارع بلدة بيت حانون، استوقفته عجوز هدم الاحتلال منزلها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، مطالبة إياه ليس بإعادة الإعمار فحسب، ولكن بسرعة الإعمار والوقوف إلى جانب عائلات غزة.
وقالت المواطنة الفلسطينية لـ«السفير»، «أنا قلت لرئيس الوزراء إنه من غير المعقول أن يقتصر موضوع إعادة الإعمار على التصريحات السياسية والوعود، نحن نريد أن يتحول كل شيء إلى واقع على الأرض، نريد أن نرى الجرافات وقد بدأت في إصلاح وتسوية الأرض من أجل بناء منازلنا التي دمرها الاحتلال».
وأضافت «أنا الآن أسكن في العراء، ولا أعرف كيف سأستقبل فصل الشتاء، ونحن في هذه الحال، أوضاعنا صعبة للغاية ومطلوب أن يقف الكل عند مسؤولياته». كلمات المسنة الفلسطينية للحمد الله كان لها وقعها عليه، إذ رد قائلاً «إحنا جايين نعمر غزة يا حجة إن شاء الله».
وعقدت حكومة التوافق الفلسطيني اجتماعها في غزة، وهو الأول من نوعه منذ تشكيلها في حزيران الماضي، والأول أيضاً لحكومة توافق منذ الانقسام الفلسطيني في العام 2007، بعد سنوات من الخلافات الحادة بين حركتي فتح وحماس.
وقال الحمد الله في مستهل جلسة قصيرة ورمزية لمجلس الوزراء، عقدت في منزل الرئيس محمود عباس في غرب مدينة غزة، إن «ما رايناه اليوم مخيف ومؤلم جداً، الصورة الآن أصبحت واضحة بالنسبة إلينا، إعادة الإعمار في أعلى سلم أولوياتنا».
وأكد الحمد الله أن واجب حكومة التوافق الوطني هو إغاثة غزة والبدء في إعادة إعمارها، مطالباً الفصائل الفلسطينية بدعم حكومته لتتمكن من إعادة القطاع إلى ما كان عليه.
وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء، «أخذنا على عاتقنا إغاثة غزة وإعادة اعمارها، فهذه مسؤولية تحملناها، وبتعاون الجميع سننهض وسنوفر مئات آلاف فرص العمل للمواطنين في القطاع».
ورداً على سؤال لـ«السفير»، أكد الحمد الله أنه سيقيم في غزة وسيتنقل بينها وبين الضفة الغربية المحتلة لتسيير شؤون حكومته، لافتاً إلى أن الاحتلال كان قد منعه سابقًا من الحضور إلى القطاع.
وأضاف «نحن أتينا إلى بلدنا بعدما سمح لنا الاحتلال والظروف التي منعتنا من المجيء، وأنا شخصياً سأقيم في غزة وسنتنقل بينها وبين الضفة الغربية المحتلة، هذا وطننا وجزء مهم من الوطن».
وشدد رئيس حكومة التوافق على أنه «من الآن فصاعداً نأمل أن يكون وجودنا في قطاع غزة بشكل مستمر».
وهي المرّة الأولى التي يزور فيها الحمد الله غزة بصفته رئيساً لحكومة التوافق الوطني منذ تشكيلها قبل أربعة أشهر، وذلك بعد سماح سلطات الاحتلال له ولوزرائه بالانتقال من الضفة إلى القطاع عبر معبر بيت حانون - إيرز تحت ضغوط دولية عدة.
وقبل أن يعقد اجتماعا ثنائياً مع قيادة حركة حماس، التقى الحمد الله قادة حماس والفصائل الأخرى في صالة استقبال أمام منزل رئيس الحكومة السابق إسماعيل هنية.
وفي هذا السياق، شدد هنية على ضرورة «توحيد المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية»، مضيفاً «نتطلع إلى تلك اللحظة التي ينصهر فيها الجميع في بوتقة المؤسسة الفلسطينية المشتركة، الحكومة ومنظمة التحرير».
وأشار إلى ان «شعبنا في الضفة وغزة يتطلع لنتائج عملية وملموسة لهذه الزيارة الكريمة ومن هنا ندعو لاستكمال ملفات المصالحة»، مضيفاً «نحن معنيون بأن تنجح الحكومة بمهماتها، مطلبنا ان ينتهي هذا الاحتلال مرة والى الابد وتكون لنا دولة وعاصمتها القدس ويعود الشعب المشرد».
من جهة ثانية، اعتبر القيادي في حركة حماس يحيى موسى، أنه منذ تشكيل هذه الحكومة لم يحدث أن تحملت مسؤولياتها تجاه قطاع غزة، لافتاً إلى أنه «طيلة الفترة السابقة كانت تتحجج بذرائع كثيرة تجاه حل مشاكل السكان في القطاع».
وفي حديث إلى «السفير»، قال موسى إن «اجتماع الحمد الله في غزة لا ينبغي الحديث عنه باعتبار أن هناك شيئاً كبيرا قد حدث»، لافتاً إلى أنه «أمر طبيعي، إذ ان غزة تقع ضمن ولاية السلطة الفلسطينية ومجلس الوزراء وينبغي أن يعقد اجتماعاته في غزة كما يعقدها في الضفة الغربية المحتلة».
وعبّر القيادي الحمساوي عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بداية لإرادة سياسية وأداء الواجب الوطني تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، لا سيما أن آمال الغزيين معلقة على هذه الحكومة في أن تقوم بواجباتها تجاه القطاع المحاصر.
واعتبر موسى أن «ما يعنينا الآن ليس الشكل وإنما الحقائق والأفعال على الأرض تتحدث عن نفسها لهذه الحكومة، فليس هناك وقت يمكن أن يضيع في أي مناكفات سياسية».
أضف تعليق
قواعد المشاركة