لاجئ فلسطيني عجز عن تأمين الدواء لطفله .. فانتحر على كورنيش صيدا

منذ 10 سنوات   شارك:

كان صعبا على الفلسطيني حسن ابو بكر، الشاب المقبل على الحياة في ربيعه الخامس والثلاثين، ان يرى طفله مريضاً وهو عاجز عن تأمين حتى زجاجة دواء له، بعدما دفع به ضيق العيش للاستدانة حتى تراكمت الديون وعجز عن سدادها رغم مثابرته في عمله كبائع حلوى.

لأن العبء كان ثقيلا... قرر حسن ان يضع حدا لحياته تاركا وراءه زوجة وثلاثة اطفال اكبرهم في السابعة واصغرهم لم يتعد عمره السنتين.

كل من عرف حسن ومدى تعلقه بعائلته وعاطفته تجاه اولاده صدم بحادثة انتحاره الأسبوع الماضي باطلاق النار على نفسه داخل سيارته على كورنيش صيدا.. الصدمة تجاوزت عائلته الصغيرة الى الأقارب والجيران وحتى ابناء بلدتي النجارية حيث عائلة زوجته والعاقبية حيث تقيم عائلته .

يقول ماجد طراف خال حسن ووالد زوجته: «في تلك الليلة، كان احد اطفاله مريضا ويسعل بشدة، طلبت منه زوجته ان يذهب لإحضار الدواء له، لم يكن في جيبه سوى اربعة الاف ليرة لا تكفي حتى لشراء زجاجة دواء.. وقف حائرا لا يعرف ماذا يفعل، اقترب من طفله قبله في راسه.. وكذلك فعل مع اخويه وزوجته وغادر.. بعد ان تسمر لبعض الوقت عند الباب مترددا في الخروج وملتفتا الى زوجته واطفاله.. يودعهم بنظراته.. كان يهيء نفسه ومن حوله لأمر ما سيقدم عليه.. وهو كان صارح زوجته بانه يرغب في الهروب والابتعاد الى طرابلس بعدما حاصرته الديون.. لكن احدا لم يكن يدرك ان ما كان يحضر له هو الهروب من الحياة نفسها .

والمفارقة انه خلال الفترة التي سبقت انتحاره كان حسن يحرص على اصطحاب عائلته في الخروج وتمضية اطول وقت ممكن مع اولاده وكأنه كان يودعهم ويستعد لما كان يفكر به.. وكانت رسالة حسن الأخيرة لزوجته قبيل انتحاره عبر الهاتف مؤثرة جدا، وواضحة التعبير عما كان ينويه.. وقال فيها: « فاطمة انت حبيبتي وانا بحبك بدك ما تزعلي مني وتسامحيني وامانة برقبتك ما تضربي اود وتذكريهن فيي عطول.. كنت حابب عيش اكتر معكن وخليكن تعيشو احلى عالم بس ما طلع بايدي كان قراري صعب وفراقك انت واهلي واخواتي وودي كتير صعب علي.. سامحوني وذكري ودي فيي عطول وما تخليهن ينسوني وقوليلن اني كتير بحبن».

لم تدرك الزوجة للوهلة الأولى ان زوجها كان يعني ما يقوله وظنت رسالته مجرد «فشة خلق» وانه في اسوأ الأحوال سيغادر الى مكان بعيد.. فكان ردها الأول على الرسالة « خدني معك«.. لكن الرد على الرد كان صمتا ابديا من الزوج الذي كان قد اطلق النار على راسه وفارق الحياة .

زوجة حسن واولاده الثلاثة تركوا منزلهم المستأجر في صيدا بعدما فقدوا الزوج والأب والمعيل وانتقلوا الى النجارية للاقامة في منزل والد الزوجة الذي بالكاد يستطيع تأمين المعيشة لعائلته.. فكيف الحال وقد اصبحت عائلتين!.

المصدر: رأفت نعيم - المستقبل
 



السابق

200 لاجئ فلسطيني قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري

التالي

مركز "لاجئ " يفتتح حيدقة للاطفال في مخيم عايدة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.